الاستاذ فارس الرواح – جريدة البديل السياسي :
لوكان كان ولدي ..
لاشك أن أي واحد منا وقبل زواجه وقبل أن يكون له أبناء استنكر يوما تصرفا رآه من طفل صغير في الشارع ، ولاشك أن البعض زاد على ذلك وقال ” لوكان كان ولدي ” لفعلت وفعلت ، ولاشك أن آخرين كانوا أكثر غلوا أن لعنوا ذلك الطفل قائلين ” الله ينعل لي رباك ” ، كان هذا قبل أن يكون لهم أبناء .
ولكن حينما أصبح لهم أبناء وبدأوا يخرجون إلى الشارع شيئا فشيئا ويلتقون بأطفال آخرين وأصبحت لهم مطالب وجاجات ، وبدأوا يأخذون بعض السلوكات السيئة من آبائهم أولا ومن الشارع ثانيا ومن المدرسة ثالثا فأصبحوا أكثر سوءاً من غيرهم وأكثر شغبا ممن كانوا ينتقدون .
بل وأكثر ” قلة تربية ” ممن كانوا يلعنون ، هنا فقط علم هؤلاء الآباء ما معنى أن يكون لهم أبناء وما معنى تربيتهم تربية حسنة وشتان بين الذي رآى والذي سمع .
كل من كان قبل زواجه ينتقد تصرفات بعض الأطفال ويعيب على أبائهم سوء التربية وقلة الإهتمام به وتركهم في الشارع ، هو اليوم أبنائه في الشارع لساعات وساعات ، يزعجون الجيران والمرارة ، يتلفظون بكلمات نابية .
نتائجهم المدرسية كارثية ، ثيابهم متسخة … وربما تعلموا أشياء أكثر خطورة وهم يكبرون يوما بعد يوم .
لذا دائما لا يجب أبدا انتقاد تصرفات بعض الأطفال قبل أن يكون لنا أطفال ولا اتهام الآباء قبل أن نصبح آباء ، فالله قادر أن يبتليك أيضا في أبنائك ويصبحون أكثر سوءاً فكما تدين تدان والجزاء من جنس العمل ..
تعليقات الزوار ( 0 )