الرئيسية كتاب وآراء فلسفة الأخلاق ببساطة..الأخلاق ، وجهة نظر سقراط..إعداد عبد المجيد طعام

فلسفة الأخلاق ببساطة..الأخلاق ، وجهة نظر سقراط..إعداد عبد المجيد طعام

كتبه كتب في 26 مايو 2024 - 2:14 م

إعداد عبد المجيد طعام-جريدة البديل السياسي 

فلسفة الأخلاق ببساطة

  1. الأخلاق ، وجهة نظر سقراط

 

توطئة

فلسفيا تعرف بأنها مجموعة من القواعد والمبادئ التي تتعلق بنظام سلوك الأفراد والجماعات، تهدف إلى تحديد معايير السلوك الصالح للفرد والمجتمع على حد سواء ،مصدرها يختلف باختلاف المدارس الفلسفية ، يرى أرسطو أن الأخلاق تعمل على تطوير الفضائل الشخصية،مثل الشجاعة والحكمة والعدل من أجل تحقيق السعادة، ويرى كانط أنها تستند إلى العقل البشري وقوة الإرادة، ويعتقد أن هناك مبادئ أخلاقية مطلقة تُعرف بالعقل وتُوجه سلوك الإنسان من خلال الواجبات الأخلاقية ، بينما يعتمد لدى جون ستيوارت ميل الأخلاق على مبدأ المنفعة، حيث يُعد الفعل أخلاقيًا إذا كان يحقق أكبر قدر من السعادة لأكبر عدد من الناس ، أما الفلاسفة النسبيون، أمثال نيتشه وميشال فوكو ، يرون أن الأخلاق تُبنى على القيم والمعايير التي تتشكل من خلال المجتمع والثقافة، تختلف بين الثقافات والمجتمعات، ولا توجد معايير أخلاقية مطلقة، أما الفلاسفة الدينيون أمثال توما الإكويني والفارابي وديكارت، يرون أن مصدر الأخلاق هو الدين والتعاليم الإلهية، حيث تكون القواعد الأخلاقية مستمدة من الكتب المقدسة والتعاليم الدينية ، لكن بعض الفلاسفة ومنهم روسو وكانط يرون أن مصدر الأخلاق هو الوعي والضمير الفردي، هذه النظرة تؤكد أن الإنسان يمتلك قدرة داخلية على التمييز بين الصواب والخطأ، بناءً على تجربته الشخصية وتفكيره الذاتي.

  1. الأخلاق ، وجهة نظر سقراط (469-399 ق. م)

بدأت الفلسفة الخلقية وفق منظورها العقلاني المتناسق فكراً وروحاً على يد سقراط، على الرغم من أن البعض سبقه في هذا المضمار، مثل السوفسطائيين والشعراء وغيرهم، لكن محاولاتهم كانت سطحية وبسيطة، وغالباً ما تقترن بأحكام ونصائح وتجارب فردية، ولم تكن ذات بناء فكري متكامل يرتقي إلى مستوى المنهج الفلسفي .

يرى سقراط أن الأخلاق ليست مجرد مجموعة عشوائية من القوانين أو التوجيهات، بل هي بنية متسلسلة متصلة بشكل منطقي ، ويربط الأحكام الأخلاقية بنظام عقلي ثابت، حيث تتبع تسلسلًا يكشف عنه العقل بمفرده، وبالتالي فإن الأخلاق لا تُفرَض من خلال العادات أو الاتفاقات الاجتماعية فقط، بل هي جزء من تركيبة عقلية تتطور وتتكامل بفهم الفرد. الحياة الحقيقية في نظر سقراط هي الحياة التي تستضيء بنور العقل، يعتمد فيها السلوك الأخلاقي على المعرفة والتفكير، باعتبار أن الفضيلة لا تنفصل عن مفهوم العلم، حيث يلعب دورًا في تعزيزها ، ويعتقد أن الأخلاق تنبع من العقل فقط، ولا تنشأ من التقاليد أو الدين أو الأعراف..

خلااصة القول ، يعتقد سقراط أن الإنسان يسعى دائمًا لتحقيق السعادة، وعندما يدرك بوضوح أن الفضيلة هي مفتاح السعادة، فإنه لن يخطئ الطريق إليها. إن الأفراد يتجهون نحو الشر ، لأنهم يجهلون طريق الخير، لذا يجب مساعدتهم على تصحيح مسارهم ، بدلاً من محاسبة نياتهم، لأنهم في الغالب يريدون تحقيق الخيرلأنفسهم ، لكنهم يجهلون كيف يحققونه ، ولا يتمكنون من الوسائل المناسبة لتحقيق الخير والسعادة ، يرى سقراط أن النية الحسنة موجودة في الإنسان بشكل طبيعي، بسبب الجهل تنحرف عن مسارها الصحيح .

في المقالة القادمة من ملف “فلسفة الأخلاق” لنا موعد مع أفلاطون

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .