الأستاذ عبد القادر طلحة – جريدة البديل السياسي :
حلقات من “الضفة الكافرة”
أنجزت مشاهدتين تتعلقان بالبنية الصحية في كل من فرنسا والمانيا، طبعا من خلال تقريب مدينتين طبيتين تابعتين للمستشفى الجامعي بكل من مدينة “ليل” ومدينة”اسن”.
شرح لي الأستاذ فريد الحجبي ما أصبح ألان إلزاميا بخصوص التقيد التام بإجراءات السلامة بالنسبة للمريض في اي مرحلة من مراحل العلاج، في ميدان الطب هنا في “الضفة الكافرة” استوحي هذا النظام من نظام السلامة في الطيران
الذي يذهب في اتجاه تحقيق صفر خطأ في السلامة الجوية وأيضا الاستفادة من منجزات الطب العسكري اثناء الحروب وأعطى كمثال على ذلك الاختراع الامريكي لمادة توقيف النزيف فورا بالنسبة للجنود الذين يتعرضون لجروح وهذه المادة تستعمل لتوقيف أي نزيف داخلى لاي مريض فورا وخاصة على مستوى جروح الجهاز الهضمي.
هنا العناية بالمريض العاجز عن الحركة في منزله تذهلك ولا تترك لك. اية فرصة لنعت هولاء “الكفار” بأي وصف يخرج عن اللياقة، إنهم أكثر انسانية مما نتصور وأكثر تمسكا بأداء الواجبِ.
انقل اليكم حالة والدتي، تبلغ من العمر90 سنة ومن مشاهدة مباشرة داخل المنزل هنا بالمانيا.
تعاني الوالدة من كسر على مستوى الورك، مكنتها السلطات الصحية هنا بسرير خاص يؤدي مجموعة من الوظائف اليا كما سنرى ووضعت رهن إشارتها مختص في الترويض الذي يزورها في المنزل حسب الحصص المقررة، كم هو رائع هذا الشاب الالماني وكيف يتواصل مع عجوز في 90 سنة وكيف يجعل والدتي ترتاح الثناء حصص الترويض، ثم هناك ممرضة ومستخدمة في النظام الاجتماعي، تتولى الأولى جانب الأمور الطبية من مراقبة الضغط ونسبة السكر في الدم وخفقات القلب الخ…… والثانية تتولى امر نظافة بدن الوالدة وتغيير الملابس وغيرها مع ابتسامة لاتفارقهما ودردشة معها بشكل يجعل والدتي تتقبل عملهن باستجابة اكبر.
جئت هنا إلى ألمانيا لأطمئن على حالتها ولكن مشاهدتي المباشرة ستغنيني من ألان فصاعدا عن أي سؤال، انها في أيدي ملائكة وليس بشر، طبعا الوالدة محظوظة بمحيط عائلي كبير يقوم بأدواره الإضافية الرائعة وعلى الوجه الأكمل وفي مقدمتهم اخواني وأخواتي وكافة الاحفاد من الجيل الأول إلى الجيل الرابع وكافة أفراد عائلة ال طلحة هنا بالمانيا وعددهم كبير جدا هنا في مدينة اسن.
اليكم فكرة عن السرير الطبي في هذا الشريط وصورة مع الوالدة بين أحضان العائلة
تعليقات الزوار ( 0 )