الأستاذ فارس الرواح – جريدة البديل السياسي :
أين أنا !!؟
أذكر قبل حوالي 20 سنة مضت فقط أن والدي رحمه الله كان يكلفني كل خميس للذهاب إلى السوق الأسبوعي نيابة عنه وإحضار بعض الخضر والفواكه ، وكان يسلمني ما بين 70 درهما إلى 80 درهما ، وكنت أنتظر ذلك بفارغ الصبر لأنني كنت أعلم أن بعض الدراهم ستكون من نصيبي لا شك .
وكانت والدتي تضع لي لائحة مما تحتاج إليه أكتبها على ورقة وأذهب بها إلى السوق ، فأشتري البطاطس أولا ثم أليها بالبصل والطماطم والجزر والفلفل والتفاح وبعض الفواكه الأخرى حسب فصلها .
ثم أمر على السمك وبائع الدجاج ، ثم أخيرا أمر على عمي بوسعيدة من أجل ربطة النعناع والقصبر والمعندوس وأكون حريصا أشد الحرص أن أبقي معي بعض الدراهم أحتفظ بها لنفسي بعد أن اخبر والدي بكم بقي معي طبعا .
اليوم رحل أبي ورحلت تلك الأيام فصرت أبا وصرت أذهب إلى السوق مرة أخرى ، بالأمس السبت أردت أن أعرف كم سأشتري بمبلغ 80 درهما من لائحة طويلة أعددتها زوجتي ، وصلت إلى السوق قصدت بائع الخضر أولا بدأت أنظر إلى اللائحة وإلى أثمنه الخضر وإلى مبلغ 80 درهما ، كان ثمن البطاطس 9 دراهم ، الطماطم 11 درهما ، البصل 17 درهما ومع بعض الكيلوغرامات انتهت 80 درهما ، أين باقي الخضر أين الفواكه أين السمك أين الدجاج أين اللحم أين عمي بوسعيدة .
أين الزيت وأين السكر أين البنزين أين فاتورة الكهرباء والماء والانترنيت والواجب الشهري المدرسي أين واجب الكراء أين أنا !!!؟
إذا كان الأمر هكذا معي ومع غيري ممن لهم دخل شهري يفي بالغرض فكيف سيكون حال وواقع الأسر الفقيرة جدا جدا !!؟؟ فلا حول ولا قوة إلا بالله ..
تعليقات الزوار ( 0 )