جريدة البديل السياسي
من وحي الحضورفي الحفل التكريمي بثانوية عثمان بن عفان ببني انصا ر
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
التاريخ :الثلاثاء 02 /7/ 2019م
المكان : ثانوية عثمان بن عفان / بني انصار
الزمان : الرابعة مساء الدعوة الأولى // الثامنة مساء الدعوة الثانية .
في الاستدعاء دعوتان ؛حفل تكريمي نظمته جمعية الآباء والأطر الإدارية بمناسبة نهاية الموسم الدراسي 2018/2019، وحفل تكريمي نظمته الأطر الإدارية للسيد عمر بيجو ناظر المؤسسة بمناسبة إحالته على التقاعد .
توجهت أنا وصديقي السيد الطاهر الحموتي إلى المؤسسة بصفته مديرا سابقا للثانوية قصد الحضور في الحفلين المذكورين سالفا ، وبمعية السيد محمد الجنتافي الصديق المتواضع ، ونحن على أسكوفة الباب استقبلنا من طرف السادة المنظمين ، والسيد المدير الجديد شكري الغازي المدير النشيط المتواضع الذي رحب بنا أيما ترحاب ببشاشة وحرارة وحبور .
كانت الساحة حافلة بالحضور ذكورا وإناثا ،جميلة بالعروض المتنوعة التي عرضت فوق المنصة ؛ من مسرحيات قصيرة ،و”اسكتشات ” فكاهية ،وقصائد شعرية ، وأغنيات بمختلف اللغات ، من تسيير التلميذة سوريا حاجي التي كانت ناجحة في تقديمها بطلاقة في الإلقاء ، وبراعة في الأداء ، ويرجع الفضل إلى أستاذها الذي دربها على المسرح ، وهذا ما كنت أدعو إليه في المناسبات وفي المقالات ؛من أنه لابد من إدخال المسرح كمادة تدرس في المؤسسات ، فيها يكتسب التلميذ الطلاقة في اللسان ، والشجاعة الأدبية في مخاطبة الجمهور وهو فوق الركح أو فوق المنصة ، وفرصة للتعبير عن واقعه ومحيط مدرسته ومدينته ، والدفع به إلى الإبداع والابتكار ، أفضل من النقل والتكرار والاجترار …وبعد ذلك وزعت الجوائز على المتفوقين في الدراسة وعلى الفرق الرياضية الفائزة ،بحضور السيدة المديرة الإقليمية للتعليم بالناظور و السيد قائد الملحقة الرابعة والوفد المرافق للسيدة المديرة الإقليمية والمدراء والأساتذة والآباء الأصدقاء ،
والحفل الثاني ؛ الحفل التكريمي الذي أقيم للسيد عمر بيجو وقد حضره ممثلو السلطة المحلية ، وممثلو المديرية الإقليمىة للتعليم بالناظور ، ورئيس جمعية الآباء والأساتذة والأصدقاء وعائلة المحتفى به …وبعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم ، تناول الكلمة السيد رئيس المؤسسة شكري الغازي وكانت شهادة صادقة تبين شخصية السيد عمر وأخلاقه وتفانيه في العمل بجدية وإخلاص ، وبعد ذلك تناول الكلمة الأساتذة ؛ وليد العثماني / ميلود بن عقية / والمديران السابقان ؛بودوحي عبد القادر /الطاهر الحموتي / ممثل المديرية الإقليمية للتعليم بالناظور / رئيس جمعية الآباء محمد أهلال / كلمة الأستاذة شهرازاد بلهادي وهي تلميذتنا / قيشوح علال / قصيدة شعرية للأستاذ أحسايني عبد الرحيم / فرحو حسن / إلياس التسولي / كلمة ابنة المحتفى به ماسيليا بيجو ، كانت كلمتها مؤثرة في حق أبيها وهي تمشي متوجهة نحوالمكان الذي جلس فيه / وهذه الكلمات كلها تنوه بمجهودات السيد عمر بيجو الجبارة في ميدان التعليم في القسم والإدارة ، وبين الكلمات كانت تتخللها وصلات موسيقية ، بإشراف الأستاذ عبد السلام حركاتي أستاذ الموسيقى بثانوية خديجة أم المؤمنين ببني انصار ، وأجملها ما عزفه على عود “لوتار ” الأستاذ حيلوط أستاذ الفيزياء وخصوصا “إناس إناس “، من الفيزياء إلى الموسيقى ذكرني بالمرحوم رويشة .
وكان ختام المداخلات الكلمة التي ألقاها السيد عمر بيجو كانت عبارة عن شكر وتقدير لجميع المتدخلين .
وفي الأخير جاء دورتقديم الهدايامن طرف الطاقم الإداري وهيئة التدريس وجمعية الآباء والتي كانت متنوعة ذات دلالة ورمزية ، لتبقى ذكرى في منزل المحتفى به ، وكان مسير الحفل هو الأستاذ رشيد فوناس أستاذ الرياضيات بالمؤسسة وهو تلميذنا سابقا .
الحفل التكريمي كان عرسا فريدا من نوعه شاملا جامعا مانعا نثرا وشعرا وموسيقى وأكلا ، كنا ننتظر الشاي والعصير والحلويات ، ولكن ماقدم لنا بز ما يقام في الأعراس، من خلال هذا العرس جددنا العلاقات مع الأساتذة القدماء ،معظمهم غزاهم الشيب ، وتغيرت ملامحهم ، ولكن أفكارهم ما زالت نيرة وعقولهم سليمة متزنة رزينة لهم تجارب وخبرات ودربة ودراية في ميدان التعليم ، ولابد أن نذكرالأستاذة الورياشي أستاذة اللغة العربية ،،والأستاذة كريمة أستاذة اللغة الفرنسية بحكم اشتغالهما بثانوية بني انصار سابقا …وغيرهما لأنني لا تحضرني الأسماء ، وقد تعرفت على الحارس العام نعمان حودو بعد السؤال عنه وهو تلميذنا سابقا كان جالسا معنا ، أرجعني بحديثه إلى سنة 1996وسيشتغل مديرا بتمسمان في الموسم الدراسي القادم بحول الله ، أتمنى له التوفيق والنجاح في حياته العملية ، كما تعرفت على أساتذة جدد كأستاذ التربية البدنية وأستاذ التربية الإسلامية ، والأستاذ بلال المنعيم والأستاذ نسيم استاذ الرياضيات وغيرهم من الأساتذة الأجلاء الكرماء ، وكلهم نبادلهم نفس الاحترام ، وكانوا على قدم وساق في تنظيم ذلك الحفل الذي سيبقى خالدا في أذهان جميع الحاضرين .
وختاما أختم بكلمة ألقيتها بمناسبة هذا الحفل البهيج باختصار “الأستاذ عمر بيجوكنت أعرفه منذ أن كان تلميذا وطالبا جامعيا ، وعهدي به أكثر منذ 1988حينما اشتغلنا جميعا بثانوية فرخانة ، ثم بثانوية بني انصار في 1990، وكان أستاذا لمادة الفلسفة ،وانتقل إلى ثانوية عثمان بن عفان ثم حارسا عاما وناظرا أخيرا إلى أن أحيل على التقاعد .عشنا أياما جميلة في جو عائلي ، صاحب نكتة فلسفية ،وطرفة أدبية ، ومنطق وحكمة وفكر وبعدالنظر وسبر غور المجتمع ، أستاذ نشيط انخرط في حزب التقدم والاشتراكية في السبعينيات ، كان يكتب في جريدة البيان ، ومشارك ومؤسس لبعض الجمعيات الثقافية ، وله أنشطة ثقافية ومساهمات في الندوات وتسييرها ،وكان يجلب بعض الأطر لإلقاء محاضرات بمدينة بني انصار ، ومهتم بالقضية الأمازيغية منذ أمد بعيد … كما نال شهادة الدروس المعمقة ، وحينما نذكر الأستاذ عمر بيجو لا بد أن نتذكر صديقه الحميم المرحوم عبد الوهاب الحموتي صديقه في العمل والدراسة والمهنة ،والمرحوم عبد الوهاب اشتغل كحارس عام ثم كناظر إلى جانب الأستاذ الطاهر الحموتي بنفس الثانوية ، ثم أن نتذكر أيضا المرحوم مصطفى الحموتي الذي اشتغل كحارس عام رحمه الله ورحم جميع الراحلين إلى دار البقاء .
الأستاذ بيجو أستاذ مجد في عمله صارم نزيه ، يحب الخير لتلامذته ، متقن لمادته ، ملم بالقضابا الفلسفية والتيارات الفكرية ، كان يقوم بواجبه أحسن قيام ، مثقف ملتزم مهتم بهموم مدينته بمقالاته في الصحف الوطنية والمحلية والجهوية والمواقع الإلكترونية ، واليوم يكرم بعد أن أفنى عمرشبابه في خدمة التعليم مهنة المصاعب والمتاعب ، وقد تخرج على يديه العديد من التلاميذ وهم اليوم من الأطر العليا ، وإننا جميعا نفتخر بهم ،وقد ربحنا من هذه المهنة ذلك الاحترام المقدم إلينا من طرف تلامذتنا .
إن السيد عمر بيجو وإن أحيل اليوم على التقاعد فإنه سيستمر بفكره وبعد نظره في الإنتاج والإبداع والكتابة ، والبحث عن القطة السوداء في بيت مظلم والقطة لا وجود لها ، أو سيحمل فانوسا في واضحة النهار كما حمله ديوجين الفيلسوف اليوناني القديم ، لما سئل عن ذلك ، أجابهم إنني أبحث عن الحقيقة والإنسان.
أطلب من الله أن يمد في عمر الأستاذ عمر بيجو ويصلح أولاده وأهله ، ويعيش في هدوء ودعة وراحة واطمئنان ، متمتعا بصحة جيدة مع القيام بتمارين رياضية ، فكان في شبابه يقوم برياضة المشي والجري ،وبرحلات إلى الطبيعة ، والمشاركة في المخيمات ، واليوم بحول الله سيقوم برحلات مع أفراد عائلته إلى جميع الأنحاء ، وتحية زكية عطرة من أريج البهار إلى الأستاذ عمر بيجو العزيز المتواضع البشوش في جلساته ومحادثاته لم أسمع منه قط كلمة مشينة ،
على الأساتذة قاطبة مني تحية وعلى ذكريات الثانويتين سلام ، مع الشكر الجزيل للجميع وللسيد مدير ثانوية عثمان بن عفان شكري الغازي .”
تعليقات الزوار ( 0 )