الرئيسية البديل الاقتصادي شلل في الحركة التجارية بالناظور والشيكات تؤرق بال التجار

شلل في الحركة التجارية بالناظور والشيكات تؤرق بال التجار

كتبه كتب في 5 أغسطس 2018 - 3:11 م

جريدة البديل السياسيفؤاد جوهر

 فؤاد جوهر-  مدينة الناظور أو "باب اوروبا" كما يحلو للبعض مناداتها، تعيش في هذه الفترة الصيفية والمتعارف عنها بكونها أزهى الأشهر، التي ينشط فيها القطاع التجاري، وينتظرها التجار طيلة السنة، واحدة من أسوء المحطات التجارية في العشرية الأخيرة. ولا يخفى عن أي زائر لمدينة الناظور، الركود والشلل الذي أصاب القطاع التجاري في موسم الصيف، بدءا بالمحطات الطرقية الرئيسية التي شلت، ولم تتحرك حافلاتها، من والى الناظور، بشكل يوحي بأن "باب اوروربا" لا تعيش أجواء الصيف بتاتا. حالة الكساد واﻹنكماش في النشاط التجاري بالناظور، صار يثير مخاوف التجار، ويشكل كابوسا مقلقا لهم، لحالة الركود المخيفة والجمود التام، ما أدى الى تراكمات في الديون لم تسدد بعد. سوق "ولاد ميمون" واحد من الأسواق الذي نال شهرة واسعة في السنوات القليلة الماضية، وبالضبط في تسعينيات القرن الماضي، بفعل رواج منقطع النظير، يعيش في العقد الأخير، وفي هذه العطلة الصيفية بالذات، أسوء فتراته التجارية. "الروبيو" ومعناه الأشقر بالعربية تاجر بالجملة لصنف الأحذية الرياضية ذو الماركات العالمية، يقول ل"جريدة البديل السياسي" حول الرواج التجاري لهذا الصيف، أنه لم يرى مثل هذا الكساد قط منذ سنين خلت، ويضيف كان أملنا متوقف على شهر "يوليوز" للخروج من محنتنا وديوننا المتراكمة، الا أننا تفاجأنا وعكس كل التوقعات، بالركود وتنتابني مخاوف كبيرة عن عدم تمكني من اداء ديوني المتراكمة، والتي هي في ذمتي، وما يزيد من توتري أن كلفة الديون هاته قد تكون نقمة علي وعلى أولادي في حالة بقي الأمر كذلك، خاتما كلامه "الله يلطف واها". اقتربنا من تاجر اخر، كان جالسا على كرسي وهاتفه الذكي لا يفارقه، أمام دكانه المليئ بالأثواب وعلى شتى أنواعه، واستفسرناه حول وضعية الحركة التجارية بسوق "ولاد ميمون" فأجاب بأن السوق يعيش أحلك وأسود أيامه، رغم تزامن ذلك مع العطلة الصيفية التي لم تأتي بجديد حسب قوله، رغم دخول أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج بكثرة، وأضاف هذه المرة بالأمازيغية "منا التجارة يقيمن اخاص اندبر خيخفناغ" ومعنى ذلك، أن التجارة لم تتبقى بالسوق، وأنه يجب ايجاد مخرج لتحسين الأحوال. وأكد لنا سوق "ولاد ميمون" منذ شهر يونيو وبعيد عيد الفطر والى الحين خاليا من الزبناء بإستثناء أيام العيد التي عرفت رواجا نسبيا حسب قوله. عرجنا هذه المرة الى سوق اخر، يتواجد بشارع "الحسن الثاني" ولا يبدو المشهد مختلفا عما تحدث به أغلب التجار حيث يكاد هذا السوق الذي يمثل "دينامو" الحركة التجارية بالناظور، والمتضمن لطابقين أحدهما سفلي، يحتوي على جميع الأصناف الغذائية، بما في ذلك الأسماك واللحوم، والطابق الأول متضمن لمجموعة من المحلات التجارية، متخصصة في الأثواب والأحذية على كل أنواعها، والأفرشة والأواني المنزلية -يكاد- يخلو من المتسوقين والزبناء، رغم أن الساعة كانت تشير الى الثالثة مساءا، وما لفت انتباهنا هو التفاف التجار حول لعبة "الداما"، والبعض الأخر حول "الدومينو"، في صورة معبرة عن الكساد والركود الذي يشهده السوق الرئيسي لمدينة الناظور. يصف لنا سعيد "الكبداني" نسبة الى قبيلة كبدانة باقليم الناظور، وهو صاحب محل تجاري لبيع الأواني المنزلية، الحركة التجارية بالمشلولة. والشيكات تهدد الجميع في حالة عدم السداد، لأن تجارتنا بائرة في هذه الأشهر بالذات، ما صعب علينا أمر توفير السيولة اللازمة في التواريخ المحددة لتسديد ما في ذمتنا من ديون، ويضيف بنبرة فيها حسرة وبالأمازيغية هذه المرة، والله الى "نرطل "لفلوس محند أنخلص الشيكات". ومعنى ذلك نقترض النقود لتسديد ما علينا من ديون. بينما زميله "عماروش" وهو بائع للأغطية "المانطات"، فيبدو أنه يحن الى زمن التسعينات وبداية الألفية، وهي سنوات الذروة التجارية بالناظور، عندما كانت الحدود مفتوحة مع دولة الجزائر الشقيقة، حيث يروي لنا، أن الوقت لم يكن يسعهم حتى للأكل، ناهيك عن توفير بعضا من الوقت للتنزه رفقة العائلة، ويضيف أما الأن لا مجال للحديث عن رواج تجاري، ولا نكاد نوفر حتى مصاريف تسيير شؤون المحلات. في ذات السياق وجهت "جريدة البديل السياسي" سؤال محوري لأحد المسؤولين البارزين في غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الشرق، عن الوضع المقلق واﻹنكماش الحاد لقطاع التجارة بالناظور، فصرح لنا، بأنه فعلا هناك احتضار تجاري تعيشه المدينة، وجب التصدي له بكل الآليات التنظيمية والقانونية للرفع من وتيرة الحركة التجارية، وآن الأوان للبحث عن المخارج المجدية لتحريك المياه الراكدة، واقلاع المحركات التجارية التي يبدو أنها انطفأت ب"باب اوروبا"، ولخص لنا أسباب الركود، في ضعف القدرة الشرائية للمواطن بسبب ارتفاع كلفة المعيشة، والنقص الحاد في السيولة. واسترسل بأن القطاع التجاري بمختلف أقاليم المملكة، يعاني انحدارا بسبب الظرفية التي يمر بها اﻹقتصاد العالمي، وكذا غياب التأهيل لمختلف الأصناف التجارية،

 

 

 

باﻹضافة الى انتشار القطاع غير المنظم، والمنافسة غير الشريفة ما أدى الى تأزيم الوضع التجاري بالناظور . وعن الحلول التي يراها بصفته مسؤولا في الغرفة التجارية، أكد عن ضرورة اتخاذ اجراءات تتمثل في تقليص الرسوم الجمركية، واستقطاب السياحة التجارية، مؤكدا على ضرورة تخفيض الرسوم والضرائب على العاملين بالقطاع التجاري وتنظيم للباعة الجائلين في أماكن تحددها الجماعة الحضرية للناظور،لمدة يوم أو يومين في الأسبوع، كما هو معمول بها في مجموعة من الدول المجاورة، ومحذرا الى استمرار الوضع على ما هو عليه، والذي سيؤدي بدون شك الى "السكتة القلبية" في المدينة ان بقي الوضع التجاري على حاله.

 

   
   

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .