الدكتور مخلوف عامر- جريدة البديل السياسي
استوحيْتُ هذا العنوان من (فؤاد زكرياء)الموسوم ب: (( العلمانية ضرورة حضارية)) بعدما استمتعتُ بحوار شيِّق مفيد مع الدكتور (عمر بوساحة) رئيس الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية في حصة “مسمياتّ” على ميلتيميديا.
فمن الأمور المهمّة التي يثيرها أستاذنا المحترم أن الفلسفة لم تعد تنشغل بالإشكالات الغيْبية الكبرى التي قد يطول الجدال فيها بلا جدوى.ولا بالمسألة الدينية من حيث إن الدين قضية شخصية. لأن الفلسفة اليوم أصبحت تهتمّ بقضايا الإنسان وحياته، كما إنها لا تدّعي الوصول إلى حقائق نهائية مطلقة، إذ العلوم ذاتها التي نسميها دقيقة أصبحت نسبية.
ولعل الجمعية قد وضعت على عاتقها أن تجعل المجتمع يتقبّل الفلسفة بالنظر إلى ما يعترض الفلسفة من صدّ ونفور،فحرص القائمون عليها على أن يُخرجوا الفلسفة من القاعات المغلقة إلى الفضاء العام، يتأكّد ذلك من خلال نشاطاتها المنتظمة ومنشوراتها المُميّزة.
ثم إن المنظومة التربوية حين تؤخّر تدريس الفلسفة إلى السنة الثانية والثالثة من التعليم الثانوي، فإن الدرس الفلسفي يفاجئ المتعلِّم ويبدو له غريباً وبالتالي يصعب عليه استيعابُه في الوقت الذي يدرس فيه الرياضيات والفيزياء وغيرها من النشاطات في مرحلة سابقة وهي -لا شكّ- تستند إلى خلفية فلسفية/منطقية.
وهكذا لا يرى أستاذنا مانعاً من إدراجها في الطور المتوسِّط ولْنسمِّها “قضايا فكرية” أو”موضوعات فلسفية” أو ” فكر فلسفي”أو مفاهيم” فلا تهمّ التسميات إذا كان الغرض أن يتمرّن التلميذ من خلال مبادئ أوّلية على التفكير النقدي الحر المنفتح.
طبعاً لستُ بصدد تلخيص ما ورد في هذا الحوار حيث بإمكان القارئ الكريم أنْ يعود إليه، إنّما لأني أشعر بتقدير عميق تجاه هؤلاء الذين بادروا بإنشاء هذه الجمعية ويسعون إلى أن يرتقوا بالناس إلى ممارسة الفكر النقدي بأن يُبسِّطوا المسائل المعقّدة، حين يتلذّذ آخرون يتعقيد المسائل البسيطة.
فشكرا للأستاذ عمر بوساحة ولكل القائمين على هذه الجمعية على ما يبذلونه من جهود في سبيل التنوير
تعليقات الزوار ( 0 )