الرئيسية كتاب وآراء بنافذة الابداع والنقد للأستاذ خالد بوزيان موساوي..تستضيف ومن المغرب الحبيب المبدعة الكاتبة والقاصة عضو النافذة صديقتي الأستاذة سعاد يعكوبي

بنافذة الابداع والنقد للأستاذ خالد بوزيان موساوي..تستضيف ومن المغرب الحبيب المبدعة الكاتبة والقاصة عضو النافذة صديقتي الأستاذة سعاد يعكوبي

كتبه كتب في 19 مارس 2023 - 3:09 م

جريدة البديل السياسي :

بنافذة الابداع والنقد للأستاذ خالد بوزيان موساوي

تستضيف ومن المغرب الحبيب المبدعة الكاتبة والقاصة عضو النافذة صديقتي

الأستاذة سعاد يعكوبي

من خلال هذا النص القصصي الانيق والهادف

قراءة ممتعة

مدير النافذة: خالد بوزيان موساوي

<<<<< من عوالم الليل >>>>>

الساعة تشير إلى السادسة مساء، الجو بارد جدا في الخارج، زجاج النوافذ مغطى بضباب الدفء داخل المنزل المكون من غرفة واحدة، خصص ركن منها لسرير مهترئ تبدو عليه علامات القِدم والإستسلام للإنهيار في أي لحظة،

في الركن المقابل طاولة عليها قنينة غاز و إبريق شاي أسود، يبدو عليه أنه لم ينعم بحمام تنظيف قرابة زمن ….

استيقظت من نومها على عجل، تحضّر نفسها للخروج ومباشرة العمل.

هذا العمل المقيت الذي لم تستطع الهروب و التخلص من شباكه الخانقة،

سرّحت شعرها ووضعت بعض الحمرة على شفتيها و كحل في عينيها ،ارتدت ملابس تكشف بعض محاسنها البارزة و الملفتة، تلك المحاسن الأنثوية التي تعتمد عليها كل ليلة تقضيها رفقة أحد السكارى أو الباحثين عن اللذة والسهر برفقتها للخروج من واقع الحياة والعبور للضفة الأخرى من الأحلام .

فتحت الباب للخروج وسط الجو البارد و الصقيع يلفح وجهها وهي تقف منتظرة مرور سيارة أجرة تقلّها للملهى، ذالك العالم الموحش الذي يجعلها تعيش التناقضات مع نفسها بين الرفض و الإستسلام لما تعيشه كل ليلة.

ظلت منتظرة في الصقيع البارد مدة ليست بالقصيرة، فكيف يمكن لأي رجل أن يقف ثابتا أمام جسدها الشبه العاري والمغري.

تمكنت أخيرا من بلوغ مقصدها، توجهت مباشرة لطاولتها المعتادة وطلبت كأسا من النبيذ يزيل عنها برودة الجو التي زلزلت بدنها وجعلته يرتجف بشدة، راقبت المكان بنظرات خاطفة…تطّلع على نوعية زبائن الليلة،سرعان ما اقترب منها أحد الزبائن تظهر عليه علامات الغنى،فرمقته بنظرة الدلال وبإشارة الإقتراب…

اعتدلت في جلوسها ووضعت ساقا على ساق كاشفة جزءاً منها ،فأخرجت سيجارة من محفظتها المليئة بأدوات الماكياج، لينتفض هو بولاعته المشتعلة لإشعال سيجارتها و اغتنام فرصته للتقرب منها.

اشتركا الطاولة وبإشارة من أصبعه امتلأت بشتى أنواع المشروبات والفواكه…

استحسنت هي سلوكه و معاملته لتغوص في فكرها أن دخل الليلة سيكون مرتفعا.

تبادلت معه الحديث و تعالت الضحكات و الهمسات، فقررا الخروج معا لتغيير المكان.

صباحا حشد من الناس شكل رقعة تحوم حول جثة سيدة ملقاة على جنبات الطريق غارقة في دمها المتجمّد

والجميع يتأملها و ينصرف لحال سبيله ،فكان ثمن تلك الليلة غاليا جداً عكس ماكانت تتوقعه.

حضر رجال الأمن وسيارة الإسعاف لتنقل الجثة المجهولة إلى المستشفى قصد التشريح.

ليتضح أنها تعرّضت لعدة طعنات بسكينة حادّة. تكاثفت الجهود لمعرفة الجاني خاصة وأنها الجثة الرابعة في ظرف أسبوعين، نفس الملامح، نفس نوع النساء جميعهنّ بائعات هوى تعرّضن لنفس الطعنات بنفس الأداة ولا يملكن من يسأل عنهن.

أفضت التحقيقات لمعرفة الشخص الذي رافق الضحية أثناء خروجها من الملهى ليقدّم دليلا على براءته، حيث أظهرت كاميرات المراقبة ذلك من خلال نزولها من سيارته الفاخرة و انطلاقه مسرعا، قبل أن يتم تخريب الكاميرات بدقائق معدودات لتنفيد الجريمة.

وقف المحققون بأيادي مكتوفة لحل لغز هذه الجريمة المتسلسلة والتي يستهدف من خلالها الجاني هذه النوعية الخاصة من النساء،

بعد مرور أسبوع من البحث المتواصل، تقررا إختيار ضابطة لتلعب دور سيدة تبحث عن المتعة والسهر في الملاهي الليلية علّها تقودهم للكشف عن هذا المجرم المتسلسل الذي استطاع زرع مشاعر الخوف والرعب في كلّ سيدة تقصد الملهى الليلي.

ذات ليلة باردة والشرطية المتخفية تهمّ بدخول الملهى، لفت انتباهها رجل متسول يحوم أمام المكان بنظرات ثاقبة توحي بعكس مايظهر عليه من بؤس و تشرّد، لتقرّر عدم الإغفال عنه ومتابعة مراقبته، بشكل يومي، لتكتشف أنه بعد منتصف الليل يختفي أثره تماما، ماجعله محط شك لديها.

تم وضعه تحت المراقبة السريّة ليكتشف رجال الأمن أنه يتخفى في هيئة متشرّد، ليقوم بجرائمه ضد تلك النسوة اللواتي يرى فيهن ملامح زوجته التي كانت تقصد الملهى الليلي من ورائه و اختارت طريق الخيانة و الإنحراف، مماجعله يُكنُّ مشاعر الكره لكلّ امرأة تقصد الملهى الليلي، فكان بذلك ينتقم من زوجته في كلّ جريمة يقوم بها.

《سعاد يعكوبي 》

وجدة 16 مارس 2023

 

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .