عبد المجيد طعام أستاذ
تحسس الأوراق البنكية برؤوس أصابعه ، صعدت مع أطرافه نفس النشوة التي يشعر بها بداية كل شهر و كعادته اتجه الى مرحاض البنك ، تأكد مرتين من أنه أحكم إغلاق الباب وراءه ، هناك عد راتبه الورقة تلو الورقة وجدها كالعادة عشر أوراق من فئة مئة درهم فأنزل سرواله الكاكي و سرواله الداخلي القطني ثم وسع بيده اليمنى مدخل "شورته" الضيق و حط الأوراق البنكية في المكان الآمن قرب أعضائه الحميمية.
خرج من البنك في اتجاه بيته مشيا على الأقدام فكانت الأوراق البنكية تحدث صوتا بفعل احتكاكها فأحس بقشعريرة تسكن كل جسده و خيل إليه كأنه يستعد لمغامرة مع الشقراء التي سكنت أحلامه الحمراء مند ما يزيد عن ثلاثين سنة ...عند وصوله الى البيت ، انتبه إلى ملامح القلق بارزة على وجه زوجته، لطمأنتها أنزل السروالين معا بجرة واحدة و شق بيده ممرا عبر "الشورت" الذي زاد ضيقا بفعل الاحتكاك لكنه أصيب بدهشة تحولت إلى ذهول قلق .. لم يرد أن يصدق ما حدث فراح يتلمس بأصابعه كل جوانب "الشورت" وجدها فارغة إلا من أعضائه الحميمية أدارها يمنة فيسرى رفعها إلى الأعلى ثم أنزلها إلى الأسفل لم يجد الأوراق البنكية صرخ أمام زوجته :" لا يمكن !!!…أين الراتب ؟؟ "
انهار … فقد كل قوته ولم يستطع رفع سرواليه إلى مكانهما ، حاول أن يتذكر كل ما حدث له في الطريق كان متأكدا أنه أحكم غلق حزام سرواله الكاكي و الشورت ضيق لا يسمح بنزول الأوراق البنكية إلى الأسفل :" لكن كيف ؟؟؟؟ " للمرة الألف حاول أن يتذكر كل تفاصيل الطريق لكنه لم يسترجع من كل ركامه إلا حلمه الأحمر فقال بصوت منكسر :" آه !!..إنها الحسناء الشقراء…هي السبب !!! " لقد استأثرت به طيلة ثلاثين سنة و حينما أتته طيعة مستجيبة لرغبته المفقودة أخذت كل راتبه ثمنا لوصال شقي .
تعليقات الزوار ( 0 )