جريدة البديل السياسي
قالت الكاتبة الصحافية المغربية، سناء العاجي، إن التحرش الجنسي ضد النساء في المغرب “يدخل في سلوكيات وعادات الرجال المغاربة”، وإن بعض “المُتحرِّشِين” المغاربة “لا يحترمون المرأة الكبيرة ولا الحامل ولا المحجبة”.
وأضافت العاجي، التي كانت تتحدث في برنامج “مباشرة معكم” على القناة الثانية مساء يوم أمس الأربعاء، إن “الرجل المغربي لا يتحرش بالنساء من أجل الصداقة أو المصاحبة، بل لأن المرأة المغربية عندما تخرج إلى الشارع تزعج الرجل، لأن هذا الأخير ترسّخت في ذهنه فكرة أنّ المكان الذي يجب أن تكون فيه المرأة هو بيتها”، لذلك، تقول العاجي، “فالمرأة عندما تخرج إلى الشارع كاتبرزط الراجل، وبالتالي يحاول هذا الأخير أن يعبر عن انزعاجه عن طريق التحرش، وهكذا تصير المرأة خارج بيتها “ملكية عمومية”.
وتعليقا على كون الرجال المغاربة يعتبرون لباس النساء محرّضا على التحرش بهنّ، قالت العاجي إن من يعتبر لباس النساء عاملا محرضا على التحرش فهو غير عادي، وأن الإنسان الذي لا يتحكم في غرائزه ليس “إنسانا عاديا”.
من جهته قال محسن بنيشو، أخصائي الطب النفسي، في ذات البرنامج، إن من حقّ المرأة المغربية أن تخرج إلى الشارع كما تريد، وأنه ليس هناك تحرش جائز وتحرش غير جائز، موضحا أن ما يسميه المغاربة بـ”الغزل” هو في حدّ ذاته تحرش، وعندما سأله مقدم البرنامج، جامع كولحسن، حول ما إن كان مسموحا للشاب أن يقول لشابة في الشارع العام “بالصحة القميجة”، مثلا، ردّ بنيشو بأن ذلك ليس من حقه، لأنه يدخل في إطار التحرش الجنسي الممنوع.
خديجة الروكاني، المحامية ورئيسة الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المرأة، أشارت بدورها، أن التحرش الجنسي ظاهرة عالمية، “لكن الفرق بيننا وبين البلدان المتقدمة، حسب قولها، يكمن في طريقة معالجة هذا المشكل”، مطالبة بأن يتمّ إقرار تجريم التحرش الجنسي ضد النساء في الفضاءات العمومية وأماكن العمل، “فكما نجرّم الإرهاب، وانتهاك حقوق الإنسان، والعنف، فيجب في المقابل أن يتمّ تجريم التحرش الجنسي”، تقول الروكاني، مضيفة أن القانون الجنائي المغربي جرّم جرائم التحرش الجنسي، ولكن هذا القانون ليس له مفعول على أرض الواقع.
وبخصوص أسباب التحرش الجنسي ضد النساء في المغرب، قالت حياة بوفراشن، رئيسة جمعية إنصاف الأسرة، إن من أسباب ذلك أنّ الأسر المغربية تربّي أبناءها تربية غير سوية، حيث تفرض مراقبة صارمة على الإناث، وتجعلهنّ تحت المراقبة، فيما الذكور يفعلون ما يشاؤون دون حسيب ولا رقيب، مضيفة أن هذا التعامل يرسخ في ذهن الذكر “دير اللي بغيتي”.
وفيما يخصّ الحلول المقترحة لوضع حدّ لظاهرة التحرش الجنسي، أكدت خديجة الروكاني أن وسائل الإثبات في قضايا التحرش الجنسي تتحوّل إلى عرقلة، داعية الضابطة القضائية والقضاء إلى البحث عن وسائل لحل هذه المشكلة، ما دام أن جميع الجرائم يتمّ إثباتها بوسائل معينة، وفي نفس السياق قالت سناء العاجي بأنه يجب تعليم الذكور احترام البنات من خلال المقررات الدراسية، ومعاقبة المتحرشين، والسهر على إيجاد حلّ لهذا المشكل قانونيا وتربويا وداخل الأسر.
تعليقات الزوار ( 0 )