الرئيسية الأنشطة الملكية حكايات الملك الراحل مع أشهر نجوم الفن السابع

حكايات الملك الراحل مع أشهر نجوم الفن السابع

كتبه كتب في 27 فبراير 2023 - 1:10 ص

جريدة البديل السياسي :

كان المغرب من أوائل البلدان العربية والإفريقية التي شهدت ظهور السينما تصويرا أولا ثم عرضا في مرحلة لاحقة، حيث سيجرى في بداية القرن الماضي تصوير أول شريط قصير في بلادنا تحت عنوان «راعي الغنم المغربي»، الأشبه بشريط إثنوغرافي. وحسب الباحث المغربي حسن بحراوي فإن سنة 1900 ستشهد تقديم أول عرض سينمائي في المغرب ببلاط القصر الملكي بمدينة فاس، تمهيدا للعروض العمومية التي ستتوالى ابتداء من تاريخ فرض الحماية.

كان الحسن الثاني وهو ولي للعهد عاشقا للسينما يرتاد قاعاتها كما يحرص على مشاهدة الأفلام الأجنبية بالخصوص في سينما القصر وكان يفضل متابعة الأفلام الفرنسية التي يقوم ببطولتها كل من ألان دولون وكاترين دونوف ولويس دو فينيس، وعرف أيضا وهو ولي للعهد، بشغف جارف لأفلام التاريخ القديم المصورة خلال سنوات الستينات المدبلجة بالفرنسية. ونظرا لولعه بالسينما فقد كانت صالة العرض في القصر أقرب إلى غرفته، وهي قاعة تسع لحوالي خمسين متفرجا ويتوسطها كرسي الملك.

دعم الحسن الثاني مهرجانات السينما العالمية واستقبل نجوم الفن السابع استقبال الزعماء، وآمن بالبعد الديبلوماسي للسينما حين أعطى تعليماته بتنظيم مهرجان سنوي للسينما الإفريقية في فترة دقيقة من الحياة السياسية المغربية خاصة في ظل الشرارة الأولى للنزاع المغربي الجزائري، حيث شهد مهرجان السينما الإفريقية انطلاقته الأولى على شكل ملتقى سنة 1977، كما دعم مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط أول مهرجان سينمائي بالمغرب من حيث عدد الدورات التي بلغها على امتداد أزيد من ثلاثين سنة من عمره المديد، كما يعتبر ثالث أقدم مهرجان سينمائي بالمغرب بعد مهرجان خريبكة المتخصص في السينما الإفريقية ومهرجان طنجة الوطني للفيلم.

ألان دولان يكشف في مهرجان السينما أفضال الحسن الثاني عليه

في إحدى الفقرات المؤثرة لمهرجان مراكش الدولي للفيلم، وقف الحاضرون تحية إجلال وغمرت القاعة عاصفة من التصفيق، حين منحت النجمة السينمائية الإيطالية كلوديا كاردينال، النجمة الذهبية للدورة الثالثة من مهرجان مراكش الدولي للفيلم، للممثل الفرنسي ألان دولان.

حصل هذا عام 2003، حيث بدا الرجل سعيدا بهذا التكريم لعدة أسباب، «أولا أنه جاء من بلد أحبه وأحترم عاهله بشكل كبير ومن يد صديقة قديمة لي وهي كلوديا كاردينال»، ولأن هذه الدورة تعرف تكريم صديق آخر له وهو رئيس المهرجان توسكان دوبلانتيي. وكان الممثل الفرنسي عقد لقاءات صحفية مع الصحافة المغربية رافضا التحدث مع الصحافة الأخرى خاصة الفرنسية، وأكد خلال لقائه معها أنه يعتبر نفسه أحد رعايا «جلالة الملك».

وأضاف «كنت دوما وأكثر من أي وقت مضى أحد رعايا جلالة الملك محمد السادس كما كنت أحد رعايا والده جلالة المغفور له الحسن الثاني، وكنت أحظى بعطف خاص من المرحوم الذي لم يكن مجرد عاشق للسينما بل خبيرا في مجال الفنون».

أوصى ألان دولان المغاربة المعجبين به بالتشبث بشخص جلالة الملك وبالأسرة الملكية. بدا ألان دولان سعيدا بمقامه القصير بالمغرب، وأوضح للصحافة المغربية أنه اقترح عليه رئاسة الدورة الثالثة. غير أن التزاماته المهنية مع إحدى القنوات الفرنسية جعلته يعتذر عن هذا المنصب الشرفي الكبير.

 أعلن دولان في الندوة ذاتها أنه غير نادم عن اعتزال السينما مؤكدا التزامه بهذا القرار رغم ما ساور الملاحظين ورجال الإعلام ومحبيه من شك بهذا الخصوص.

قبل هذا التاريخ بعامين تقريبا، صرح ألان دولان لوكالة «فرانس بريس»، عقب وفاة زوجته ناتالي: أنا حزين جدا، يؤلمني رحيل من أحببتهم، واليوم أفقد زوجتي التي ولدت في المغرب وجعلتني أكثر عشقا لهذا البلد الذي غمرني ملكه بكل العطف والمحبة والرضى».

 

جيمس بوند والحسن الثاني.. حديث السياسة والفن في ملاعب الكولف

لم تكن علاقة الملك الحسن الثاني بالممثل العالمي شون كونزي الذي تقمص شخصية جيمس بوند، بسبب النجومية السينمائية لهذا الفنان، بل لمواهب أخرى اكتشفها الملك في الرجل، خاصة شغفه برياضة الغولف التي كان الحسن الثاني يجد متعة في ممارستها، وأيضا في الحس السياسي لجيمس بوند بحكم انتمائه للحزب القومي الأسكتلندي، واطلاعه على الشأن السياسي البريطاني كمقرب من ملكة بريطانيا التي كانت تكن له تقديرا خاصا، حتى اتهم بالعمالة خاصة من المعسكر الشرقي خلال الحرب الباردة.

كلف الحسن الثاني بتوجيه الدعوة لشون كونري، كبطل في رياضة الغولف، لذلك كان الضيف الاستثنائي يحظى بعناية خاصة منذ وصوله إلى المغرب، حيث يلتقي بالملك في ملعب الغولف لدار السلام ويتجاذبان أطراف الحديث في الرياضة والفن والسياسة.

وكشف الملك للضيف البريطاني عن إعجابه بجيمس بوند ودور سلسلته في تحفيز المخبرين على رفع أدائهم المهني، بل إن الملك فاجأه بسؤال حول سر التكتم الذي يميز مسيرته المهنية، إذ لا يخوض في سجالات صحفية كثيرة، بل إن الحسن الثاني أبان عن متابعة دقيقة لأعمال هذا الفنان في جلسة حول مائدة عشاء بالغولف الملكي، مما استغرب له جيمس بوند، سيما حين تناول الملك أدق تفاصيل أعمال كونري السينمائية، وشرع في مقارنة كل الأدوار التي لعبها، معبرا عن إعجابه بفيلمين وهما: «من روسيا مع التحية» و«الخدمة السرية لصاحبة الجلالة» وهو الفيلم الذي نال اهتمام الراحل. استغرب الممثل العالمي لهذا الاختيار وقال إن الأمر يدعو للاستغراب «كون هذا الفيلم هو أول فيلم ألعب فيه دور جيمس بوند». وتبين أن ملك المغرب يحتفظ بتفاصيل العمل الفني في ذاكرته حين ذكره بالمشهد المؤثر الأخير في هذا الفيلم والذي يبكي فيه على زوجته الراحلة.

في حوار لها مع مجلة «گالا» الفرنسية كشفت ميشيلين شين كونري زوجة مجسد شخصية جيمس بوند أن قصة حبها كانت بالمغرب، وأضافت في الحوار ذاته: «كنا مقربين من الحسن الثاني»، الذي عرفهما خلال مأدبة كما أوضحت، وظل الحديث يجوب عالمي السينما والغولف ويتوقف في السينما.

عن أول لقائها بشين كونري قالت ميشيلين إن النظرة الأولى تمت في الغولف الملكي بالمحمدية، في السبعينات خلال دورة الحسن الثاني للغولف، «كنت في العشرين من العمر حين تزوجت للمرة الأولى في تونس من مهندس يدعى جون بيير، أنجبت معه ثلاثة أطفال، بعد ذلك وقع الطلاق. زيجتي الثانية كانت في المغرب، وكنت حينها أبلغ الثانية والثلاثين من العمر، كان اسمه ميشيل، فنان ورياضي عانيت معه بسبب خيانته، لم أنظر قط إلى أي رجل آخر حتى العاشر من مارس سنة 1970، كنت حينها في التاسعة والثلاثين وكان اليوم الأول من بطولة الحسن الثاني للغولف والتي كنت أشارك فيها على الدوام، لقد كنا مقربين من الملك الحسن الثاني وكان زوجي ميشيل يلعب الغولف بشكل ممتاز حتى أنه كان أحد مرافقي الحسن الثاني على الحلبة».

في غولف المحمدية كان أول لقاء بين العشيقين رغم أن ميشلين متزوجة وكونري لازال مرتبطا بزوجته، «في اليوم الثاني من البطولة وبينما كان زوجي بعيدا عني، حيث كان في فاس يلعب رفقة الملك، التقيت مجددا بشون كونري الذي اقترح علي تناول الغداء رفقته، ومن دون تردد استجبت للدعوة، رغم تفكيري لوهلة في أن الأمر لا يجوز، خصوصا أن زوجي معروف لدى الجميع في الغولف». لم يتزوج العشيقان إلا في شهر أبريل 1975، وأقاما حفل الزفاف في جبل طارق غير بعيد عن المغرب، لذا كان كونري محقا حين كشف، في مهرجان مراكش أثناء تكريمه، عن ميلاد قصة حبه بالمغرب.

الحسن الثاني ينهي تصوير فيلم «الرسالة» في المغرب بمكالمة

«عذرا مصطفى لا يمكنكم البقاء في المغرب أرجو مغادرتك أنت وطاقم العمل»، بهذه العبارة خاطب الملك الحسن الثاني المخرج السوري مصطفى العقاد، الذي كان يوجد حينها في المغرب منهمكا في تصوير فيلم الرسالة.

رحب الملك في بداية الأمر بالمخرج وطاقمه ومنحه كل التسهيلات لإنجاز عمله، وأعطيت تعليمات للعمال بمد يد المساعدة لفريق العمل الذي حط الرحال بورزازات والراشيدية، قبل أن يتوصل الحسن الثاني بمكالمة من العاهل السعودي دار جزء منها حول فيلم الرسالة، فقد عبرت السعودية عن قلقها من المخرج الذي أصر على تجسيد دور حمزة بن عبد المطلب باعتباره أحد محاور الفيلم، لكن الملك بحث عن مبرر آخر، إذ سأل المخرج عما إذا كان يتوفر على موافقة الأزهر على السيناريو، سيما بعد أن علم بأن كتابه سنيون وشيعة وأرتودوكس، وهم عبد الحميد جودة السحار وتوفيق الحكيم وعلي أحمد ماهر وعبدالرحمن الشرقاوي ثم هاري كريج، لكن العقاد كشف عن وجود موافقة مكتوبة من الأزهر الشريف ومن المجلس الشيعي.

أصر الحسن الثاني على توقيف التصوير، مطالبا فريق العمل بمغادرة البلاد، حينها صرح العقاد بأن الرسالة لم يكتب لها الإنجاز بسبب ضغوط سعودية.

يقول المخرج السوري: «عند منتصف الليل حصل اتصال مفاجئ من العقيد معمر القذافي يطلب مني نقل كل التجهيزات إلى ليبيا، مؤكدا تحمل الجماهيرية كافة تكاليف النقل والتصوير»، وفي اليوم التالي قال القذافي كلمة مشهورة: «لئن كانت الكعبة في السعودية إلا أنهم ليس لهم الحق في مصادرة الأعمال الفنية».

أنجز الفيلم بعد سبع سنوات، بمشاركة مجموعة من كبار النجوم العالمين والعرب، على غرار «أنطوني كوين، أريين باباس وعبد الله غيث ومنى واصف، منير المعاصري، أحمد مرعي، بينما اشترط القذافي مشاركة الفنان الليبي حبيب العجيلي، كما تعهد بإنتاج فيلم «عمر المختار»، كما وعده الزعيم الليبي بتمويل فيلم عن صلاح الدين الأيوبي الذي حال رحيله دون تنفيذه.

عثر العقيد على فرصة لمواجهة السعودية والمغرب في عز خلافه معهما، وقرر تصفية الحسابات مع خصومه السياسيين، علما أن المخرج أدى ثمن دخوله لمعترك السياسيين غاليا، إذ قتل في تفجيرات عمان عام 2005، ما دفع بعض المخرجين إلى التفكير في إنجاز فيلم حول الفقيد، تحت عنوان: «هل تستمر الرسالة»؟

باروخ.. حلاق هوليود يصبح حلاقا للحسن الثاني ولاعبا للغولف

بدأ باروخ شريكي متدربا في محل للحلاقة بحي فيردان بالدار البيضاء، كان في ملكية يهودي، عرف الفتى بطموحه وتمكن من استقطاب زبائن كثر، دفعه للاستقلال الذاتي وافتتاح محل للحلاقة العصرية كان يتردد عليه فنانون يهود ومغاربة على حد سواء.

شاءت الأقدار أن يتلقى باروخ دعوة للالتحاق بمقر الإقامة الصيفية للأمير مولاي عبد الله بالمحمدية، من أجل حلق رأسه وهو ما استجاب له باروخ على الفور، حيث نسج أول علاقة مهنية مع الأمير، بل إن الأقدار شاءت أن يدخل شقيق الملك الحسن الثاني إلى صالون اليهودي بالدار البيضاء، بعد أن «دهش من كون الحلاق الشهير يتحدث بالعربية المغربية والدارجة بطلاقة».

في الخامسة والعشرين من عمره، قرر باروخ مغادرة الدار البيضاء، نحو الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن تلقى عرضا للاشتغال كحلاق في مدينة السينما هوليود، وهو ما أكدته صفحة «إسرائيل تتكلم العربية» التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، التي أضافت بأن شريكي «تلقى من الأمير عبد الله دعوة لحضور حفل عيد ميلاد الملك الحسن الثاني، فلبى الدعوة، وهناك تعرف على الملك».

بتوصية من الأمير، تلقى باروخ دعوة للالتحاق بالقصر الملكي من أجل حلق رأسه وذقنه، وحسب المصدر ذاته فإن الحلاق شعر بانفعال شديد وانتابته نوبة ارتباك قبل أن يتجاوزها بدعم من الملك، وقيل إن يدي الحلاق كانتا ترتعشان من شدة رعب البداية، لكنه «دهش لكرم الملك البالغ وسخائه، حيث قدم له قطعا ذهبية أجرة عمله، باعتبار أن هذه المرة الأولى التي يحلق فيها للملك».

هاجر شريكي بعدها إلى الولايات المتحدة لاستئناف عمله، في المجال السينمائي، بعد ثلاثة شهور سيتلقى عرضا من القصر ليكون حلاق الملك الشخصي فلبى الطلب. وحسب موقع «ماينت» فإن العلاقة مع الحسن الثاني لم تقتصر على الجانب المهني بل «تطورت شيئا فشيئا، حيث كنت ألعب الغولف مع الملك وأرافق حاشيته عند خروجه للصيد وكنت أتمتع بامتيازات عديدة».

ومن الحكايات التي ارتبطت بهذا الحلاق، أنه عند اقتراب موعد زواجه تقدم بملتمس إلى الديوان الملكي، حيث طلب باروخ أن يستخدم سيارة «المرسيدس» الملكية، لتقل العروسين إلى مكان الحفل، وافق الحسن الثاني على الملتمس، وعندما أعاد شريكي السيارة، جزاه الملك بإهدائها له، أمام استغراب العريس.

 بعد وفاة الملك الحسن الثاني سنة 1999، قرر الحلاق الهجرة إلى إسرائيل حيث استقر فيها، مع أسرته المكونة من أربعة أبناء، في شمال تل أبيب، حيث يحتفظ في بيته بصور أفراد الأسرة الملكية.

حصان عربي أصيل هدية من الحسن الثاني للممثل العالمي عمر الشريف

احترف عمر الشريف، نجم السينما العالمية، لعبة «البريدج»، بل أصبح أحد نجومها على المستوى العالمي، وعشق الفروسية واقتنى الخيول في مزرعته الخاصة في باريس، ومنحه ملك المغرب الراحل الحسن الثاني حصانا عربيا أصيلا، عندما علم أنه يعشق الخيول، التي كان يقتنيها ويعدها لسباقات السرعة.

 يعتبر النجم العربي العالمي عمر الشريف حالة خاصة سواء في مجال الفن أو في حياته الخاصة، إذ ليس هناك إنسان واحد في هذه الدنيا يتمنى أن يكون مصيره في خريف عمره مثل ما فعل عمر الشريف في نفسه.

يتحدث رمزي صوفيا الصحافي العراقي الذي عاش في المغرب عنه بالقول، إن عمر زار فندق «السعدي» بمراكش سرا ولعب القمار في بعض النوادي خفية، مع إصرار على أن يظل بعيدا عن عيون الصحافيين

   ويضيف الصحافي رمزي صوفيا: «كنا نلتقي من وقت لآخر عندما كان يزور القاهرة أو المغرب فكان يشتكي لي كثيرا من مشاكله مع صناع السينما العالمية والانضباط الذي يفرضونه عليه في حين أنه كان بوهيميا إلى أبعد الحدود، حيث كان من عشاق السهر والاستيقاظ في أواخر النهار. وكنا نجلس جميعنا أنا وهو ورشدي أباظة وأحمد رمزي، فكان كل حديثي مع عمر يرتكز على وضعه العائلي، وكنا نفترق على أمل إصلاح عمر لوضعه وترتيبه لحياته ولكن الطين لم يكن يزداد إلا بلة في حياته الاجتماعية، بالرغم من الرعاية التي كان يحظى بها من طرف الملك الحسن الثاني حين صار مضطرا لقبول أدوار ثانوية باهتة».

ما كان يشد الملك لعمر الشريف، إلمام هذا الأخير بالسياسة، بحكم «الدور التاريخي» الذي لعبه في اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، بطلب من الرئيس الراحل أنور السادات آنذاك.

ويروي عمر الشريف أحداث تلك الواقعة ويقول إنه حين كان في باريس تلقى اتصالاً من السادات يسأله فيه «لو رحت إسرائيل حيرحبوا بيا؟» ولما أجاب الشريف بعدم معرفته، طلب منه السادات أن يسأل مناحيم بيغن بنفسه، عن «طريق أصحابه اليهود الذين يعمل معهم في أمريكا».

ذهب عمر الشريف إلى السفارة الإسرائيلية في باريس، وبعد لقاء السفير طلب منه أن يوصله بالرئيس بيغن، الذي سأله «لو سافر السادات إلى إسرائيل من أجل السلام، كيف تستقبلوه هناك؟» فأجابه بيغن سنستقبله استقبال المسيح».

«الأزلية» تقرب حسن الجندي من الملك الحسن الثاني

ولد الفنان المغربي محمد حسن الجندي سنة 1938 بمدينة مراكش، وتحديدا في بيت بحي القصور، كان الحي يضم موظفي المخزن وبعض الأعيان، نشأ الفتى في بيت صوفي.

في طفولته عاش محمد حسن الجندي، أجواء روحانية، حين كان يرافق والده في ليالي صوفية، في زمن كانت الزاوية تحت رعاية الحكام وعلى رأسهم الباشا التهامي الكلاوي، الذي كان الراعي الرسمي للزوايا.

رسم الجندي بداياته الفنية انطلاقا من مسرح الهواة بمراكش، في فرقة «الوحدة» قبل أن يؤسس فرقة «الأمل» سنة 1957، وهي الفرقة التي حاول أن يجمع فيها أفضل الممثلين المراكشيين، الذين سيصبحون، لاحقا، من أعمدة المسرح والتمثيل في المغرب.

حين سافر إلى مدينة الرباط سنة 1957 للالتحاق بالإذاعة، وجد نفسه في ورطة حقيقية، إذ لم يكن له أقارب أو أفراد عائلة في العاصمة، ورغم أن محمد حسن الجندي نشأ في وسط أسري محافظ متشبع بالدين، إلا أنه عاش نبض الثورة من خلال أفكار ابن عمته عبد الله إبراهيم، الوزير الأول اليساري.

رغم دخوله العالمية عبر بوابة السينما، وكلما ذكر اسم محمد حسن الجندي، إلا وتذكر المغاربة من الجيل الماضي، «العنترية» و«الأزلية»، «أذكر أنه عندما سمع الحسن الثاني بـ «العنترية»، التي أذيعت في شهر رمضان، أوقف المهنئين، في صباح العيد، ليخاطب وزير الإعلام آنذاك أحمد السنوسي، في صيغة التعجب، بقوله: ماذا جرى لكم حتى فتحتم الأبواب أمام المواهب؟ ولم يكن الوزير يعرف عما يتكلم الراحل الحسن الثاني، ولذلك سأل مدير الإذاعة، بوبكر بنونة، في الموضوع، الذي أجابه، بقوله إنه يتكلم عن الجندي».

الملك يلقب عصفور بطائر السينما المغربية

رغم أن الممثل المخرج والمؤلف المغربي محمد عصفور، من المؤسسين الأوائل للسينما المغربية في بداية الأربعينات، إلا أن الجمهور العريض لم يكتشف هذا المبدع العصامي إلا في منتصف الثمانينات، حيث أفرد له الراحلان محمد الركاب ومصطفى المسناوي، حلقة من برنامجهما التلفزيوني «بصمات» حيث سلطا الضوء على تجربته الرائدة وعصاميته المتميزة، ما كان له وقع وتأثير على الملك الراحل الحسن الثاني الذي كافأه بعد فترة وجيزة بأن وشحه بوسام.

تقول رواية زوجته ماكدلينا بولين (فاطمة نوري)، إن عصفور ظل يقبل الوسام حين عاد إلى بيته، وكشف لها عما دار بينه وبين الملك حين لقبه هذا الأخير بطائر السينما المغربية، ومنذ ذلك التاريخ دخل اسم عصفور ضمن حوليات السينما المغربية وتنامى الاهتمام به وأطلق اسمه على أندية سينمائية، إلى أن توفي 20 دجنبر عام 2005 عن عمر يناهز الثمانين عاما في إحدى مصحات مدينة الدار البيضاء.

كانت فاطمة نوري أول امرأة حملت الكاميرا السينمائية بالمغرب، وهي من الشخصيات التي أسست للمشهد السينمائي المغربي، فهي زوجة المخرج الراحل محمد عصفور، من أصول ألمانية انخرطت معه في عشق عالم السينما.

كان محمد عصفور مخرجا عصاميا كون نفسه بنفسه عبر الاحتكاك بالسينمائيين الأجانب وتتبعه لأفلامهم، اشتغل في حرف بعيدة كل البعد عن الشاشة البيضاء إذ عمل بائعا للجرائد وميكانيكيا ونادلا في المقاهي.

في كتاب أصدره الناقد السينمائي أحمد فرتات حول حياة عصفور وأعماله، بعنوان «عشق اسمه السينما». تحدث الرجل عن شخصية عصفور «المبدع القادر على تحرير هذه البنية من الهيمنة الأجنبية، وتأسيس رؤى جديدة تتناسب والخطاب المغربي». مضيفا: «ليس بالإمكان تكريمهم بطرق أكثر تحضرا من خلال إعداد كتب توثق لتجاربهم وتتضمن صورا من أهم محطات مسيرتهم الفنية و إنجاز أفلام سينمائية وتلفزيونية وثائقية وروائية حولهم؟ ألا تغري مثلا، حياة أب السينما محمد عصفور (1927 ـ 2005 ) وإنجازاته التقنية والفنية بإنجاز فيلم حوله؟ هل تم حفظ تراثه السينمائي كله من التلف والاندثار؟» 

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .