الرئيسية ضيف البديل انطبــــــاعـــــات وارتســـامـــات .. .. بوقـــانــا صيف 2022م بقلم ذ.محمادي راسي

انطبــــــاعـــــات وارتســـامـــات .. .. بوقـــانــا صيف 2022م بقلم ذ.محمادي راسي

كتبه كتب في 14 ديسمبر 2022 - 12:16 ص

بوقـــانــا صيف 2022م بقلم ذ.محمادي راسي – جريدة البديل السياسي:

انطبــــــاعـــــات وارتســـامـــات

&&&&&&&&&&&&&&&

عـــــلــــى أسكــــوفــــة بـــــوقـــانـــا

=====================

(هذه السنة كان الصيف صيفا صائفا ، وحتى الشاطئ كان حافلا بالمصطافين المغاربة والأجانب ،أتوا من كل حدب وصوب ،ووهاد ونجاد ، بعد أن حرمتهم جائحة كورونا من التنزه في مختلف الجهات ، والتواصل مع العائلات، والذهاب إلى المدارس للدراسة ، وإلى المساجد للصلاة ، وإلى الملاعب الرياضية للفرجة ، وإلى الحدائق للترويح والتنزه لنسيان الرتوب ، وإلى الشواطئ للاصطياف والتمتع بالهواء الطلق، والاستمتاع بدفء الشمس، وممارسة السباحة كما ورد في بعض الأحاديث تندرج في إطار التربية البدنية والعقلية ــــ تعلم السباحة وركوب الخيل والرماية ـــ ، وإلى الجلوس في المقاهي التي كان دورها التثقيف والتسلية والترفيه، وعقد لقاءات وندوات ، والمقهى ملتقى الأصدقاء للنقاش والحوار والدردشة والطرفة والظرفة والنوادر والملحة ، وتجاذب أطراف الحديث في مختلف الأمور ، والبوح بما يجيش في نفوسهم وما يحز في حيازمهم من بنات صدر، وهواجس ووساوس ، وآلام متنوعة ،ومشاكل عائلية وشخصية ، والخوض في القضايا السياسية والفكرية والدينية والتربوية والفنية والأدبية والرياضية ، وفي ظروف الجائحة اعتمد الإنسان على التكنولوجيا والإنترنت لأجل التواصل إداريا وتعليميا ،وضرب المواعد للتلقيح والحصول على مختلف الوثائق من مختلف المصالح درأة للاكتظاظ والفوضى ،والجائحة تقتضي الحجر والتباعد وعدم الاختلاط والاحتكاك.

بوقانا تمتاز بالتنوع البيولوجي والمؤهلات السياحية ، وجمال الموقع ؛رمالها/ نحيرتها / بحيرتها / بحرها الأبيض / طيورها/ هدوؤها /ساحلها الطويل الشاسع الواسع ، بدون هضاب وجبال وظرار/، شاطئ يمتاز بأولاج توصل إلى البحر بسهولة،أرض سجسجية ثبرة وطيئة ،فضاء جميل ؛يبهرك /يسحرك / يجذبك /يخلبس قلبك / فيجعلك في حيرة ودهشة وحرون ، أما حركة البحر بين المد والجزر والهدوء ، فتنتج عنها موسيقى بسيمفونيات طبيعية سرمدية ،لا تعرف التوقف والراحة، يعجز عن محاكاتها باخ وموزار وسترواش وبيتهوفن وغيرهم من عمالقة الموسيقى).

“”””””””””””””””””””””””””””””””””” انطـــباعـــــات وارتســــامــــات واستنتـــاجــات

1)ـــ بوقانا هي دائما في القلب والعقل والوجدان ، أرض الأجداد والأعمام والأخوال ،جوهرة بني انصار والمتنفس الوحيد، والمتنزه المفيد جسميا وعقليا ونفسيا لأهل بني انصار، ولجميع المواطنين المغاربة والأجانب، هي حديقة خلقة ، لا تحتاج إلى بستانيّ يهذبها ويسقيها ، ويصنع ممرات وأحواضا ، هي رحبة واسعة الأرجاء بوجيد عجيب ، بين بحرين؛ البحيرة والبحر الأبيض المتوسط ، بأعشاب ونباتات برية ذات روائح قوية ، وبأشجار الصفصاف والباهرة والرتم و النخيل والأثيل،يلزم احترام مجالها البيئي، وجمالها الطبيعي ،وشاطئها ذي الرمل الذهبي ،والاستمتاع بصوت البحر السرمدي ،والهدوء الفطري الأزلي ، لوحة طبيعية شاملة ؛فيها صوت وسكون وألوان وحركة وحسن وجمال ، جامعة مانعة ،تحرك مشاعر الإنسان العاقل الواعي ،بل هي مصدر الإلهام والإبداع والتدبر والوحي .

2)ـــ بوقانا حينما نشد الرحال إليها ونحل بها ، تسعد جميع الحواس لجمال موقعها وطبيعتها ، تعلمنا الهدوء وحب الطبيعة والإحساس بها ،كما تعلمنا الإصاخة والاستماع والإنصات والإصغاء إلى هديل البحر، وشقشقة وزقزقة الطيور، ،وهميس الطبيعة ، والتأمل فيما يحيط بها ،وما يوجد فيها ، لأننا نسترن لأشياء ولا نحفل بها ، قد لا نستمع حتى للذي يحاور ويتكلم وهو جالس معنا .

3) ــــ الصيف يحبه الجميع بوازع الجو الجميل والعطلة الصيفية ،والرومانسيون يحلمون به أكثر في أجوائه ، والشعراء ينظمون فيه قصائد شعرية ، والمغنون يتغنون به ، والأدباء يكتبون مقالات وقصصا وقصائد عنه ، كما أن في دولة ” بيرو” البعض يبدع في الموسيقى عبر الطبيعة بواسطة أوراق الأشجار ، يتخذها كالناي بصوت فريد من نوعه .

بجل؛ في الصيف تكون بوقانا جميلة في شروقها وغروبها وليلها ونهارها وهدوئها ، بفضاء لا مثيل له ، يلزم احترامه وتقديره بالمحافظة عليه ،ورعايته بالنظافة دائما قصد حمايته من التلوث بأنواعه ، ولا بد من توجيه التحية والشكر إلى رجال النظافة التابعين لوكالة مار تشيك والذين يقطعون يوميا أزيد من خمس كيلومترات ، لجمع النفايات والفتات والخشارات ، وما يتركه بعض المصطافين من أزبال فوق الرمال ،وهنا جميعا بدون استثناء نحتاج إلى التربية على المحافظة على الطبيعة والبيئة ، نظافة المكان وجماله دليلان على رقينا وتقدمنا وتحضرنا ولو في البادية …

4)ــــ في هذا الصيف كانت ثمة جلسات صباحية فوق شرفة المقهى التابعة لمقهى “الطيب “،التقينا صدفة مع /أصدقاء /أساتذة / أطباء / طلبة / كتاب / شعراء/ معارف من أهل بوقانا وعامة الناس، كانت الجلسات فيها دردشة ومناقشة ،تدور حول الطبيعة وفضاء بوقانا؛ جغرافيتها وتاريخها وأرضيتها ، وبحرها الذي يبتلع الشاطئ شيئا فشيئا ، والحديث عن الصيد وطرقه من طرف الصيادين ، في هذه الجلسات استفدنا كثيرا ،واكتسبنا ثقافة شعبية لم نقرأها في الكتب والدواوين والمقالات ، والحقيقة أن كل إنسان كتاب مغلوق ،ورواية لم تكتب بعد ،وقصة لم تنشر ، حينما يتحدث أهل بوقانا عن ظروف العيش الصعبة في بداية القرن العشرين لقلة الإمكانات ، وغياب أدوات الصيد الحديثة المحفزة المسهلة لعملية الصيد ، ثم العمل الشاق الذي يتجلى في قطع البحار للبحث عن الحيتان بواسطة المجاديف والأشرعة ، والحديث عن هيجان البحر وفيضانه كلما حل فصل الشتاء ،ولا ننسى الفيضان الأخير الذي وصل إلى المنازل والذي حدث في فصل الربيع 2022م ــــ نظرا للتغيرات المناخية ـــ حيث فاض البحر بعد المغرب من يوم رابع أبريل ،وبعد الفجر من يوم خامس أبريل حسب مده وجزره ، ودواره وموجانه وارتفاعه وانخفاضه وتراجعه واضطراب غواربه ، والفصل ؛فصل الربيع المتصف بالاعتدال والسكون ، كما تعرفنا على مواسم الصيد ،ووقت تواجد أنواع الحيتان في وقتها ،ودور وأجرة كل صياد من الرئيس إلى الصياد والطباخ وراتق الشباك وعريف النواتي ..وأين يدون رقم هيكل السفينة ،كما هو الشأن لرقم هيكل السيارة ..؟؟،دون أن ننسى أكل السردين اللذيذ في الهواء الطلق ؛أكلة الفقراء والأغنياء.

5)ـــ على الإنسان كيفما كانت قيمته ودرجته أن يتصف بالتواضع في جلساته وسلوكه ، والأخلاق الفاضلة ، والقول الكريم ، بعيدا عن الغرور الذي قد يقتله ،من تواضع لله رفعه ، رفع الله من عرف قيمته وجالس دونه ، وعلى الكاتب أن ينزل إلى الواقع ليرى ويشاهد ويعاين ظروف عيش المواطن البسيط الضعيف، ويستمع إلى همومه وانشغالاته وما يفتقر إليه ؛ “مدشره” /حيه / طريقه / مدينته ،لم يعد الكاتب ابن بيئته كما قيل قديما ، ولكن اليوم أقول ؛أصبح ابن بيته وشارعه وحيه و”مدشره ” و” حومته” وقريته ومدينته ومحيطه وظروفه …

6)ـــ بعد تزويدها بالإنارة في ماي 2019م ،تريد اليوم أن تزود بالماء الشروب عن طريق ربط المنازل بأنابيب الماء ،لأنها تعيش في محنة وضيق وشدة في غياب الماء الذي هو ضروري وأساسي للإنسان والحيوان والنبات وحتى الجماد ــــ بل هو الحياة ـــ،وأيضا للقضاء على الأوساخ والأدران ، فالنظافة صحيا ضرورية للإنسان ولفضائه الذي يعيش فيه وما يحيط به ، ولا ننسى أن في بوقانا مسجدا للصلاة تؤدى فيه أيضا صلاة الجمعة ، ومدرسة للتلاميذ وهما في حاجة ماسة إلى الماء .

7)ــ يلزم تقوية إنارة الأحياء ،وتزويد الطريق الرئيسي بالمصابيح الكهربائية ، ثم تهيئة وهيكلة الطريق وتعبيده من جديد، لأنه تعرض للاهتراء والتآكل من كثرة السير وخصوصا في هذا الصيف ، فقد مر على إصلاحه عامان فقط .

8)ـــ يجب وضع حواجز عالية من رمال وأحجار لرد الأمواج العالية العاتية وقت الهيجان ، ولتفادي الخسائر في الأرواح والعتاد .

9)ـــ سلوكات مقيتة مشينة مخجلة ، تصدر عن المعاقرين للخمرة والمدمنين عليها طوال الصيف ، يسهرون ليلا ينامون نهارا ، يقيمون سهرات ليلية في بعض الأحياء ببوقانا ، فيها رقص وضجيج وصخب وصياح وخمر….يقضون مضجع الساكنة ، ضجيج يلوث الأذن ،ويزعج الكبار والصغار والمرضى والأصحاء، وكذلك الصيادين الذين يستيقظون فجرا لتفقد شباك الصيد ، حتى الطيور تهجر وتفر من الضجيج، ثم ترجع في فصل الشتاء و الخريف والربيع …..أرض الله واسعة ، / وإذا ابتليتم فاستتروا/ ….الإنسان عليه أن يتستر احتراما لشعور المحيطين به وللجيران ،فمن آذى جاره جزاؤه جهنم . فرفقا ومهلا ورويدا وترسلا وحنانيك إذا منحك الله مالا وقوة ، ولا تكن من الطاغين المتجبرين الذين يعيثون في الأرض فسادا وخبثا ، ولا يتركون أثرا طيبا ، إن ما يصرفون من أموال بإسراف في الحرام والفساد دون جدوى ، عليهم أن ينفقوا على أولادهم ، ثم مساعدة الفقراء والضعفاء ، ولكنهم لا يفعلون ،،،فمن أين لهم تلك الأموال ؟؟، إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة ،والنوم لا يضمن القوت اليومي ،ولا يضمن العيش الكريم ،واللهو واللعب والرقص والبم والبض هذه الأشياء وغيرها من السلوكات المقيتة ؛ تؤدي إلى الإفلاس والإملاق والتسول ،فالأنهار ليست دائمة الجريان ….؟؟ااا.فالعمل ؛كالبناء صعب ، فيه نبل وشرف ،والكسل ؛ كالهدم سهل، فيه هوان وذل.

10)ــ مفارقات وتناقضات شباب بوقانا يهاجرون من أجل لقمة العيش ،وبجوارهم سكّيرون يقيمون ليالي خمرية …..وكل ما لا يقبله الشرع ولا القانون ولا العقل ولا العرف ولا العادة ….ودون مراعاة حق الجار وظروفه ….لابد من جعل حد لهذه السلوكات النبيثة كالجرثومة الخبيثة ، ألم يتعظوا من كورونا …؟؟؟اااا. فالقانون يلزم أن يطبق على الجميع …. لأن هذه الفئة الطاغية لا تعترف لا بالقانون ولا بالسلطة ولا تخاف من الله ..ولكن ؛إن الله يمهل ولا يهمل .

11)ـــ لا بد من توفير مناصب الشغل للشباب العاطل ، وتشجيعه صيفا في استغلال الشاطئ الشاسع ، وفضاء بوقانا الواسع ، وهناك أيضا أسر معوزة لا بد من مساعدتها ودعمها ماديا وحمايتها صحيا واجتماعيا ، ما دام المسؤولون يدعون إلى الدولة الاجتماعية ،والنموذج التنموي الجديد.

12)ـــ إيجاد دار للمرأة لتتعلم القراءة والكتابة والخياطة والطرز والأعمال اليدوية ، فالمرأة القروية لها دور هام في تربية أولادها، والقيام بالأعمال المنزلية ،والعناية بالدواجن والأغنام، لها أعمال في البيت وأعمال في العرصة .

13)ـــ إنشاء مكتبة صغيرة للأطفال الصغار والتلاميذ ، وملعب صغير لمزاولة رياضة كرة القدم ، سيقبل الطفل أو التلميذ على هذه الأنشطة أفضل من التسكع بدون هدف ،ودورها أي الأنشطة مفيدة للعقل والجسم ،بها يمكن أن يبدع ويخلق ويزداد معرفة واطلاعا واعتمادا على النفس ،وبها أيضا سيبتعد عن السموم الفتاكة التي لا علاج لها حاليا ومستقبلا ….. ولأن الطفل يميل إلى التقليد ،يقلد كل ما يراه وهو خارج البيت ،ويتعلم وهو يلعب ….

14)ــــ يجب احترام طبيعة بوقانا وفضاءها وهدوءها ، إن أسرا محترمة متواضعة مثقفة واعية ،تقصد بوقانا بل تسكن فيها شتاء صيفا خريفا ربيعا من أجل الهدوء والراحة ،والاستمتاع بجمال الطبيعة والجو المعتدل في الصيف ،تعيش في سعادة وراحة مع أولادها ، فلا تقبل أن يقلق راحتها ، ويكسر هدوءها بالإزعاج والضجيج ليلا سكير أوعربيد أوفاسد أو متفجس أو ماجن أو داعر أو فاجر …. يريد أن يثبت ذاته بالتصعيد والتعويض والنرجسية والافتخار والتفجس ….ومن السكّيرين من لهم أولاد ، يقبلون على الفجور والفساد ، ويتركون نساءهم في المنازل بعيدة عن بوقانا …..على المسؤولين أن يعيدوا النظر في هذه السلوكات المقية ،ويجعلوا لها حدا ودحقا ودحرا وتأديبا ،وهلم ردفا ونصبا ، لأنها تقع أمام الساكنة والجيران ،وفي صدارة ووسط وآخر بعض “المداشر” ،وتقض مضجع الساكنة من جراء الصخب والضجيج والصياح والغناء والرقص والفوضى والأصوات القوية ،بل يستفزون الساكنة ،ما جدوى من استفزاز الفقير الضعيف الذي يبحث عن رزقه في أعماق البحار على طول السنة؟؟؟ااااا.

15)ـــ ما زالت ساكنة بوقانا تنتظر قرية الصيادين ،ومدينة بين البحرين، ومدينة النحام ضمن المشروع المبرمج ، لأجل أن تستفيد من مناصب الشغل نظرا للعطالة والبطالة وندرة الثروة السمكية التي هي مصدر رزق للصيادين .

16)ـــ إلى جانب مادة علوم الحياة والأرض لابد من إضافة كلمة البحر ،أي علوم الحياة والأرض والبحر ، ثم الإكثار من دروس التربية ؛ الإسلامية /الوطنية/ البدنية/ الاجتماعية / الأخلاقية /الجمالية ؛العدل والحق والخير ،والموسيقى والرسم / التربية على المواطنة والمدنية وحب الوطن / التربية على احترام الجار / ،يلزم إرجاع مادة الشأن المحلي ، إحداث مادة المسرح قصد تحفيز التلميذ على أن يعبر عن واقع محيطه بالتشخيص والإشارة والكلمة والإيحاء والإيماء ،ونقد كل ما هو غير صالح للمجتمع والوطن ، وفيه يكتسب طلاقة اللسان والشجاعة الأدبية وهو فوق الركح ، ولابد من الأنشطة الموازية المجدية لصقل المواهب ،وتنمية المدارك بالتجارب ،والتشجيع على الإبداع والابتكار والاختراع .

17)ــــ الشاطئ مجال للترويح والتنزه ، وفي الخروج إلى الطبيعة لأجل التفسح علاج نفسي ،فالمشي رياضة بدنية وصحة للقلب والعضلات و حرق الدهون وغيرها ،وفي الخروج والمشي أيضا فوائد جمة ……منها نسيان رتوب العمل اليومي ، ونسيان الملل والمكوث والانزواء والقبوع في عقر المنزل بين الجدران الأربعة كالسجين وبالأخص النساء.

 

.

 

 

 

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .