أخبار عاجلة

ico احتلال الجزائر للقبايل يوقظ مشاعر الغدر والمؤامرة التي تستهدف المغرب ico بنسختها الأولى.. الدخلة بالمغرب تحتضن المسابقة الوطنية والدولية للصيد السياحي الرياضي ico السيناتور الجمهوري جيري موران: المغرب مصدر استقرار في المنطقة ico حلفاء المغرب يهزمون حلفاء الجزائر والإنفصاليين بالبرلمان الأوربي ico البرازيل التي أقصت المغرب من ربع نهائي مونديال الفوتسال تتوج بكأس العالم ico أنصار ريال مدريد المغاربة يخلقون الحدث في برنابيو و السعار يصيب إسبان موالون للبوليساريو ico المديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات بالجهة الشرقية والفرع الجهوي للقنص لجهة الشرق يكثفان عمليات المراقبة والتحسيس ومحاربة القنص العشوائي ico الأستاذ عبد القادر بوراص يتسلم نسختين من كتاب أسطورة الخلق لمؤلفه الأستاذ عبد المجيد طعام ico المديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات بالجهة الشرقية والفرع الجهوي للقنص لجهة الشرق يكثفان عمليات المراقبة والتحسيس ومحاربة القنص العشوائي ico البرتغال وفنلندا يجددان التأكيد على تشبثهما بشراكة إستراتيجية مع المغرب

الرئيسية ضيف البديل صبري الحو: المغرب حسم نزاع الصحراء وواقعة “تيكاد” فضحت عدوانية الجزائر

صبري الحو: المغرب حسم نزاع الصحراء وواقعة “تيكاد” فضحت عدوانية الجزائر

كتبه كتب في 26 أغسطس 2024 - 1:32 م

جريدة البديل السياسي 

قلل الخبير المغربي في القانون الدولي والمتخصص في نزاع الصحراء، والرئيس العام لأكاديمية التفكير الاستراتيجي، صبري الحو، من تأثير المناورات الجزائرية المتكررة ضد الوحدة الترابية للمغرب، والتي كان آخرها محاولة افتعال أزمة دبلوماسية بين الرباط وطوكيو على خلفية سعي الجزائر لفرض حضور ممثل “الكيان الوهمي”، متخفياً في الاجتماع التحضيري لقمة “تيكاد” التي تحتضنها اليابان.

وسجل صبري الحو في حوار مع جريدة “العمق المغربي”، أن المغرب انتصر على كافة خصومه الظاهر منهم والخفي، وغيّر من جهات ومفاتيح التأثير في الأحداث بأن نقلها وضمها وجعلها بين يديه، وفي حيازته وملكيته يستعملها لصالحه، وحسم بها نزاع الصحراء المغربية لصالحه، دون تدخل من الغير.

وشدد الخبير في شؤون ملف الصحراء على ضرورة استيعاب ما وقع والتفكير ملياً في كيفية التعامل معه بسرعة والتصدي له بشكل لا يؤثر على مركز المغرب المتقدم، ويحول دون سقوطه في براثن المناكفات العقيمة، مؤكداً أن الذي يهم المغرب حالياً وآنياً هو وعيه بواقع حسمه الأمر لصالحه وأن يتصرف على هذا النحو بغض النظر عن ماهية الأطراف وبعيداً عنها.

وفيما يلي نص الحوار:

– ما وقع في الاجتماع التحضيري لقمة “تيكاد”، هل يعطي الحجة على أن الجزائر طرف أساسي في نزاع الصحراء؟

أُؤمن أن ما وقع في الاجتماع التحضيري لقمة “تيكاد” سيتكرر في ملتقيات ومحافل ومنابر أخرى، لكن السؤال الأهم لا أراه في مظاهر المواجهة، بل في استيعاب ما وقع والتفكير ملياً في كيفية التعامل معه بسرعة والتصدي له بشكل لا يؤثر على مركز المغرب المتقدم ويسقطه في براثن المناكفات العقيمة، التي إن لم تعرقل المسار المغربي، فهي قد تطيله وتعطي للنظام الجزائري المختنق والمنهزم فسحة لأخذ نفس ومحاولة استجماع قواه المنهارة.

فاليوم بالضبط، لا يهم المغرب في شيء أن تعترف الجزائر أو تُقر بأنها طرف أساسي، أو تستمر في ادعاء أنها طرف مراقب أو حتى ملاحظ. ولا يهم أن نعي أنها مجرد أداة لجهة أخرى، وأن تعي تلك الجهة أننا تفطنا لذلك، وأن الجزائر جعلت بدورها من البوليساريو أداة ثالثة، فذلك كله من خفايا اللعبة التي انكشفت. كما لا يعد أساسياً للمغرب في هذه المرحلة أن يعرف العالم ذلك، ويكتشفه ويطلع عليه ويعاينه.

– ما هو المهم في نظركم إذن؟ وكيف يمكن التعامل مع المناورات الجزائرية المتواترة؟

أعتقد أن الذي يهم المغرب حالياً وآنياً، هو وعيه بواقع حسمه الأمر لصالحه وأن يتصرف على ذلك النحو بغض النظر عن ماهية الأطراف وبعيداً عنها. وهو المتغير والحقيقة الأولى التي يجب ترتيب الأثر الفوري عليها من مدخل أجهزة ومؤسسات الدولة وسياساتها العمومية ووعي مجتمعي موازٍ لها على السواء، عبر الوعي والتحسيس بذلك، لمزيد من التعبئة، ومن أجل تثبيت الفوز وتأكيد الحق واستقرار الأمور على هذا النحو وعلى ما كانت عليه من ذي قبل.

فالمغرب إذن، انتصر على كافة خصومه الظاهر منهم والخفي، وغيّر من جهات ومفاتيح التأثير في الأحداث بأن نقلها وضمها وجعلها بين يديه، وفي حيازته وملكيته يستعملها لصالحه، وحسم بها نزاع الصحراء المغربية لصالحه بيديه دون تدخل من الغير. وهذا ما يجعل أمر الوعي بالثقة في قدرات الذات المغربية على الفعل وتحقيق الإنجاز بالغ الأهمية في الحاضر كما في المستقبل، وهي الحقيقة التي تستحق الوقوف عندها والتركيز عليها.

– هل يؤثر التزوير الجزائري في مسار الحسم المغربي لنزاع الصحراء؟

صحيح أن الحادثة الأخيرة في ملتقى اليابان، كشفت عن عمق وهول الصدمة والشعور بالمصيبة في الجزائر، وأن جراحها غائرة وألمها فظيع، وهو ما فرض عليها الجنوح إلى التزوير والعدوانية مرة أخرى، وهي أمور دأبت عليها البوليساريو وراعيتها الجزائر وليست جديدة، فآخر شيء يهتمون به ويحتاطون له هو المصداقية والجدية، وفاقد الشيء لا يعطيه.

في خضم المناورات الجزائرية، كيف تمكن المغرب من كسب مزيد من الاعتراف الدولي بسيادته على الصحراء وحشد دعم مبادرة الحكم الذاتي؟

الحقيقة التي يجب التركيز عليها وإعطاؤها الأولوية، تتجلى في لغز وأسرار القوة المغربية في إقناع دول عظمى تملك حق النقض داخل مجلس الأمن، مثل أمريكا وفرنسا، بالاعتراف بسيادته وفي كون الحكم الذاتي هو الحل، وفي قدرة المغرب على إقناع دول من أصدقاء الصحراء مثل إسبانيا بتأييد مقترح الحكم الذاتي، وإقناع دول أخرى بتجسيد وتنفيذ مقترحه بفتح قنصلياتها في الأقاليم الجنوبية، وأخرى بإعلان هذا التأييد وأخرى بسحب سابق اعترافها بالبوليساريو. فهذه سياسة بنيوية ممنهجة في إطار خطة واستراتيجية محكمة.

لكن ما هو السر في ذلك أستاذ صبري؟

إن ما حققه المغرب من نجاح سريع وتعزيز قوي وتأثير إيجابي بليغ لمركزه، فاق وتجاوز حدود توقعاته في المحصلة وفي قياس الزمن. فقد تمكن بفعل دبلوماسية ملكية نشيطة وذكية وحكيمة من تنويع علاقاته دون حرج، فلجأ إلى روسيا والصين في وقت كان يعتبره الجميع بلداً وقع أسيراً ووفياً للحلف الغربي الليبرالي. وملأ المقاعد التي انسحب منها في التنظيم القاري الإفريقي السابق “منظمة الوحدة الأفريقية”، وانفتح على ألدّ وأشرس خصومه في إفريقيا (نيجيريا، كينيا، إثيوبيا) وأمريكا الجنوبية (كوبا، تشيلي، بنما، الإكوادور، كولومبيا، وغيرها) في إطار تركيز براغماتي على الممكن والمشترك بعيداً عن نقاط الاختلاف والتباعد، الذي وفر له تحييدها سياسياً.

ويمكن التأكيد، أن خطة الانفتاح دون حرج أو عقدة وفرت حصانة لمكاسب المملكة وزيادة في مناعتها. وفي نفس الوقت، أعطتها المهلة لاستكشاف إمكانيات تحويل موقف الحياد الجديد لدى بعض الدول التي كانت مناوئة لوحدته الترابية إلى التأييد الواضح والمعلن، بل وجعل هذه الدول قاعدة ومركزاً استراتيجياً للارتكاز، إضافة إلى الانطلاق بتأنٍ وثقة وواقعية بحثاً عن معاقل أخرى كانت مجهولة أو مهملة أو معادية، لكنها أصبحت ممكنة وحيوية ومنتجة.

بحكم خبرتكم القانونية وإلمامكم بجزئيات وتفاصيل نزاع الصحراء المغربية، هل يمكنكم شرح الاستراتيجية التي يشتغل بها المغرب لمحاصرة الجزائر والبوليساريو؟

لقد واظبت على تتبع ودراسة وتحليل تطورات نزاع الصحراء المغربية على جميع الأصعدة منذ بداياته، في مذكرات الساسة وقادة الجوار في موريتانيا وإسبانيا وأمريكا، وانطلاقاً من لوائح وقرارات منظمة الوحدة الإفريقية. كما تتبعت واطلعت على تناول الملف من طرف كافة أجهزة الأمم المتحدة ومواقف الأطراف والدول أعضاء مجلس الأمن وبقية المجتمع الدولي.

علاوة على ذلك، اطلعت على كل المرافعات والمذكرات التي تمت أمام محكمة العدل الدولية وقرارات المحكمة الأوروبية، ومحكمة العدل الأوروبية والبرلمان الأوروبي ومجلس أوروبا وغيرها، وكيف يتناوله الأكاديميون والإعلام الدولي. وأزعم أنني أملك تصوراً وأطروحة حول عناصر الحل وتكييف لاستراتيجيات عمل جميع الأطراف.

ويمكن أن أقول، إن المعرفة والتجربة التي اكتسبتها على مدار عقدين من الزمن تؤهلني لأجزم وأنا على يقين تام وثقة مطلقة، بعيداً عن غرور المدعي الجاهل، أن المغرب وقبل إقدامه على طرح المبادرات واتخاذ الخطوات، يحفز تفكيره وذكاءه عميقاً لتحقيق النتائج الإيجابية في خضم تطبيق تكتيك محكم غايته ضمان الانتصار في النهاية كاستراتيجية.

فاختيار المغرب لاستراتيجية الانتشار الإفريقي والدولي الواسع، تم بعد إجراء تقييم ودراسة وتحليل لإمكانياته وقدراته والوضع الإقليمي والقاري والدولي، والإضافات التي يمكن تحقيقها للتأثير إيجابياً لصالح المسارات المغربية.

وشمل هذا التقدير والتحليل وضع الجزائر وقدراتها داخلياً وخارجياً وعلاقاتها، الذي أخضعه المغرب للدراسة العميقة والتقييم الدقيق، وغايته الكشف عن نقاط القوة والضعف لديها، حيث خلص إلى أنها دولة بدون عقيدة ولا سجل لشبكة دبلوماسية عريقة قوية ووفية ومتينة، دولة لا تحوز ولا تملك إشهادا أو أي تقديرا بالمصداقية.

وباتت الجزائر دولة تتصرف بغرور وعجرفة واحتقار للآخر، وتعتمد على ردات فعل عاطفية غير محسوبة العواقب والتداعيات. وبتعبير مقتضب وموجز، تتحرك الدولة بطريقة فوضوية وغير منتظمة ودون خطة في غالب الأحيان.

وهذه الطريقة في التعامل والتصرف والتحرك الجزائري، التي استنتجها المغرب، حفزته لاستغلالها بحثًا عن الفرص الظاهرة والخفية التي تتيحها له، معتمداً على طرق فعّالة في إطار فعل تواجهي محكم. هذه الخطة تعتمد على البحث عن تهديدات فورية لمحاصرة الجزائر في قواعدها الخلفية وقطع التأييد والإمداد عنها وجعلها معزولة.

كما تهدف إلى كشف وجه الجزائر الحقيقي وقناعها، بما يجعل الآخرين يقتنعون ويصححون المغالطات، ويأخذون القرارات الصحيحة والمناسبة وفقًا لمصالحهم. وذلك بناءً على حيثيات تستمد شرعيتها من حقوق المغرب المبنية على التاريخ ورجحان القانون وجدية عرضه على الأمن والاستقرار والتنمية. وقد مكّنت هذه الاستراتيجية المغرب، الذي لن أكون مبالغًا إذا زعمت أنها مستوحاة من “خطط الشطرنج”.

بعد كل الزخم الذي حققه المغرب لصالح مغربية الصحراء، هل يجوز القول باستمرار الجزائر كطرف رئيسي في الملف؟

لقد تمكن المغرب من جني مكاسب سياسية كبيرة، حيث حسم نزاع الصحراء المغربية وفقًا لقواعد وخطط واستراتيجيات لعبة الشطرنج. وقد أخرج الجزائر من المعادلات المتعلقة بالنزاع، سواء بوعي المغرب بذلك أو بدونه، وسواء أدركت الجزائر ذلك أم لا، رغم استمرار وصف النزاع بأنه إقليمي.

فالمغرب يفرض شروطه الآن من منطلق المنتصر القوي. ولم تعد الجزائر طرفًا بأي وجه من الوجوه، سوى كونها دولة تستضيف اللاجئين ولها التزام قانوني وفقًا لاتفاقية جنيف الخاصة باللجوء. والتزام المغرب اليوم هو مع طرف واحد وأوحد: المجتمع الدولي، في تفعيل وتنزيل وتطبيق مبادرته بالحكم الذاتي ولا شيء غيره. وهو الورش الذي بدأ تنفيذه وتطبيقه على الأرض منذ مدة بتعاون ومساهمة ومشاركة المجتمع الدولي وبمظلة ومباركة أممية.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .