أخبار عاجلة

ico المجلس الأعلى للسلطة القضائية عاقب 34 قاضيا جراء ارتكاب “إخلالات مهنية أو سلوكية” هذا العام ico المغرب قبلة لشركات صناعة الطيران العالمية…التوقيع بمراكش على عدة إتفاقيات إستثمارية لعمالقة الطيران ico الناطق باسم الحكومة: كلفة الزيادة في الأجور 4500 مليار ولم يسبق أن أقرتها أي حكومة سابقة ico هزيمة مذلة جديدة لنظام الكبرانات…فرنسا تجدد بمجلس الأمن دعمها مغربية الصحراء ورفض مخططات الجزائر ico القطاع الصحي الخاص في المغرب: أرباح مرتفعة تدفع الأطباء إلى العزوف عن القطاع العام لفتح عيادات خاصة بهم انتشار هائل للعيادات الخاصة بالمغرب ico فضيحة ميناء الجديدة: خروقات خطيرة تهدد نزاهة صفقة تزويد قوارب الصيد بالوقود. ico ماكرون: دعم فرنسا لمغربية الصحراء حرك مجموعة من الدول الأوربية لتغيير موقفها ico بلاغ جديد من القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية ico الوكالة الفرنسية للتنمية تقرض جهة كلميم 25 مليون يورو ico استفسارات عن مستقبل إقليم جرادة خلال الخماسية المقبلة ؟

الرئيسية دين و دنيا جدل زيارة الأضرحة في المغرب.. بين التقليد الشعبي ودعوات التحريم

جدل زيارة الأضرحة في المغرب.. بين التقليد الشعبي ودعوات التحريم

كتبه كتب في 18 سبتمبر 2024 - 3:48 م

جريدة البديل السياسي 

يعتبر المغرب من أكثر الدول العربية والإسلامية احتضانا للأضرحة، ولا تكاد تخلو قرية أو مدينة من ضريح، وبلغت زيارة الأولياء والتبرك بهم درجة كبيرة من الانتشار في المجتمع المغربي حتى قيل عنه أن أرضه تنبت الصالحين والأولياء كما تنبت الأرض الكلأ (النبات).

بين ضريح وضريح يوجد ضريح

في تصريح للدكتور إدريس الكنبوري، الخبير في الشأن الديني : “المغرب معروف بأنه بلد الأولياء والصالحين، وأن الأسر التي حكمت المغرب كلها كان لديها امتداد في النسب الشريف وانتماء إلى زوايا أو عائلات صوفية”.

فمنذ القدم، يتداول المغاربة مقولة أن المغرب بلد الأولياء والمشرق بلد الأنبياء. ويكمن سّر هذه المقولة في ما أشار إليه الباحث المغربي عبد الغني منديب، في كتابه “الأضرحة بالمجتمع القروي: آليات الوجود والاستمرار”، بأنّ المغرب يتميّز بتبجيله أكبر عدد من الأولياء حتى استحق لقب بلد المئة ألف ولي.

وعندما ردد المغاربة مقولة أنه “بين كل ضريحين يوجد ضريح في المغرب”، فذلك ليس مبالغة أو تهويلاً، لكنها على أية حال تعبر عن وفرة أعداد الأضرحة في بلد يُعرف بكونه “بلد الأولياء”، إذ يصل عددها الى 7000 ضريحاً وزاوية، وفق آخر معطيات لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية.

ويواصل المغرب العناية بالأضرحة والزوايا، من خلال تخصيص ميزانيات مالية كبيرة لها كل سنة، سواء من ميزانية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أو عبر هبات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إذ عدى الإنفاق عليها خلال السنة الماضية 146 مليون درهم مغربي، من أجل تجديدها وترميمها والمساعدة في أداء مهامها الدينية.

الاضرحة وحلم قضاء الحاجات

في وقت سابق، اعتبر وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أن المغاربة كانوا يبحثون دائماً عن نماذج إنسانية وبشرية استثنائية من حيث القيم، ويقيمون لها ضريحاً بعد الوفاة.

كما أكد الوزير أن الأضرحة الموجودة في المغرب تندرج ضمن أولويات الوزارة من حيث الحفاظ عليها وترميمها، لكن الأمر يأتي في المرتبة الثانية بعد المساجد، يضيف التوفيق.

وقد اشتهرت العديد من الأضرحة في المغرب بكونها تحولت إلى مقصدا لآلاف المرضى والراغبين في قضاء حاجيات دنيوية من زواج وخصوبة وولادة وذرية صالحة، أشهرها ضريح الرداد قرب مدينة أزمور، المخصص “لعلاج” النساء العقيمات، وضريح عائشة البحرية المخصص في تزويج العانسات، وفق اعتقادات مرتاداته، وضريح الولي يحيى بن يونس، ثم ضريح بويا عمر الذي أغلقته الحكومة بعد ثبوت ممارسات مخلة بكرامة الإنسان، لمرضى عقليين داخله.

وفي ذات الوقت الذي يرتجي كثيرون من زياراتهم تحقق غاياتهم وأمانيهم، يبدو أن البعض استشعر أن “الاموات” لا يحققون الأماني، وهكذا أقدمت امرأة مغربية، على إضرام النيران، في واحد من أشهر الأضرحة في المغرب، في حادثة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وجاء إِشعال النيران في الضريح بعد تردد المرأة عليه لفترة طويلة، إلا أن السيدة “يئست بعد ذلك من تحقيق أمانيها من قبل والي الضريح” حسب إفادتها في تحقيقات الشرطة عقب إلقاء القبض عليها.

 استمرار التدين الشعبي

تتفق شهادات عدد من المواطنين على أنّ زيارة الأضرحة هي شرك بالله، في الوقت الذي يبرر عدد منهم زيارته لها بـالتبرك، رغم ما عرفه المجتمع المغربي من تحولات وتطورات.

وكان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، صرح في سياق متصل، بأن زيارة الأضرحة ليست شركا بالله، مضيفا أن المدفونين في هذه الأضرحة كان لهم منافع على الناس ولذلك يقول المغاربة “قراب لله وكنترجو براكتهم”.

وأضاف التوفيق أن الغزو السلفي المعقد للمغرب، كان يحارب الأضرحة، مضيفا أن المغاربة مهتمون بالأضرحة لأن المدفونين فيها “تميزوا بصفات في خدمة الناس والجماعة، وكانوا يحرصون على الأمن وأمور أخرى”.

والى جانب تصريحات وزير الاوقاف، هناك بالفعل جدل حول هذه المعتقدات والممارسات المرتبطة بها من الناحية الدينية، تقول الأستاذة ليلى عسراوي باحثة في علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس، “إذ أن هناك بالفعل بعض الفقهاء الرافضين لهذه الظاهرة، الذين يرون فيها مجرد بدع لا تمت بأية صلة” للإسلام الصحيح”، وعليه ينبغي منعها وتحريمها. في حين يرى فيها آخرون جزء من التصوف المغربي الذي يمكن اعتباره تراثا لا ماديا”. وهو النقاش الذي يستمر ويبرز مع كل مناسبة وموسم رغم ما يعرفه المغرب من تحولات وتطورات.

هذا، ويؤكد هشام عميري، الباحث بجامعة أبي شعيب الدكالي، في دراسة نشرت ضمن ”مجلة العلوم السياسية والقانون”، على أن التحولات التي عرفها المغرب لم تحد من هذه الظاهرة، ذلك أن “التدين الشعبي لدى الشباب والإيمان بمعتقدات عديدة لا يزال مستمرا.. وأن التطور السياسي والاجتماعي والرقمي الذي يعرفه المغرب لم يحد من ظاهرة استمرارية ثقافة الأضرحة، التي ربطها بالترويج الإعلامي والتنشئة الأسرية”.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .