جريدة البديل السياسي
كلمةرثاء وتأبين في حق الاستاذ المرحوم باذن الله ميمون البوحساني
أحيانا كثيرة، لا يجد الإنسان الكلمات التي يستطيع أن يعبر بها عما يدور داخله من مشاعر، وعما يشتعل في صدره من أحاسيس وتفاعلات، وفي مثل هذه الحالة، يكتفي الإنسان بأن يخرج كل مشاعر الحزن والأسى عبر دموع صامتة، أو من خلال استرجاع شريط الذكريات القريبة والبعيدة، وفي كل الأحوال يبقى الدعاء والتضرع إلى الله أن يتغمد برحمته الفقيد الأستاذ ميمون البوحساني برحمته والدعاء هو الملاذ والمخرج الوحيد من حالة الحزن والأسى.
كم هي قاسية لحظات الوداع والفراق ، التي تسجل وتختزن في القلب والذاكرة ، وكم نشعر بالحزن وفداحة الخسارة والفجيعة ، ونختنق بالدموع ، ونحن نودع واحداً من جيل الأساتذة الافاضل المؤمنين بالرسالة العظيمة ، من ذلك الزمن الجميل البعيد ، أستاذنا جميعاً ، الإطار في أسرة العدالة لدى المحكمة الايتدائية بالناظور ، الذي فارق الدنيا ، بعد مسيرة عطاء عريضة ، ومشوار حياة في السلك العدالة شعبة النيابة العامة ، تاركاً سيرة عطرة ، وذكرى طيبة ، وروحاً نقية ، وميراثاً من القيم والمثل النبيلة .
فيا أيها الانسان الطيب ، ويا نبع العطاء والنهر المتدفق حباً لعملك ، يعز علينا فراقك ، في وقت نحتاج فيه الى امثالك من الرجال الأوفياء الصادقين .
ومهما كتبنا من كلمات رثاء، وسطرنا من حروف حزينة باكية، لن نوفيك حقك لما قدمته من عمل ووقت وجهد وتفانٍ في سبيل الوطن والمواطن ، من أخلاق وقيم فاضلة .
عرفنا الفقيد الأستاذ ميمون البوحساني هادئاً ، متسامحاً ، راضياً ، قنوعاً ، ملتزماً بانسانيته كما هو ملتزم بدينه وواجباته الدينية . حمل الامانة بإخلاص ، واعطى للحياة والناس جهده وخبرته وتجربته وحبه لهم .
تمتع بخصال ومزايا حميدة جلها الايمان ودماثة الخلق وحسن المعشر وطيبة القلب ، متميزاً بالدماثة ، والتواضع الذي زاده احتراماً وتقديراً ومحبة في قلوب الناس وكل من عرفه والتقى به. وهل هناك ثروة يبقيها الانسان بعد موته أكثر من محبة الناس ..؟!
ها هي الأيام والأسابيع تمر وشريط الذكريات ترتسم معالمه في خيالي وأنا غير مصدق أن سنه كأمله مرت على فراقك وإذا بالأيام والأشهر والسنون تمر فينا ونحن نعيش الذكريات فقد رحلت عن هذه الدنيا الفانية ، وعزاؤنا أن تركت فينا من يعوضنا عن فراقك أنهم الزوجة والأبناء الأوفياء الصادقين المخلصين هم على دربك وسيرتك ونهجك في الحياة هم عائلتك المتميزة بالصدق والموضوعية والمحبة .
لقد أثارت فاجعة رحيلك ومفاجأتها غصة في الحلق، وانحسارا لمدد الرفقة الجميلة، وانطفاء لومضة نبل إنساني. وإذا اجتمع في المرء النبل وحب الخير وكرامة النفس والوقوف عند الحق فقد ترك الدنيا وهي أحسن مما وجدها… وفي هذا عزاء لنا وأي عزاء.
وأشهد الله أن الأخ والصديق ترك الدنيا أحسن مما وجدها، فلم تكن حاجته وضعف حيلته في أول حياته وصروف الإنهاك التي مر بها أو مرت به، إلا دافعا جميلا لصنع الخير عندما أدركته الدنيا .. وإن فيه خصلتين أقدرهما أيما تقدير: كرامة النفس ونُبل المقصد.
لقد رحل عن الدنيا وهو زائد فيها، ولم يكن زيادة عليها، وقد تركها أحسن مما وجدها.
ولم اجد سوى هذه الكلمات على فراقك ايها الاخ الصديق الأستاذ ميمون البوحساني .
وغداً سيذكرك الزمان لم يزل للدهر انصاف وحسن جزاء
رحم الله استاذنا واسكنه فسيح جناته والهم ذويه الصبر والسلوان … انا لله وانا اليه راجعون
تعليقات الزوار ( 0 )