في انواع اللحى:بقلم الأستاذ عبد القادر طلحة

الأستاذ عبد القادر طلحة – جريدة البديل السياسي :

في انواع اللحى:

مادفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع التافه هو تفاهة عقل المسلمين. المنطلق كان استماعي الى فقيه مغربي يجيب على أسئلة بعض السائلين، فكان السؤال حول المدة الشرعية لإطالة شعر العانة والإبط.

فالسائل انطلق مما يملكه من معارف شرعية ترى ان الإطالة أو تربية شعر العانة لا يجب ان يتجاوز اربعين يوما ثم الاقدام على حلقه فورا. اكتشاف لم تستطعه وكالة نازا الأمريكية، والعالم سيتعلم منا كيف سنربي شعر العانة والابط ومتى يجب حلقهما.

تماما كما الاضحية لا تصح الابعد معرفة وقت الذبح بالضبط ولكم ان تعلموا ان في الميقات ضبط ومسؤولية، وعلينا ان نميز بين الوقت الاختياري والاضطراري.

اللحى عندنا في مجتمعنا الإسلامي المعاصر أصناف.

هناكٍ اللحية السنية وهي لحية بمواصفات ما اخبر به الصحابة عن لحية نبينا كيف تسدل وكيف تهذب وكيف تخضب إلى غير ذلك من الطقوس.

هي نموذج اللحية التي تتبناها المذاهب الفقهية الاربعة.

هناك اللحية الجهادية كما عند جهاديي طالبان في افغانستان او داعش وقبل ذلك عند جهاديي القاعدة. لحية كثيفة تغطي الوجه بالكامل ويظهر عليها علامة الفوضى وهي تنمو في وجوههم ويجب ان تمتد من الأوداج الى اسفل الوجه لحية مأمورة بالتشدد في تطبيق احكام الشريعة طبعا على الضعفاء وليس غيرهم. هناك لحية ماركسية اخذها مناضلو السبعينات عن ماركس وهي الى حد ما مهذبة ولكن تسدل مع لباس عصري ك”دجين” الامريكي

وليس العباءة والسروال “القندريسي” اذ لا يناسب بعضهما البعض.ويعنى بأطرافها عند الحلاق حتى تناسب الوجه واللباس وحلاقة الرأس.

هناك اللحية الإسلامية المغربية المهذبة على مذهب الإمام مالك كما تلك التي عند السيد “بنكيران” رئيس حزب العدالة والتنمية اذ الشعر لايخفي لحم “الحنكين” هي لحية “زاز وايمان” تبارك الله او كتلك التي عند استأذنا الشيوعي “إسماعيل العلوي” لحية مغربية تناسب “البذلة العصرية” ولا تصنف صاحبها في خانة “السلفية”

الحمد لله اللحى أصناف ولاعلاقة لها بالإيمان والإسلام ولكن تستعمل في اغراض مختلفة وهذه الاغراض لا يعرفها الا صاحبها ونحن تتصادف مع بعضها خاصة في الميدان التجاري حين ياتيك صاحب لحية” سيس دوس” وهو يبيع لك سلعة بضعف ثمنها،ولايترك لك المجال في ان تتحدث عن الثمن لانه يضيف الى لحيته المؤثرة بهارا من بهارات الخداع وهو “اليمين او القسم”

عندكوم تيقوا في اصحاب اللحى ففيهم الكراب واللص والزاني والنمام وقاطع صلة الرحم والفاجر والفاسق وما شئت. وحتى في السياسة هي وسيلة للمكر والخداع وقد مر بلدنا بهذه التجربة.

الحمد الله اني بدون لحية وهي الفطرة الطبيعية ونعم الفطرة.

ذكروني ان كان ولد شخص ما بلحية

وليس ذلك في علمي.