الرئيسية أخـبار تقنية إقلاع كبسولة بوينغ باتجاه محطة الفضاء الدولية في رحلة تجريبية غير مأهولة بعد سنوات من الانتظار

إقلاع كبسولة بوينغ باتجاه محطة الفضاء الدولية في رحلة تجريبية غير مأهولة بعد سنوات من الانتظار

كتبه كتب في 20 مايو 2022 - 4:50 م

جريدة البديل السياسي – و م ع

 انطلقت كبسولة بوينغ الفضائية “ستارلاينر” مساء الخميس من فلوريدا في رحلة تجريبية غير مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية، وتطمح الشركة إلى أن تصبح بعد سنوات من التأخير والإخفاقات المتتالية الجهة الثانية بعد “سبايس إكس” التي ستتولى مستقبلاً نقل رواد وكالة الفضاء الأميركية (ناسا).
وتم إطلاق “ستارلاينر” من كاب كانافيرال في الساعة 18,54 بالتوقيت المحلي (22,45 ت غ) بواسطة صاروخ “أطلس 5” الذي تولى تصنيعه “يونايتد لونش آلاينس” United Launch Alliance . ومن المتوقع أن تلتحم بمحطة الفضاء بعد نحو 24 ساعة على الأكثر.
ووُضِعَت الكبسولة على المسار الصحيح، لكن اثنين من محرّكات الدفع الاثني عشر المستخدمة لم يعملا، على ما أوضح مسؤولو ناسا في مؤتمر صحافي. واستبعد هؤلاء أن من تؤثر هذه المشكلة على الرحلة.
وأكد المسؤول عن برنامج الرحلات الفضائية المأهولة في بوينغ مارك نابي أن الفرق المختصة “تعمل على فهم سبب هذه العيوب”. وطمأن إلى أن “المركبة آمنة” وأنها “في طريقها إلى محطة الفضاء الدولية”.
ويُجرى هذا الاختبار من دون ركاب في الكبسولة، ويهدف إلى إثبات كونها آمنة لنقل الطواقم البشرية، بعدما سبق أن أجريت تجربة مماثلة عام 2019 لكنها باءت بالفشل، واضطرت الكبسولة يومها للعودة إلى الأرض قبل الموعد المحدد قبل بلوغها محطة الفضاء الدولية.
في غضون ذلك، تمكنت شركة “سبايس إكس” الحديثة العهد مقارنة ببوينغ في قطاع الصناعات الفضائية، من إجراء اختبارات مركبتها بنجاح وبدأت تالياً في نقل رواد الفضاء التابعين لناسا في رحلات منتظمة.
وحملت شركة الملياردير إيلون ماسك حتى الآن 18 رائد فضاء في كبسولتها “كرو دراغون” بالإضافة إلى أربعة سياح فضائيين من غير الرواد.
إلا أن ناسا ترغب في تنويع خياراتها تفادياً لاحتمال عدم توافر وسيلة نقل أميركية لروادها، كما حصل بعد وقف العمل بالمكوكات الفضائية عام 2011. وقبل بدء “سبايس إكس” رحلاتها، كانت الوكالة الأميركية ترسل روادها في صواريخ “سويوز” الروسية في مقابل بدل مالي.
ووقعت الوكالة عقداً بسعر ثابت مع كلّ من “سبايس إكس” و”بوينغ”.
ولم تحمل “ستارلاينر” الخميس أي ركاب باستثناء دمية سُميت روزي وضعت في مقعد القائد. وهي مجهزة بنحو 15 جهار استشعار تهدف إلى جمع المعلومات عن تحركات المركبة.
وتنقل “ستارلاينر” كذلك إلى محطة الفضاء الدولية نحو 230 كيلوغراماً من الإمدادات لحساب ناسا، من بينها مواد غذائية.
ويتابع الرواد الموجودون في محطة الفضاء الدولية قرابة الساعة23,00 بتوقيت غرينيتش الجمعة اقتراب الكبسولة من المحطة، وسيجعلونها أولاً تتوقف على بعد نحو 250 متراً قبل البدء بعملية الالتحام الدقيقة. ولن تُفتح فتحة الكبسولة إلا في اليوم التالي، أي السبت.
ويُتوقع أن تبقى “ستارلاينر” ملتحمة بمحطة الفضاء الدولية نحو خمسة أيام، قبل أن تعود إلى الأرض، على أن تهبط في قاعدة “وايت ساندس” في صحراء ولاية نيو مكسيكو الأميركية.
وحفلت مسيرة “ستارلاينر” الطويلة بالكثير من المطبات والنكسات.
ففي العام 2019 ، تعذر وضع الكبسولة في المدار الصحيح بسبب مشكلة في الساعة، فاضطرت للعودة إلى الأرض بعد يومين. ثم تبيّن لشركة بوينغ أن مشكلات برمجية أخرى كان يمكن أن تتسبب بخلل خطير في الرحلة.
وزوّدت ناسا الشركة بسلسلة طويلة من التوصيات والتعديلات المطلوبة.
وفي العام 2021، وُضع الصاروخ على منصة الإطلاق لإجراء محاولة جديدة، لكنّ مشكلة رطوبة أدت إلى تفاعل كيميائي حال دون فتح بعض الصمامات في الكبسولة، مما أوجب إعادتها إلى المصنع لإجراء التصليحات اللازمة لمدة عشرة أشهر.
وحُلّت المشكلة بالفعل بإغلاق الصمامات الجديدة بإحكام منعاً لتسرّب الرطوبة، على ما شرح مارك نابي من بوينغ، لكنّ الشركة تدرس اعتماد حلول أخرى طويلة المدى مستقبلاً، من بينها تصميم معدّل.
وتعتزم “بوينغ” إطلاق أول رحلة مأهولة لها في نهاية السنة الجارية، وهنا تكمن أهمية هذه الرحلة التجريبية الثانية إذ ستتيح للشركة الحصول بعد طول انتظار على موافقة وكالة ناسا.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .