الرئيسية كتاب وآراء قصة قصيرة: السفينة الضائعة بقلم: خالد بوزيان موساوي

قصة قصيرة: السفينة الضائعة بقلم: خالد بوزيان موساوي

كتبه كتب في 15 مايو 2022 - 1:53 ص

جريدة البديل السياسي :

قصة قصيرة: السفينة الضائعة

بقلم: خالد بوزيان موساوي

أخبروه انه بإمكانه رؤية الشمس… قبو المركب سعير ظرفي لكل من اختار هذا العبور بعيدا عن أنظار شرطة المرسى.

سارع الخطى تجاه مقدمة السفينة… فتح ذراعيه كما قوس نبال…

سمع ضحكة أنثى ساخرة، قالت:

– هل أنضم إليك؟!!!… كم سيعجبني تقليد ذاك المشهد الحالم في فيلم “تايتانيك”:….

سألها:

– هل أعلموك بطبيعة الضفة الاخرى؟…. ما اسمها؟…

أجابت:

– لا… ولم أسأل… هل تعرفها انت؟… ما عاد يهمني … حيث رست المركب… ارسو… بعيدا عن أرض لست املك فيها حتى قبري…

سالها:

– أأنت مهاجرة؟!!!

أجابت:

– يل ابحث عن وطن… فالربوع التي شهدت اليوم فراري نكرت وجودي ورمتني على ارصفة المهملات…. وانت؟

كانت المركب تائهة… لا شراع ولا قبطان…. يهدهدها الموج كما أرجوحة، ويعانقها عشقا كما في رقصة “تانغو”… وتشهق، تحتضر، تتدحرج… تصرخ وزفير الرياح كما في “أفلام الرعب”….

أجابها وهو يلتقط أنفاسه بعد النجاة من غرق اكيد:

– ذات زمن كان الفرد منا يهاجر بحثا عن منفى اختياري…

او قسري… مؤقت أو أبدي… واليوم ابحر بحثا عن “إعادة اعتبار”…

 

سألت:

– أترافقني؟

سأل:

– اترافقينني؟

سمعتهما المركب… ضحكت…. صرخت… غنت… رقصت… وقالت:

– أنتما… وكم غيركما… برفقتي… وانا أراوغ رياحا ماكرة حاقدة غدارة لا ترحمني…. والضفاف المثلى بعد لا تعرفني …

تعانقا وقررا ان لا يغادرا المركب ابدا …

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .