الرئيسية كتاب وآراء “بعد اللتيا والتي “، واللواتي ولكن ؛ إلى أين ..؟؟ مـــن أوراق قديمة مهــمـــلة..بقلم ذ.محمادي راسي

“بعد اللتيا والتي “، واللواتي ولكن ؛ إلى أين ..؟؟ مـــن أوراق قديمة مهــمـــلة..بقلم ذ.محمادي راسي

كتبه كتب في 23 مايو 2022 - 12:08 ص

بقلم ذ.محمادي راسي

مـــن أوراق قديمة مهــمـــلة

/ =================/

“بعد اللتيا والتي “، واللواتي ولكن ؛ إلى أين ..؟؟

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

أوجل وأخجل من تسميتها ونعتها لأنها لا تقوم بدورها المنوط بها واختصاصاتها المسندة إليها ، ولا تقوم بوظيفتها الإنسانية والأدبية والاجتماعية ، كما كان سابقا ،تحمل علامات استفهامية ، تثير تساؤلات كثيرة ، وتبعث على الشك في ما يجري بعقرها ومحيطها وجوانبها ، كلما حل الليل البهيم ،أهي علب ليلية للرقص والشيشة ولعب القمار ولعبة الروليت ؟ ، أهي مواعيد للسمر والسهر والتسمّر والدردشة ؟،أهي أماكن للبيع والشراء ؟،أهي قاعات للسمسرة والبيع بالمزاد العلني ؟، أهي حانات و مواخير …؟لا أدري ولست أدري من المانح بالترخيص لمثل هذه التجارة …؟والمسؤولية تتحملها السلطات المحلية وأهل الشأن المحلي …؟؟.

لا أدري لا أعرف /لا أفهم / لا أفقه شيئا / ولا أعي وعاء هذا الفضاء المفعم بالفوضى والوعى ، كأننا في الوغى ، والمفارقات والتناقضات في المعاملات الخسيسة والسلوكات الموعثة والتدبير الفاشل، تغر صدورنا وغرا، وتقرح قلوبنا حزنا، وتقزح حيازيمنا قلقا،وإن نهجنا شد الحيازيم صبرا وتجاهلا ،وتبعث على اشمئزاز نفوسنا من الأزبال التي تزكم أنوفنا ،وعيوننا تقذف القذى ، وما علق بها من غمص ورمص، من كثرة رؤية المناظر المخزية ، والإغضاء عن الأمور وعلى القذى، لا نستطيع البوح لدحض الذي يتنافى ووضعيتنا وواقعنا،ويهلك مدينتنا اجتماعيا وصحيا واقتصاديا وتربويا وثقافيا ورياضيا وسياسيا…

كما أنني لا أفهم وضعية الحديقة ــ الخم ــ التي لم تصل إلى مستوى الوديفة ، لأنها لا تتوفر على أدنى شرط من شروط مواصفات الحديقة ،هل هي حديقة عامة ، أم حديقة نباتية ،أم حديقة صخرية مخصصة لزراعة النباتات المكيفة ، أم حديقة أطفال للحضانة ، أم حديقة للحيوان ،أم هي حديقة خاصة بفلان وعلان وفكلان وجدعان وزعنان ؟ ،هل هي مراغة أم مزبلة ..؟ هل هي سوق ومحطة لحط البضائع والسلع ،؟ هل هي مطاعم متنقلة تقام فوق أرضها ؟

هل بعض من أراضيها ملحقات لبعض المقاهي ؟ ،هل هي ملعب لكرة القدم ؟ ،هل هي حظيرة للماشية والدواب ،ومحرد ودجرانة للكلاب ، وإصطبل للحمير والبغال، و مطرح للنفايات والأزبال ؟، هل هي فندق للمتسكعين ؟ ،هل هي مارستان للمجانين ؟

هل هي مراحيض في الهواء الطلق …..وهل وهل ؛إلى أن أصبحنا نردد ونكرر، بل ؛ نهلهل من كثرة ترديد حرف هل، المختص بالاستفهام عن النسبة الإيجابية ، ونهلهل في الأمور بالتأني والانتظار والتمني …؟ ما زلنا ننتظر السياج الموعود به قبل …..

ما زلنا ننتظر غرس الأشجار والفسائل وإنشاء الفساقيّ ، وحفر آبار جديدة ، ما زلنا ننتظر حدائق الأندلس أو حدائق بابل المعلقة ..ااا،”ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل “، ما زلنا ننتظر الذي يأتي ولا يأتي ،إنها مدينة الانتظار والتسويف والتماطل والعجز، ولا ندري إلى أين نسير ونتجه من جم التوقف والوقوف والعجز والانتظار والتسويف ، وكل يوم ومناسبة وموسم يجيئون بالحظر الرطب ،بعد تقديم الخبرة الدسمة ،والخبزة المريئة ، و”البسطيلة” المحشوة بالفواكه البحرية ، والشوارما حميدة المغبة ، والبسطرما مع البطاطيس اللذيذة ، و”الضلعة ” الهنيئة ، “والهركمة ” مع الحمص الشهية التي تزيد في المحبة والألفة ، لأنها قليلة الكلفة ، والثريدة الضخمة ، والغنيمة الباردة …لو يقدم ما تقدم سرده وتعداده لأهل الخلة المخلين ، بدون مقابل ولا هدف ولا جزاء ولا شكور، لكان أجدى وأفضل ..، لا أدري لماذا حرمت بعض أجزاء الحديقة من التشجير والغرس والصيانة ..؟؟

هل من باب السهو والنسيان ،أم من باب العمد والانتقام و قتل الطبيعة وتلويث البيئة ، ومسخ جمالية المدينة .؟؟؟.

إن ما آلت إليه هذه المدينة ” بعد اللتيا والتي ” وأضيف ؛اللائي أو اللواتي والذين ثم أولي وذي وذوي وأهل، راجع إلى عهد ظهور الجماعة القروية في القرن الماضي ، جماعة بل ، مدرسة تعتمد في تسيير أمورها بالعفوية والأنانية والمحسوبية والزبونية والميز والتمييز والقمع والحقد ، وما زال هناك البعض الذين يتأثرون بالمدرسة المذكورة ، ــــ ما زالوا على مزنهم ـــ ينهجون نهجها، ويتأثرون بها كالمدارس الأدبية والفنية والتيارات الفكرية والفلسفية ، لغياب ثقافة التربية الجمالية والبدنية ، وثقافة التمدن والتحضر، والثقافة العامة والمختصة والشعبية ، والتجربة التي هي أم العلوم ، وليس ما هو مسطر في المتون .

أفضل أن يعين رئيس المجلس من طرف الإدارة المركزية لمحاسبة أعماله بالزيارات للتفتيش والتقييم والتقويم والمحاسبة والمعاقبة ، فإن فشل في مهامه يعزل في الحين ، دون أن ننتظر ست سنوات بين التسويف والتماطل والتحايل ، بل انتظرنا أزيد من خمسين سنة ، والمدينة لا تعرف تحسنا في جميع المادين :الرياضية / الثقافية / السياسية / الصحية / السياحية /الاجتماعية ….

لاحظنا خلال الأيام السالفة القيام بحملات تنظيفية ؛ تنظيف الحديقة والشوارع وغيرها، إن ثقافة الحملات قد تفيد في يوم أو أسبوع أو شهر ، ولكن ؛ لا تفيد خلال السنوات ، هذا حل فاشل ،وتدبير عابر كعابر سبيل ، لذا يجب الاستمرار والمداومة يوميا ليل نهار، وعلى أهل الشأن المحلي القيام بتغريم كل مواطن يساهم في تلويث هذه المدينة بما فيها شوارعها حدائقها أحياؤها بيئتها وما يحيط بها ، وتوظيف عمال لهم دراية بالغرس والتشجير للاهتمام بالحديقة يوميا بالسقي والتهذيب والتشذيب ، حتى الطيور الأوابد والقواطع، والمجدوفة الأجنحة ،هجرت وملت هذه الحديقة القاحلة الماحلة، أحست بمستواها الرديء، وأرضها الفدفد الجدباء، وانعدام سلوك الإنسان من الحنان والرأفة والرفق بالحيوان .

لإنقاذ هذه المدينة؛ لابد من ترسيخ ثقافة المواطنة وحب الوطن والمساواة ،وعلى الأحزاب أن تكون مدارس للتعبئة والتأطير ،لتحقيق الديمقراطية ونشر الوعي، وإشراك الشباب في الممارسة السياسية والانخراط في الأحزاب ، للابتعاد عن النعرات الفردية ، والحزازات النفسية ،والصراعات القبلية ، لذا يلزم التسلح بالقوانين المتعلقة بالتسيير والتنظيم والانضباط ،ورفض سلوك الترحال ، ومحاربة كل سلوك لا يخدم الساكنة والمدينة والوطن ، الكثير يترشح ولا يفقه شيئا في السياسة ،ـــ غرضه هو أن تظهر صورته في لائحة الترشيح فقط ـــ ولا يعرف شيئا عن مدينته ، نظرا لغيابه العقلي والجسمي ، وابتعاده عن واقعه ، وإقباله على تناول السموم الفتاكة التي نشير إليها دوما في مقالاتنا و من نتائجها ؛ مستشفى المجانين /السجن /القتل /”التشرميل” / الأمراض العقلية والجسمية والنفسية / الموت بسبب السموم ، كما قرأنا في الأيام الماضية وفاة ثلاثة شبان بسبب تعاطي السموم، مما دفع بساكنة فرخانة إلى الاحتجاج ، ليس من المعقول أن يبيع الإنسان لأخيه الإنسان ما يقتله ، لغياب الوعي وحضور الربح والتهور ، ثم الإقدام على الفساد والفسق والفجور، في الوقت الذي نحن ـــ اليوم ومستقبلا ودائما ــــ في أمس الحاجة إلى محاربة الجهل والفقر والأمراض والحروب والفساد بأنواعه وأشكاله ، وإلى القيام بمساعدة الفقراء والمعوزين للرفع من قيمة المدينة .

وختاما؛ جميع المسؤولين والمنتخبين والجمعيات والأمهات والآباء وأولياء الأمور ، والمدارس ، والمؤسسات ، والسلطات المحلية ،ونحن جميع المواطنين ….نتحمل مسؤولية ما آلت إليه هذه المدينة من سيبة وفوضى و”تشرميل” وقتل وانحلال خلقي ، لغياب أنشطة ثقافية ورياضية وفنية ودينية وتربوية ، وغياب دار للشباب ،ومكتبة وملعب ومسرح ، ومركب ثقافي ورياضي ، لتجزية الوقت الثالث أو وقت الفراغ ، ليحقق شباب بني انصار ذاته وينمي مواهبه ، ويهذب شخصيته بالتنافس الشريف ، والتعبير عما يجيش في صدره بواسطة القلم كتابة، أو بالريشة رسما، أو بالتعبير الشفوي والجسدي مسرحا وغناء وحركة ورياضة ،لا بالإقبال على المخدرات بسبب الفراغ القاتل الممل، فلا بد من إيجاد الحلول لهذه المشاكل التي هي بنيوية معقدة متوارثة ،بسبب الإهمال والإغفال وغض الطرف، وليست الحكمة في الجلوس على الكراسي .

يلزم أن نعرف أين نسير وإلى أين نتجه ؟ ؟، لأن بعض السلوكات والمشاهد واللقطات لا تبشر بالخير، فالتخريب حاضر ومستمر، لأفول المراقبة والزجر والتغريم ، وهذا يدل على الفشل ، وعدم التحكم في زمام الأمور، لذلك اندثرت جمالية الحدائق والفضاءات والشوارع والواجهات ، وجمالية المشهد الحضاري والحضري للمدينة ، إننا نريد الجديد والحديث في التدبير والتسيير والضبط والتحكم في الأمور، كما أننا نريد أن يتحرر الملك العمومي ، لدحر الاكتظاظ والازدحام والتشويه ، ثم يلزم القيام المستمر بتنظيف الشوارع والأحياء من الأزبال والأدران ، لنصل إلى مستوى المدن المتمدنة المتحضرة المتخلقة بأخلاق التمدن والتحضر، والمتشبثة بروح التربية على المواطنة والمدنية ، وحب المدينة والوطن ، فحب الوطن من الإيمان كما قيل ويقال ، وقولة يحفظها جميع التلاميذ ويرددها الأطفال.

 

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .