الرئيسية كتاب وآراء إحتضان المؤسسة الملكية للصناعات المغربية الرائدة

إحتضان المؤسسة الملكية للصناعات المغربية الرائدة

كتبه كتب في 25 مايو 2023 - 5:07 م

البشير الحداد الكبير،باحث بسلك الدكتوراه بكلية الحقوق بطنجة

 

كما هو معلوم أن المغرب في العهد الجديد عرف ثورة جديدة للملك والشعب في شتى المجالات، هذه الثورة أعطت أكلها وثمارها.

عملت المؤسسة الملكية منذ بداية الألفية الثالثة على إطلاق جيل جديد من المشاريع والبرامج همت المجال الإقتصادي والإجتماعي وكذا الصناعي، فبعد مخطط الإقلاع الصناعي سنة 2005 والميثاق الوطني للإقلاع الصناعي سنة 2009،رأينا مخطط تسريع التنمية الصناعية (2014-2020)، حيث أن الشغل الشاغل للمؤسسة الملكية جعل المغرب في مصاف الدول المتقدمة في المجال الصناعي، وإذا عدنا للخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح البرلمان سنة 2021 نجد أن جلالة الملك أسماه الله وأعز أمره يؤكد على أنه رغم جائحة كورونا حقق المغرب نسبة عالية من الصادرات في مجال السيارات والنسيج والصناعة الكهربائية والإلكترونية.

إن ترأس جلالة الملك يوم 15 ماي 2023 لحفل تقديم سيارة من صنع مغربي خالص وتطوير مركبة تعمل بالهيدروجين، هي إشارة واضحة من المؤسسة الملكية لتشجيع جميع الصناعات المغربية وجميع المنتوجات بمختلف أنواعها والتي تصب في المصلحة العامة، كما أنها إشارة واضحة على احتضان المؤسسة الملكية للصناعات الرائدة، فما يميز السيارة التي تم تقديمها بين يدي جلالة الملك أنها تعمل بالهيدروجين وبالتالي فهي صديقة للبيئة تتماشى مع مخططات المغرب في مجال الطاقات المتجددة.

لقد سبق لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده أن دعا في الخطاب الملكي السامي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب المجيدة لسنة 2022 بمواكبة مغاربة العالم للإستثمار بالمغرب وكذا بالإهتمام بهم حيث نوه جلالته حفظه الله ورعاه بأنهم يتميزون بكفاءات في شتى المجالات وها نحن اليوم نرى التطبيق الحرفي للخطاب الملكي المولي السامي.

إن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، وهذا ما نلاحظه حيث أن المجال الصناعي يعرف ثورة حقيقية وقفزة نوعية، فالمغرب يفتح بابه الآن أمام صناعة السيارات دون أن ننسى أنه بتعليمات ملكية سامية قد توجه المغرب في الأمس القريب لمجال الصناعة العسكرية، كما أن الميثاق الجديد للإستثمار يعمل على تشجيع تواجد المقاولات المغربية على الصعيد الدولي وتشجيع تعويض الواردات بالإنتاج المحلي (صنع بالمغرب) Made in MOROCCO،دون أن ننسى الإصلاح الجبائي الجديد(القانون الإطار 69.19) الذي يحفز المقاولات المغربية.

إن  المغرب الجديد تحت القيادة الرشيدة والمستنيرة للمؤسسة الملكية يتجه نحو الإبتكار والصناعات الرائدة،كما أن صندوق محمد السادس للاستثمار الذي أحدث بمبادرة ملكية سامية من خلال الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح البرلمان سنة 2020 يصب في نفس الإتجاه وهو تمويل مشاريع الإبتكار والصناعات الرائدة، وهذا التوجه الملكي يتماشى مع الألفية الثالثة ومع النظام العالمي.

إن المؤسسة الملكية لا تملك عصا سحرية ستغير المغرب بين عشية وضحاها وستجعله في مصاف الدول المتقدمة،لكن ما يميز المؤسسة الملكية أنها تملك الإرادة الصادقة الحقيقية في إحداث ثورة في شتى المجالات كل هذا لخدمة الصالح العام والمغرب بالدرجة الأولى، وبالتالي فهي تحتاج لنخب سياسية جديدة تعمل معها وليس نخب سياسية تقليدية، نخب القطار فائق السرعة وليس نخب السلحفاة، إذ نجد أن المشاريع الملكية الكبرى تسير بسرعة كبيرة بينما الأحزاب السياسية تسير ببطء، وبالتالي فالمغرب تحت القيادة الرشيدة للمؤسسة الملكية يحتاج لنخب العلم والمعرفة، نخب التجربة، نخب تخلق الثروة وتساهم في زيادة المردودية، نخب تملك الجرأة والشجاعة والإبتكار والأفكار الجديدة، وهذا ما نجده في الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش المجيد سنة 2017 حيث أكد جلالته نصره الله وأيده بأن جميع إختياراتنا التنموية تبقى صائبة إلا أن المشكل يكمن في التنفيذ والإبتكار وهذه إشارة واضحة من جلالته حفظه الله ورعاه للأحزاب السياسية وفي الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش المجيد سنة 2018 دعا جلالته للزيادة في الدعم العمومي للأحزاب حتى تفكر وتحلل وتبتكر في مجال السياسات العمومية.

إن المؤسسة الملكية تريد مغربا متقدما مجتهدا مثابرا وليس مغربا عجوزا وكسولا،وسنختم بمقتطف من الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش المجيد سنة 2017:”ولكننا، والحمد لله، نتوفر على إرادة قوية وصادقة، وعلى رؤية واضحة وبعيدة المدى. إننا نعرف من نحن، وإلى أين نسير.

والمغرب والحمد لله استطاع عبر تاريخه العريق تجاوز مختلف الصعاب بفضل التلاحم القوي بين العرش والشعب.

وها نحن اليوم، نقطع معا، خطوات متقدمة في مختلف المجالات، ونتطلع بثقة وعزم، إلى تحقيق المزيد من المكاسب”.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .