جريدة البديل السياسي
علمتني أمي ..نقطة نظام يكتبها محمد اعبوز
علمتني أمي معنى الحياة قبل أن تعلمني الحياة أن لها معنى،علمتني أن أمضي في الطريق دون أن أفكر بنتيجة الفشل التي قد تواجهني، وأن نهاية ذلك الطريق الذي سرت فيه بإصرار وتحد نهاية جميلة لانشعر بها إلا عندما نرى نتائجها.
علمتني أمي ما لم يعلمني أي مصدر آخر، علمتني التضحية والوفاء علمتني.. أن أكون أنا لا غيري، وأن أعتز بما أملك. علمتني أن أصنع جناحين للأمل حين أفقد جناحاتي، وأن لا أنكسر حينما تعصف بي الدنيا بآلامها، علمتني أن خلف كل ظلام بصيص ضوء قد لا أراه إلا عندما أتسلح بالتفاؤل والأمل، وأن أبعد كل البعد عن التشاؤم وأن أرى الجانب الممتلئ من الكوب بالنظر للأمور التي تبعث التفاؤل للنفس.
علمتني أمي ألا أقارن نفسي بأحد لأنني أنا ولست هو، علمتني أن أعيش كما أريد لا كما يريد الاخرون. زرعت في معنى التميز والإبداع إلا أنها أرتني أن ذلك التميز قد يتخلله فشل لحظي قد ينتهي بتخطي تلك العواقب.
علمتني أن أنشغل بمنافسة نفسي بنفسي لأنني إذا انشغلت بغيري إما أن يهزمني أو أهزمه، فإذا هزمني سأحبط وإذا هزمته سأتوقف عن الإبداع.. علمتني أن التعب مع وجود هدف سام راحة، وأن الراحة بدون هدف تعب، لم تعلمني امي ذلك فحسب بل علمتني أن أعيش نقية القلب بنية طاهرة سليمة لأن النيات النظيفة تجلب الخير والسعادة.
علمتني أن أحمد الله على أي ألم يعصف بي لأنني قد أكون أفضل من غيري.. علمتني ألا أحزن على شئ لا أستطيع إتقانه وأن كلٌ يعمل بمقدار مايناسب قدراته ورؤيته، فضربت لي مثلا رائعاً بأن العصفور يطير ولكننا لا نستطيع إجبار السمكة على الطيران، فكل منهما يعمل بمقدار تكوينه ومايناسبه.
علمتني أن لا أرسم أحلاما بل أرسم أهدافا وامنيات لأن الأحلام ستظل أحلاماً مهما بلغت حدود السماء، ومنذ ذلك اليوم ألغيت مصطلح حلم من قاموسي واستبدلته بهدف وأمنية..
تعليقات الزوار ( 0 )