العيون منير نافيع- جريدة البديل السياسي
حينما تحولت الدبلوماسية الجزائرية إلى فيلم من الأفلام الزرقاء” في مشهد سريالي يختلط فيه الواقع بالخيال، أقدم زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، المعروف بـ”بن بطوش”، على خطوة تجاوزت كل حدود الدبلوماسية التقليدية، لدرجة أن البعض قد يصفها بمشهد من فيلم “أزرق”. هذه المرة، لم يكتفِ غالي بالظهور في الاجتماعات الدولية متخفياً، بل اقتحم غرفة نوم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في أحد فنادق تيمور الشرقية!
من غير المعروف ما الذي دفع “بن بطوش” إلى هذه المغامرة الليلية الغريبة، لكن من المؤكد أن المحاولة كانت تهدف إلى تسجيل “انتصار” دبلوماسي بنكهة غير معهودة.
وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام الجزائرية سعت جاهدة للترويج لهذه الحركة وكأنها ضربة دبلوماسية، إلا أن ردود الفعل العالمية كانت على النقيض تمامًا، حيث تحولت الواقعة إلى فضيحة يتداولها الجميع بضحك وسخرية.
بدلا من أن تكون الصورة التي التقطها غالي في غرفة غوتيريش رمزا لانتصار سياسي، أصبحت رمزاً للانحدار الذي بلغته جبهة البوليساريو وراعيتها الجزائر. في الوقت الذي تُدار فيه الدبلوماسية الدولية في أروقة الأمم المتحدة وعلى طاولات التفاوض، قرر “بن بطوش” أن يخوض معركته تحت الأغطية، ليكشف عن حقيقة المأزق الذي تعيشه الجبهة وحلفاؤها. ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي لم تترك مجالا للشك؛ فقد أظهرت الواقعة للجميع أن أساليب “بن بطوش” لم تعد تنطلي على أحد، وأن محاولات الجزائر للتغطية على هذا الانحدار عبر الترويج الإعلامي لم تعد إلا مادة دسمة للسخرية.
. في النهاية، يبدو أن الدبلوماسية الجزائرية قد دخلت إلى منطقة لا يمكن الخروج منها بسهولة، تماماً كما هو الحال مع أبطال الأفلام الزرقاء، الذين يجدون أنفسهم في مواقف يصعب التراجع عنها.
ومع كل خطوة غريبة من “بن بطوش”، يتضح أكثر أن المشروع الانفصالي ليس إلا سراباً في صحراء السياسة الدولية.
تعليقات الزوار ( 0 )