جريدة البديل السياسي
أعلن عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، رفضه الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إصدار الأحكام القضائية، معتبرا في السياق ذاته أن وسائل التواصل الاجتماعي في العصر الرقمي الحديث تعتبر أكبر عدو لحقوق الانسان، على حد تعبيره.
وقال وهبي، في مداخلة له، صباح الإثنين، على هامش ندوة دولية حول “الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان: الفرص والتحديات” بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة: ” في مؤتمر بالإمارات العربية المتحدة لوزراء العدل، جاء اقتراح بإنشاء برنامج يتم بمقتضاه صناعة كمبيوتر يصدر أحكاما في قضايا توصف بـ”المتشابهة”، وعبرت عن استغرابي من الموضوع وتساءلت “هل هذا الأمر سيكون موضوعيا ؟”.
وزاد: “ليست هناك في العالم وفي البشرية كلها قضيتين متشابهتين فكل قضية لها ظروفها ومعطياتها وأسبابها ونتائجها، والعدالة عمل إنساني فالقاضي حينما يصيب أو يخطئ ويعدل أو يظلم في قضية ما هذا هو العمل الإنساني في القضاء”.
وتابع: “لا يمكن للكمبيوتر أن يشعر بالعاطفة أو أن يقرأ في عيني المتهم الواقف أمامه ظروفه الإنسانية وحياته الخاصة، حيث لا توجد القناعة الحميمية عند الحاسوب والوسائل الحديثة بل يمتلكها الإنسان فقط، فإذا أزلنا الإنسان من العملية القضائية سنكون أمام شخص جامد تتحكم فيه “اللوغاريتمات” لا يمكن أن يصدر حكما عادلا حتى ولو كان مصيبا من الناحية القانونية فالكمبيوتر يمكن أن يصدر حكما عادلا ولكن ولا يستطيع أن ينصف، فالإنصاف مسألة إنسانية بالأساس”.
وأضاف: “علاقتي سيئة بجميع الوسائل الحديثة، فقد زرت إحدى الدول الصناعية الكبرى ومكنوني من زيارة إحدى المختبرات الكبيرة المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي وقضيت ثلاث ساعات بين الشرح والوصف، وحينما خرجت سألني مسؤول ماذا استوعبت، فقلت له استوعبت أنه إذا ضغطت على هذا الزر يفتح هذا الباب، دون ذلك لم أستوعب شيئا”.
واستطرد: “لم أكن لأستوعب شيئا وأنا الذي كنت أحصل على 02 من 20 في مادة الرياضيات، وأضاف مازحا: حتى الذين يحصلون على هذه النقطة في مادة الرياضيات يصبحون وزارء على أي حال، وحتى عندما أصبحت وزيرا منحوني هاتفا جديدا وكان صعبا علي أن أتدرب عليه خاصة أنني أتوفر على هاتف من طراز يعود لما قبل سنة 2006، وفي يوم من الأيام، حدث خلل على الحاسوب الذي أشتغل عليه فطلبت من أحد المهندسين بالوزارة أن يأتي لإصلاحه غير أنه ضحك كثيرا وقال لي بأن هذه الحاسوب قديم جدا وبأنه ثقيل جدا رغم أنه لا يستغرق في نظري سوى 5 أو 10 دقائق”.
وقال أيضا: “كنا نصنع التاريخ بمئات السنين أما الآن فيمكننا بضغطة زر في الحاسوب أن نصنع التاريخ، وكانت الوسائل التكنولوجية مكملة للإنسان أما الآن فأصبحت تفوقه وتجتهد وتفكر عوضا عنه، فالعلم نفسه لا يسير بسرعة الآن بل يتغير بشكل دراماتيكي كبير نتيجة هذه الوسائل.
وتابع وهبي: “سألت عالما حول السرعة التي نعيشها الآن مع هذه الوسائل، وحدثني في رسالة حول هذا الأمر، غير أنني قرأتها لأزيد من 20 مرة ولم أفهم منها شيئا”، مستعرضا مضامين الرسالة أمام طلبة جامعة ابن طفيل بالقنيطرة”.
وشدد وهبي على أن وسائل التواصل الاجتماعي هي أكبر عدو لحقوق الإنسان لأنها تمس، وفق تعبيره، بحقوق الأشخاص ويتم اختلاق عدد من الأمور، مضيفا أنه “باسم حرية التعبير ترتكب جرائم ويتم تشويه الحقائق وتوجيه الاتهامات”، مؤكدا أنه من بين أهم المقتضيات التي سيعرفها القانون الجنائي المقبل هي الجرائم الإلكترونية”.
وختم وزير العدل حديثه مازحا: “قلت لرئيس الحكومة في مرحلة من المراحل، عندما تريد أن تقوم بتعديل حكومي استعمل هذه الوسائل الحديثة، قد يلغوا جميع الوزراء”، متسائلا عن المسؤول عندما يقوم الذكاء الاصطناعي باغتيالات خاصة في فلسطين، مؤكدا ضرورة مراجعة القوانين لتواكب هذه التطورات.
تعليقات الزوار ( 0 )