الرئيسية نقطة نظام لماذا كل هذا العداء للأمازيغية… نقطة نظام يكتبها محمد أعبوز

لماذا كل هذا العداء للأمازيغية… نقطة نظام يكتبها محمد أعبوز

كتبه كتب في 7 ديسمبر 2021 - 9:10 م

جريدة البديل السياسي : نقطة نظام يكتبها محمد أعبوز 

كجميع شعوب العالم, للأمازيغية ولغة وكتابة وثقافة قائمة بذاتها عرفت وانتشرت منذ عهد قديم, وأمد بعيد في بلاد تامزغا التي ظهرت على أرضها حضارات أمازيغية متعاقبة.

لقد كان الأمازيغ أحرارا, لا يقبلون الذل والهوان وكانوا السابقين دائما إلى مقاومة الظلم والإستعمار يدل على ذلك ثوراتهم ضد الأمم المستعمرة عبر التاريخ ابتداءا من مقاوماتهم للرومان والوندال وغيرهم وانتهاء بثورة محمد أمزيان وعبد الكريم الخطابي ضد المستعمر الإسباني.

وعلى غرار ذلك كان للأمازيغ أيضا فضل في رفع راية الإسلام ونشره في شمال افريقيا و أوربا, لقد عبروا به البحر بقيادة الأمازيغي طارق بن زياد, كل ذلك قوبل الأن بالإقصاء والتهميش ومحاولة إقبار لغتهم وثقافتهم وطمس هويتهم بإسم الوحدة والدين والعقيدة, كما خطط لذلك رواد الحركة الوطنية بالمغرب, متى كان الإسلام دين قومية معينة أو عنصر ولغة معينة, بل كان دوما عقيدة عالمية لا يمكن بالجملة حصرها في لغة واحدة هي العربية, عكس ما يذهب إليه البعض من ربط بين اللغة العربية والقران خدمة للمخططات العروبية والتعريب, وإضفاء القداسة على كل شيء غير مقدس بإضافته إلى المقدس أي إضفاء القداسة على اللغة العربية بربطها بكلام الله المقدس, فما قولهم بالنسبة لكتب وروايات الحب والغرام المكتوبة بالعربية هل هي مقدسة أيضا.

وما رأي هؤلاء في إسلام إيران زأندونيسيا وماليزيا رغم كونهم لا يتحدثون العربية, ويتمسكون بلغتهم وثقافتهم أو ليسوا مسلمين أيضا؟ بل لقد حسن إسلامهم. إن هؤلاء العروبيين والإسلاميين أن يغيروا من طريقة تفكيرهم وأن يتعاملوا مع الأمازيغية دون تعصب أو عنصرية بل بتفكير عميق ودون مركب نقص, ليستنتجوا أحقية الأمازيغ في ممارسة حقوقهم اللغوية والثقافية التي أقرها الله تعالى في قوله: (ومن آياته اختلاف ألوانكم وألسنتكم) وقوله أيضا: ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا).

أيرضيهم أن يتوه الأمازيغي في وطنه ولا يجد أثر للغته في مدرسته ولا في إدارته ولا في إذاعته وتلفزته, أي منكر هذا ؟

ومما يغيض النفس ويدمي القلب أن بعض الأحزاب والجرائد الإسلامية كانت تطبل للأمازيغية قبل الإنتخابات وتخصص الندوات والصفحات لذلك, لنجدها مؤخرا تنقلب على أعقابها وتشن هجوما شرسا على الأمازبغية بدعوى ضرورة تدريس الأمازيغية بالخط العربي عوض اللاتيني الذي هو حرف الأعداء والكفار في نظرهم.

ما رأيهم في الفرنسية التي اكتسحت الحياة المغربية في المدارس والإعلام والإدارة والشوارع أيضا لماذا لم يقولوا شيئا بهذا الصدد, إن الحرف لم بكن في وقت ما عائقا أو مشكلة, إنما الأهم أيضا لماذا يقولو شيئا بهذا الصدد, إن الحرف لم يكن في وقت ما عائقا أو مشكلة, إنما الأهم هو اختيار الحرف المناسب في زمن يتسم بالسرعة والعولمة والتكنولوجيا والذي يمكن أن يساهم في تطوير اللغة ومنحها القدرة على المنافسة والبقاء.

أما إدعائهم بأن الحرف اللاتيني هو لغة الكفار, فنذكرهم بأن الحرف العربي ظهر قبل الإسلام وكان لغة كفار قريش, أم أنه يجب اختراع حرف إسلامي جديد.

ونظن أنه يكفي على الحرف العربي ما يعانيه من تقهقر وجمود بسبب أهله ليكون بدوره وعاء للأمازيغية, ونقول لهؤلاء يكفي ظلم للأمازيغية والأمازيغ.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .