الرئيسية البديل الرياضي من حكايات المونديال: عندما تعاطف العالم مع الأسود بمونديال فرنسا 1998

من حكايات المونديال: عندما تعاطف العالم مع الأسود بمونديال فرنسا 1998

كتبه كتب في 5 يونيو 2018 - 7:10 م

جريدة البديل الرياضي ; فؤاد جوهر;

 لم تكن الطريق سهلة للوصول الى كأس العالم للمرة الثانية على التوالي للنهائيات بعد مونديال أمريكا وخيبة امل سنة 1994، فقد احتاج الأمر للمرور

الى أكبر حدث عالمي كروي، وبالضبط الى عاصمة الأنوار، المرور على منتخبات افريقية متمرسة، كسيراليون والغابون، واﻹصطدام القوي بمنتخب عملاق من طينة نجوم "غانا"، وربان سفينة الأسود هذه المرة هو اﻹطار الفرنسي "هنري ميشال" الذي غادرنا الى دار الحق والبقاء شهر أبريل المنصرم، المدرب الفرنسي الذي تمكن من بلوغ نصف نهاية كأس العالم رفقة "الديكة"

 استطاع تكوين نجوم من ذهب تشارك في أقوى الدوريات الأوروبية، يتقدمها العميد نور الدين النيبت صخرة دفاع ديبورتيفو لاكورونيا، والمهاجم الفذ في نفس الفريق صلاح الدين بصير، وعبد الكريم الحضريوي صاحب التمريرات الحاسمة، والأسطورة مصطفى حجي، ووسط الميدان الطاهر الخلج أحسن ممرر للكرات في الدور الأول في المونديال، دون أن ننكر مجهودات لاعبي البطولة الوطنية الذين انسجموا مع باقي المجموعة ليعطوا لنا واحد من أجود المنتخبات اﻹفريقية المعول عليها في العرس العالمي بفرنسا. فقبل 20 سنة وفي دوري المجموعات استهلت العناصر الوطنية بداية المشوار لرابع محطة عالمية في تاريخها الكروي، بتعادل سرق منا ومن فريق اوروبي قوي ومنظم ويضرب له ألف حساب وهو المنتخب النورويجي، حيث تقدم أسود الأطلس بهدف من الطراز العالمي للساحر صاحب الكرة الذهبية اﻹفريقية مصطفى حجي، قبل أن يعدل النرويج النتيجة بهفوة مباغتة على مستوى الدفاع، وتواصل الضغط المغربي على مرمى الخصم، حيث تمكن عبد الجليل هدا الملقب ب"كماتشو" من اضافة الهدف الثاني ببراعة، غير أن خطأ ثاني في دفاع المنتخب ومن غير المتوقع كلف أسود الأطلس وضدا على مجريات اللعب هدف التعادل الثاني للنورويج. وفي المبارة الثانية، اهتزت ثقة العناصر الوطنية أمام "السيليساو" أبطال العالم في مونديال أمريكا ل 1994،

حيث فازوا بثلاثية نظيفة على الأسود الجريحة في تلك المقابلة التي لم تستسلم بل زادتها تلك العثرة من التشبث بكامل حظوظها في التأهل، وكان المنتخب المغربي يحتاج للفوز في ثالث مبارياته أمام سكوتلاندا كي يضمن التأهل لثمن نهاية كأس العالم، لكن شريطة هزيمة النرويج أمام أبطال العالم . قلوب المغاربة توقفت في تلك الليلة الحارة والصيفية، وتعاين الحدث الكروي العالمي، وأملها في انجاز عالمي. وهو ما ترجمه واقعا لاعبوا المتخب المغربي في ملحمة كروية ضد منتخب سكوتلاندا ممثل التاج البريطاني في التظاهرة العالمية، وسحق الأسود اﻹسكوتلاديين بثلاثية نظيفة، سجل منها صلاح الدين بصير هدفين، وكماتشو هدف في احدى المباريات التاريخية للفريق الوطني، مؤكدين للعالم أجمع، استحقاقهم بلوغ الدور الثاني لولا انهزام المنتخب الكبير "السيليساو الذي صار قزما لدى أنظار العالم في المقابلة الذي جمعته بالنورويج، والتي انهزم خلالها بهدفين مقابل هدف واحد في اخر عمر المبارة، التي اسالت الكثير من المداد بين الأوساط الرياضية، حول مجرياتها، واتهم حكم المبارة الأمريكي" باهارماست" بإفساد اللقاء و المنتخبان بالتلاعب في نتيجة اللقاء، حيث احتسب حكم المبارة ضربة جزاء خيالية لا توجد الا في مخيلته في الوقت الميت من عمر المقابلة، لتحرم رفقاء صلاح الدين بصير من تأهل تاريخي الى ثمن نهاية مونديال فرنسا أمام ذهول العالم، ولتكسب كتيبة "هنري ميشال" تعاطف دولي لم يسبق له مثيل. ويبقى منتخب "1998" جيلا ذهبيا سطر لذكريات من ذهب في أرشيف الخزانة العالمية للفيفا، وصفق لهم كل الجماهير العاشقة للكرة المستديرة رغم الغدر البرازيلي آنذاك، وتسلم المشعل لرفقاء المهدي بنعطية، وحكيم زياش في مونديال الدب الروسي القادم، والذي لا تفصلنا عنه سوى أسبوعين ليعيدوا أمجاد كرة القدم الوطنية الى توهجها من جديد.

     

 

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .