بقلم: محمد بنوي- جريدة البديل السياسي
باحث في مجال التربية والمجتمع
في بداية كل دخول مدرسي وتربوي تطرح عدة تساؤلات نابعة من الهواجس التي يحملها كل معني بالشان التربوي والتعليمي . إنها تساؤلات متعددة ومتنوعة ومشروعة في نفس الوقت.
فكيف يمكن لكل متدخل وفاعل في المدرسة أن يستقبل الموسم الجديد ؟وكيف يمكن له العمل والاشتغال في شروط وظروف أفضل؟ ماذا يشكل هذا اليوم بالنسبة للأطفال والتلاميذ الذين سيلتحقون بفصولهم من المستوى الأول من التعليم الأولي الى السنة الثانية من الباكالوريا؟ وكيف يمكن تدبير وترتيب هذ الدخول المدرسي من طرف الممارسين التربويين؟ وبأي طريقة يمكن أن نستقبل أطفالنا وشبابنا؟ وما النتائج المنتظرة من ذلك؟
دور الأسرة
لا شك أن كل أب وكل أم يريد ويتمنى لابنته أو لابنه أن ينجح ويتفوق في مسيرته الدراسية من أجل الإندماج المهني والإجتماعي، وكل أسرة تتحمل حسب طاقاتها وامكانياتها الماليه تكاليف واعباء تمدرس بناتها وأبنائها .فرغم أن طبيعة الأسر تختلف باختلاف وضعياتها الإجتماعية ومستواها الثقافي ونظرتها الى الكيفية التي ينبغي أن يسير عليها الأبناء في المدرسة والثانوية والجامعة حتى الولوج الى عالم الشغل والمهن والوظائف والأعمال.
رغم كل هذا الإختلاف والتباين بين الأسر فإن من واجبها العتاية باطفالها وشبابها وتوفير كل الشروط من أجل تمدرسهم والبحث عن كل الوسائل والسبل مهما كانت بسيطة لكي يتابعوا دراستهم في أي مؤسسة مهما كانت طبيعتها وشكلها وحجمها من التعليم الأولي الى آخر نقطة ومحطة دراسية تسمح بها الإمكانيات والقدرات .إنطلاقا من كل هذا فعلى كل أسرة أن تعمل على وتشجيع الطفل(ة) واليافع(ة) و الشاب(ة) بكل عبارات التحفيز والتنويه بقدرارته مهما كانت وأن تعبر كل أم و أب أو اي راشد(ة) آخر في الأسرة والعائلة على أن الدراسة، مع ما تتطلبه من انضباط واجتهاد ومتابرة هي السبيل الوحيد لتحقيق مستقبل مهني جيد واستقرار إجتماعي متين وبالتالي النجاح في الحياة وعدم السقوط في تكريس ثقافة النفور من المدرسة التي يروجها أعداء المعرفة والعلم .
دور المؤسسات التعليمية
يمكن القول أن المدرسة كمؤسسة للتنشئة الإجتماعية هي المخول لها بحكم اﻷدوار المنوطة بها أن تحتضن نساء ورجال الغد وأطر المستقبل وحمايتهم من كل أنواع الإنحراف الدراسي والسلوكي والاجتماعي. إن كل راشد(ة) منا لازال يتذكر كيف كان يستقبل في بداية كل دخول مدرسي من طرف الإداريين والأساتذة وهناك من له ذكريات جميلة ومن له أيضا ذكريات سيئة حسب طبيعة ونوع ذلك الإستقبال، ولا شك ايضا أننا، كمربين سواء كنا أمهات أواباء أو فاعلين تربويين، نريد ان تبقى لدى الأجيال الحالية من المتمدرسين في المستقبل ذكريات جميلة فقط، خاصة من طرف اساتذتهم باعتبارهم المعنيين المباشرين بالتربية والتعليم والتكوين ولأن المتعلم(ة) يقضي جميع أوقات حياته المدرسية تحت إشراف الأستاذ(ة)
إن أطفالنا وشبابنا يطبيعتهم أبرياء وهم “أمانة”في عنق كل فاعل تربوي وعليه أن يتحمل كامل المسؤولية وأن يستحضر ضميره الإنساني والمهني وان يعرف ويقتنع -أي الاستاذ(ة) بأنه وبأنها صانعة وصانع “المعجزات “و قد يغير مجرى حياة أي شخص وبفضل المدرس(ة) تم إنتاج عباقرة غيروا مجرى التاريخ البشري .
لكن ايضا لا يجب أن ننسى، ومع كامل الحسرة والأسى أن من الأشخاص من تخلى عن الدراسة وانحرف عن “الطريق ” وضاع مستقبله وضاع فيه المجتمع أيضا بسبب من كان يحمل فقط صفة الأستاذ(ة) والذي أو التي لم تعرف أو لم يعرف كيق يحتضن ويربي ويعلم ويوجه ذلك الشخص حينما كان تلميذا ومتعلما .
ولتفادي كل ما من شانه ان يؤتر سلبا على المتعلمات والمتعلمين يمكن أقتراح سلوك الخطوات التالية من طرف هيئة التدريس والتي اتبت العديد من التجارب نجاعتها .
-الاسقبال الجيد للمتمدرسين خاصة خلال الحصص الأولى والترحيب بهم بكل عبارات التحفيز والتشيجيع .
-العمل منذ البداية لكسب تقتهم في الأستاذ وفي المدرسة وتكسير كل مظاهر الشك والخوف وكل الصور السلبية عن المؤسسة التعليمية التي يحملونها معهم والمنتشرة في الوسط الاجتماعي والثقافي.
-التقرب اليهم بفتح قنوات التواصل والحوار والانصات الى هواجسهم وتفهم تساؤلاتهم وتخوفاتهم .
-ان الصرامة في العمل والجدية في الاشتغال لا يعني اللجوءالى الصفع أو الضرب أو السب والشتم أو الصراخ أو الإهانة والاستهزاء وكل انواع العنف الجسدي والنفسي وما يؤدي اليه من إحراج أمام الزميلات والزملاء وقد يكون سببا لعقد نفسبة يصعب تجاوزها واللجوء بدلا من ذلك الى جميع الوسائل البيداعوجية المعمول بهافي معالجة كل سلوك غير لائق والاقتناع بمقولة ان
“كل مشكلة تربوية لها حل تربوي ”
-التواصل الجيد مع أولياء أمور المتعلمات والمتعلمين وبتنسيق دائم مع الإدارة التربويةو هيئة التاطير والتوجيه التربوي.
إن أطفالنا وشبابنا اناتا وذكورا هم جميعا أبرياء وأمانة في عنقنا .فمن واجبنا كمؤسسات أسرية و تعليمية ان نتحمل المسؤولية ونؤدي الواجب في أن يكون تلامذنا في أحسن حال وان نحسن معاملتهم بالطرق البيداغوجية الضرورية والملائمة لكي يتابعوا دراستهم في احسن الظروف وأي تقصير منا ستكون له عواقب سلبية على مستقبلهم و لا نريد الندم على ذلك في الوقت الذي لن ينفع فيه الندم بعد فوات الآوان.
تعليقات الزوار ( 0 )