جريدة البديل السياسي / متابعة
باشرت النيابة العامة المختصة، بمحكمة الاستئناف بتطوان، قبل أيام قليلة استكمال إجراءات استدعاء المتهمين الذين تخلفوا عن الحضور لجلسة محاكمتهم نهاية شهر غشت الماضي في ملف شبكة للاتجار الدولي في المخدرات تقوم باستغلال الموانئ الترفيهية من أجل شحن رزم المخدرات باستعمال قوارب ترفيهية وتوجيهها إلى الأماكن المتفق حولها بعرض البحر أو إيصالها لميناء سبتة المحتلة، قبل التكفل بها من قبل شبكات إجرامية لنقلها إلى دول أوروبية.
وحسب مصادر مطلعة فإن بعض المتهمين سجلوا غيابهم عن جلسة المحاكمة، رغم استكمال هيئة المحكمة لكافة إجراءات استدعاء الأطراف المعنية، حيث يوجد ضمن المتهمين أمنيان وموظف بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان وغيرهم من المشتبه في تورطهم في عملية فاشلة لنقل رزم المخدرات، انطلاقا من ميناء كابيلا الذي يتم استغلاله في الترفيه البحري بالمضيق.
واستنادا إلى المصادر نفسها فإن هيئة المحكمة، ستعيد النظر في إنكار الأمنيين صلتهم بشبكة الاتجار الدولي في المخدرات، والبحث مجددا في علاقتهم مع أفراد الأمن الخاص، فضلا عن العلاقة مع المستثمر المتورط الرئيسي في القضية، وكذا ظروف وحيثيات عملية التهريب الفاشلة التي قام بها أحد البارونات انطلاقا من ميناء كابيلا وتم القبض عليه من قبل السلطات الإسبانية.
وأضافت المصادر عينها أن هيئة المحكمة الابتدائية بتطوان سبق وقضت بإدانة أمنيين في الملف نفسه، بثلاث سنوات حبسا نافذا لكل منهما، وببراءة موظف بجامعة عبد المالك السعدي إلى جانب آخرين، حيث تمت العودة لمناقشة حيثيات القضية والنظر في مضامين محاضر الاستماع التي أنجزتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التابعة لمصالح الدرك الملكي وكذا الأمن الوطني.
ويتعلق الملف المذكور بشبكة إجرامية لاستغلال موانئ ترفيهية في الاتجار الدولي في المخدرات، حيث سبقت إدانة رجل أعمال ومستثمر في مجال الترفيه البحري بست سنوات سجنا نافذا، وتأييد إدانة ستة من حراس الأمن الخاص بالميناء الترفيهي كابيلا بالمضيق بثلاث سنوات حبسا نافذا في حق كل واحد منهم، وإدانة مالك قارب ترفيهي بثلاث سنوات حبسا نافذا، ما يشكل مجموعه 33 سنة سجنا نافذا تم توزيعها على جميع المتهمين المتورطين في القضية المذكورة.
وتعود تفاصيل القضية المذكورة إلى صيف سنة 2022، عندما تم حجز رزم من المخدرات بعرض البحر بالمضيق من قبل دورية للبحرية الملكية، وتمكنت السلطات الإسبانية، في ارتباط بذلك، من إجهاض عملية ضخمة للاتجار الدولي في المخدرات، وحجز قارب ترفيهي على متنه رزم مخدر الشيرا، حيث تبين انطلاقه من ميناء سياحي بالمضيق، لتتسلم بعدها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التابعة للأمن الوطني التحقيق مع الأمنيين، في حين تسلمت الفرقة الوطنية التابعة للدرك الملكي التحقيق مع باقي المتهمين والمستثمر.
وكان الأمنيان المتهمان أنكرا المنسوب إليهما، في انتظار التدقيق مجددا في الدلائل والقرائن ومراجعة الاتصالات الهاتفية والبحث في تفاصيل العمليات الإجرامية لتهريب المخدرات بقوارب ترفيهية، انطلاقا من ميناء سياحي بالمضيق، سيما في ظل اعتراف بعض حراس الأمن الخاص بميناء كابيلا بتنفيذ عمليات تهريب المخدرات والمساعدة في حمل الرزم لوضعها بيخوت ومراكب سياحية، فضلا عن تصريحهم بأن الأمنيين كانا على علم بكواليس التهريب الدولي للمخدرات.
تعليقات الزوار ( 0 )