محمد أعبوز – جريدة البديل السياسي
أستاذي الفاضل محمادي راسي ، أكتب إليك هذه الكلمات لأعبّر لك ولو عن جزءٍ صغير من شكري وتقديري واحترامي لك، فأنت من أنار عقلي بالعلم وعلّمني كيف أخطّ بالقلم وأتهجّى الحروف، وأنت من جعل لمسيرتي العلمية معنى كبيرًا بفضل جهودك الدؤوبة فلم تمنع عني يومًا أيّ معلومة، ولم تبخل بأيّ ملاحظةٍ مفيدة، وكنت وما زلت بالنّسبة لي بمثابة الأب الحاني الذي يُعلّم أبناءه كلّ مفيد، فأنت يا أستاذي الكريم الكريم مثل الشمعة التي لم تنشغل باحتراقها، بل همّها إنارة الطريق للآخرين.
أستاذي الفاضل محمادي راسي ، لو كان بإمكاني أن أستعيد يومًا واحدًا من أيامي لاخترت أن يكون يومًا في طلب العلم، فأنت مَن زرع الشّغف في قلبي حتى أصل إلى ما أُريد، وأنت الذي علّمتني ألّا أتخلّى عن طموحي مهما كانت الظروف، ولم يزل صوتك وأنت تلهج بالمعارف يرنّ في أذني، فكانت دراستي واجتهادي ثمرة تشجيعك، واستمراري إلى اليوم في طلب العلم ما هو إلّا حرصٌ مني على أن أكون مثلك قدوة للآخرين في طلب العلم وتعليم الآخرين، فالعلم ليس تلقينًا للمعلومات، بل هو رسالة مهمة تحمل في معانيها أسمى القيم والأخلاق، وهذا ما فعلته معي ومع زملائي عندما سلّحتنا بالأخلاق أولًا وبالعلم ثانيًا، وضربت لنا أروع الأمثلة حتى نتعلّمها.
أستاذي الكريم محمادي راسي ، طالما كان للأستاذ مكانة مرموقة في جميع المجتمعات لا يعرف التلميذ حقًا إلّا بعد وقت، ولم نُدرك هذه القيمة إلّا عندما أخذتنا الدروب وعرفنا جوهر الحياة، وكيف أنّ من علّمنا هو الشخص الذي يستحق أن نتباهى به ونتّخذه قدوة، وعرفنا أنّ قسوتك علينا أحيانًا لم تكن إلّا من باب المحبة، وأنّ توجيهاتك وانتقاداتك لم تكن لأجل الانتقاد، وإنّما حتى نُصبح أفضل، وأشهد أنّك قد أدّيت رسالة العلم بكلّ ما أُوتيت من كرم النفس، فانعكس هذا علينا نحن تلاميذك الذين كنت تقول لهم إنّهم أبناؤك، وأشعلتَ في داخل قلوبنا شمسًا لا تغيب، وزرعت في دروبنا ورودًا معطرة بالحب، وعلّمتنا كيف نكون إيجابيين في حياتنا.
أستاذي الغالي محمادي راسي ، يا من صنعت منّا جيلًا واعيًا، وربّيت فينا العقل ليُفكّر بطريقةٍ صحيحة ليس فيها أيّ صدأ أو خطأ، فأنت أنشأت في دواخلنا عالمًا من الامتنان لهذه الحياة التي أتاحت لنا فرصة أن نكون طلابًا للعلم، فأصبح الوقت بالنسبة لنا سباقًا نحو الرفعة والتطوّر، وأصحبنا نرى الحياة بمنظور المحارب الذي يُريد أن ينتصر فيها على الجهل، وأن يضع بصمة خير في كلّ محفلٍ من محافل العلم، ليكون منّا الطبيب والمهندس والصيدلانيّ والمُحامي والصحافي ، ويكون منّا القائد الذين تفتخر به، وترفع به رأسك عاليًا لتقول للجميع إنّ هؤلاء تلاميذي الذين لم يضع جهدي معهم، ولم يكسروا أملي بهم.
أستاذي الفاضل محمادي راسي ، أعدك أنني لن أخيّب آمالك في أن تراني مُتميّزًا، ولن أتوانى لحظة واحدة في أن أعمل بجدٍ وأكمل رسالتك التي بدأت، ولن أنسى ما حييت كلماتك ووصاياك وكيف أنّك كنت بالنسبة لي ولزملائي أكثر من أستاذ ، بل الناصح والمرشد الذي كان يُعطينا نصائحه بلهجة المُحب الذي يتمنى أن يرانا أحسن الناس، فاسمح لي أيّها الأستاذ الإنسان أن أحمل كلماتك في القلب وأرويها بماء المحبة، وأن أتغنّى بقصائد الشعراء الذين وصفوك، لكنّ الله تعالى أكرمك بمكانةٍ عظيمة وشرّفك بوسام التعليم، فهي أنبل المهن وأكثرها سموًا، فهنيئًا لك يا استاذي على هذه المكانة العالية.
أستاذي الغالي محمادي راسي ، لو كان الأمر بيدي لجعلتُ حروف اسمك أغنية يُردّدها الجميع، ولكتبتُ اسمكَ على القمر ليعرف الجميع قدرك في قلبي، فأنا عاجزٌ عن شكرك، لكنّني لن أعجز عن دعائي لك بأن تبقى نبراسًا للعلم ونبعًا يأتي إليه الجميع حتى ينهلوا من علمه وأدبه وثقافته، فمنك تعلّمتُ حبّ الكتاب وعقدت معه صداقة لن تنتهي. وشكرًا لك على كلّ شيء، وكَم هي كلمة شكرًا تبدو صغيرة أمام ما في قلبي لك من عظيم المحبّة والامتنان، ويكفي أنّني كلّما تذكّرت نصائحك، دعوت الله لك أن يبقى علمك منارة لي ولجميع من تتلمذوا على يديك.
تعليقات الزوار ( 0 )