أخبار عاجلة

ico أسرة الأمن الوطني تحتفي بعيد تأسيسها…68 عاماً من خدمة أمن المغاربة واليقظة الدائمة ico قضاة يبرزون مجهودات الدولة لتخليق الحياة العامة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب ico تقدم كبير في بناء ملعب الرباط وتجهيزات غطاء ملعب طنجة تصل للشروع في تركيبها ico هيئة الموثقين بالمغرب تحدث منصة «توثيق+» لتسهيل الإجراءات على المواطنين ico الترخيص لـ52 شركة طيران لتسيير 2060 رحلة جوية أسبوعية من وإلى المطارات المغربية خلال فصل الصيف ico مجلس حقوق الانسان يتعهد بالترافع عن إدماج “معتقلي الإرهاب” بسوق الشغل ico جلالة الملك يشيد بدور الجيش في الدفاع عن حوزة الوطن والذود عن وحدته الترابية ico جلالة الملك يأمر بتطوير التكوين العسكري وإحداث مقر جديد للكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا ico وسط حضور وازن.. كلية الناظور تشهد مناقشة أطروحة الدكتوراه في شعبة القانون الخاص من طرف الطالب “محمد الأمين ico وهبي: التواصل الاجتماعي أكبر عدو لحقوق الإنسان والذكاء الاصطناعي لايصلح للقضاء

الرئيسية كتاب وآراء النفيحون والنفاجون… بقلم ذ.محمادي راسي

النفيحون والنفاجون… بقلم ذ.محمادي راسي

كتبه كتب في 23 فبراير 2022 - 9:58 م

بقلم ذ.محمادي راسي – جريدة البديل السياسي :

النفيحون والنفاجون

أيام الجبوة العشوائية ، والأتاوى الخاصة التي كانت تجمع في أوعية بلاستيكية سوداء ، أيام الغفلة والسيبة ، و من كثرة الجمع ، وقعت عمليات حسابية تتجلى في عملية الطرح ، وما هو مطروح يوجه إلى نشاط خاص ؛ كالجريالة والرقص والطبل ، في طنخ من الليل ، وخبز طميل ، للقضاء على الطليح ، وما لذ وطاب من الأكل .

يحسبونه حلالا ، ويخالونه بلالا ، ويبحثون عن اللذة والذات والمحرمات ، يتمسكون بالشماريج ، ولا يفكرون في يوم الرجاف والفصل ، فإذا ملكت فاسجح ، اليوم يتحسرون ويشتاقون إلى تلك الأياويم المغدقات، والليالي الكريمات بالكرميات ، من زرجون وصبوح وغبوق ، وكل ما هو مليء بالنفحات ، ومن جمة التشويق يرددون : ” تتطعم تطعم ” ، وقد أصابهم الخبل والهبل ، من كثرة الحنين .

بل الذل من المبالغة في الفشوش والانتفاخ والانتفاج ، وظنوا أن المنهل سريع المتح والغرف والمنح ، والأنهار والروافد والفراغ والوديان دائمة الجريان ، والفروع ستدوم ما دام الخافقان والدائبان .

وسيظلون على نفس الإجرياء ، من شره طعم وبيل ، وشرب الخندريس المعتق للقضاء على الغليل ، وأكل الحنكليس المشوي للقضاء على الطوى ، إلى أن أصابهم الوبال والويل ، والنئضل والضئبل ، لغياب الأعذبين ، والأخاضر الثلاثة، و الجبوة العميمة ، والغنيمة الباردة ، والمضغة اللذيذة ، وقلة الموارد المعهودة ، وندرة الفراطة ، وأفول الوجوه المألوفة التي أخناها كثرة الإغداق والكرم والمن ، بدون جدوى ، وتذهب حبوتها سدى ، وهباء منثورا .

فاشتد غضبها ، ووحرت سورة حنقها ، ووغر صدرها ، واغتاظ حيزومها ، وضاقت ذرعا الذي أبطرها ، وفار فائرها ، وفافت بقرع ظفر إبهامها على ظفر سبابتها ، من هول الابتزاز والاستفزاز ، ومنذ ذلك الحين ؛ ما ذاقوا فوفا ، وما أغنوا فوفا ، من كثرة الطمع والجشع ،”ومن أكثر التسآل يوما سيحرم “كما قال الشاعر الجاهلي الحكيم زهير بن أبي سلمى ، الذي عاش قبل الإسلام .

ونحن في هذا العصر ما زلنا غافلين جاهلين ، بقلوب غير خاشعة ، وعقول غير واعية ، بدون غيرة ويقظة ، صم بكم عمي عمهون ، لصد ما يجري من كل سلوك سلبي ، وهذا ما تريده وتتعمده جهات تسير ضد النهج الصحيح ، والسبيل القويم .

لذا تفشت الأمراض الاجتماعية بأنواعها ؛ النفسية والعقلية والجسدية والمادية والمعنوية ، واستشرت السيبة ، و كثر الشر وقل الخير ، وكثر الطليف ، وقل اللطيف ، وكثر الفساد بأنواعه ، والدعر بأشكاله ، والخلع بأصنافه ، والمجح بألوانه ، والفشخ بصفاته ، والفحش ربا في الربى والسفوح والوهاد والنجاد ، والبله زاد انتشارا في الشوارع والحدائق والأحياء والأرجاء ، إلى أن انتشرت الفوضى ، واضمحل النظام والانضباط ، فصار الجاهل هو الحكيم العارف العالم المحدث الفقيه ، والأحمق هو العاقل الحاذق الصنديد ، والعاقل الواعي هو الرعديد ، لكل ما ذكر وما لم يذكر .

كثر النفيحون والنفاجون في هذه الضيعة ، وقد أضاعوها شكلا ومضمونا وصيغة وصياغة ، وقالبا ومعنى ومبنى ومغزى ، إلى أن تموت وستموت ضياعا وضيعا ، و الأعور هو الرئيس في ضيعة العميان ، والرويبضة الوضيع هو زعيم الجبناء والسفهاء والضعفاء والجهلاء ، والطماع إمام السماسرة والجشعاء المحبين لكل

ما يأتي هينا هنيئا مريئا ، بدون كلفة عن طريق الزبونية والألفة ، كالغنيمة الباردة ، والنفحة اللذيذة ، والجبوة الهينة ، والحبوة الهنيئة ، والمنحة المريئة .

إن الحرام في نظرهم لذيذ وطيب ، علاوة على صفقات ضخمة ، للحصول على امتيازات خاصة عن طريق البرطلة ، لهضم حقوق الفقراء وأكل السحت الخبيث ، والترامي على أراضي الغير بغير شرع وقانون وملكية …فقد قيل لأشعب الطماع ما بلغ من طمعك ؟فقال : “ما رأيت عرسا إلا ظننت أني صاحبه ، ولا رأيت جنازة إلا ظننت أن ميتها قد أوصى لي بشيء ، ولا رأيت اثنين يتناجيان حتى ظننت أنهما يأمران لي بمعروف “.

وإلى جانب أشعب الطماع من أهل المدينة ، وقيل فيه أطمع من أشعب ، هناك طفيل الكوفي ، وقيل فيه أطمع من طفيل ، وإليه ينسب الطفيليون ، وهناك الأشباح الذين يتقاضون أجورهم ولكنهم لا يعملون ، يتغيبون عن العمل ، يتجولون ولا يقدمون أي شيء للوطن ، بدون مردودية ولا جدوى ،يعيشون على الويمة ، وعالة على المجتمع ، تمر أيامهم سدى ، ولا أدري في أي إطار سيدرجون ؟.

وما طريقة ترقيتهم من حيث الدرجة والسلم ؟، وثمة المزورون والغشاشون في جميع الجهات والميادين والمجالات ، لا يوجلون من الله ، ولا يخافون من عذاب القبر.

من خلال السلبيات المذكورة ، والصفات الذميمة ، لا بد من تنقية الطفيليات ، ليكون المجتمع سليما خاليا من الطمع الذي يعتبر طاعونا فتاكا لا دواء له ، والذي يودي بصاحبه إلى التهلكة ، ويفضي به إلى الحضيض ، والضناكة من العيش ، ويصبح ملفجا مستقبلا ، بعد أن كان ينعم بعيش رحراح ، وهو بذخ وترف ورافه ، وفي رغد وبحبوحة من العيش ، يتبختر ويتجبر ، يفتخر وينتفج بمال غيره وما لحسه ولعقه مجانا ، وما كسبه جمعا ولما ، وهلم ضما ولفا ولملما وخلسة دسا وسرا ، ثم يعلن عن ذلك بدون شعور تبخترا ونفجا ، بدءا من المقاهي إلى الحانات والمطاعم الفاخرة ، والمواخير والملاهي والكرخانات والعلب الليلية والخانات ..

إلى أن ينتهي بتعرضه للتشرد والتسكع والأزمات ، بأنواعها المادية والنفسية ، وسيكون في وضعية المعتمد بن عبا د بسبب غروره ، وتهوره وسوء تدبيره ، وغيره من الأثرياء الذين تحولوا إلى معدمين معوزين ، يستجدون ، يتسولون ،يتوسلون ، .يستعطفون ..

جير ، لابد من التنقية كما يفعل الفلاح ؛ يهذب ويشذب مزروعاته ، ينقيها من الطفيليات لتكون سليمة ، لأجل غلة ثرة جيدة خالية من الأمراض والجراثيم ، صالحة للاستهلاك ، لما فيها من فوائد من حيث التغذية الصحية ، للقضاء على السغب أبن الفقر الذي قيل فيه :”لو كان الفقر رجلا لقتلته “، والمرض والجهل ، ونعوذ بالله كما كان الرسول صلعم يقول في دعائه :”اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر”، ونعوذ بالله من كل شر ممقوت ، وطاعون فتاك ، ومرض خبيث ، وسفيه طائش بدون وصفة علاجية ، وأمراض اجتماعية ومادية ونفسية ، وعقد معقدة ، وجهل بأنواعه المركب والمكعب .

 

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .