الرئيسية أخبار في صور الناظور…حفل بمدرسة كم. ببوقانا و رفع اللواء الأخضر الدولي +صور

الناظور…حفل بمدرسة كم. ببوقانا و رفع اللواء الأخضر الدولي +صور

كتبه كتب في 15 نوفمبر 2021 - 1:36 ص

بقلم ذ.محمادي راسي

التاريخ ؛ الخميس 11/ نوفمبر 2021م

الزمن  ؛ الثالثة بعد الزوال

المكان؛ مدرسة كم. بوقانا

تـــوطـــئـــــة

=========

لبيت الدعوة التي وجهتها لي  السيدة مديرة مدرسة كم. نادية بوهارو ، وتلبية الدعوة  واجبة ومن الأخلاق والصداقة  من جهة .ومن جهة أخرى  عامل القرابة والعائلة والعمومة  ،ترجلت  نحو المدرسة وهي قريبة منى على مرمى حجر ، ودائما أرى التلاميذ  كل يوم من أيام الدراسة ،يتوجهون إلى المدرسة بنشاط وحماس ، وهذا الذهاب يذكرني حينما كنت أذهب دائما إلى الثانوية لمزاولة العمل ،  والجميل أيضا أن الأمهات والآباء  يصطحبون أبناءهم إلى المدرسة دليل على الاهتمام بهم وبمستقبلهم ، بالإضافة إلى سيارة النقل المدرسي التي تنقل التلاميذ من بني انصار إلى بوقانا ،ومن بوقانا إلى بني انصار ، مجهود جبار من أجل محاربة الهدر المدرسي ، واتجاه التلاميذ يوميا إلى المدرسة  يشكل لوحة طبيعية  بدون رسام ،فيها حركية ونشاط وفي ثياب نقية ، كنشاط وحركية طيور النحام  المختلفة الألوان في البحيرة الصغيرة .

كانت السيدة المديرة واقفة بالباب الرئيسي، وهي  تستقبل الضيوف استقبالا حارا، ببشاشة وبساطة وتواضع  ، ولما وطئت قدماي باحة المؤسسة ،لاحظت تحسينات جديدة ،ورأيت أشجارا نمت فأصبحت باسقة ،وورودا وأعشابا مختلفة يانعة ، وشت  المؤسسة فشكلت لوحة مزركشة منمقة منمنمة ، وهي في حديقة بجوار مدخل المؤسسة والتي بدورها أي الحديقة اتسعت وازدادت  مساحتها بعد أن كانت في طور النشوء والارتقاء ، وهي اليوم بمثابة واسطة العقد بالنسبة للمؤسسة ، وعاينت رسوما ومجسمات مختلفة الأشكال والأحجام والألوان ،تعكس مجهودات التلاميذ في ميدان الأعمال اليدوية بإشراف السادة الأساتذة ، أثناء القيام بالأنشطة الموازية التربوية .

كانت الأشجار تتمايل وتميس، كأنها تأثرت بوقع الوصلات الموسيقية المنبعثة من الأبواق ، فازدادت المؤسسة جمالا ، وما زاد ويزيد في جمالها يوميا موقعها بين البحرين ؛ 1ــ البحيرة الصغيرة الهادئة الملهمة التي تساعد على النظم والإبداع ولابتكار ،وتعتبر من أكبر بحيرات الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط ،تم تصنيفها نظرا لخصائصها التي تمتاز بها عن غيرها كموقع بيولوجي وإيكولوجي ، وتم أيضا تصنيفها ضمن المناطق الرطبة حسب اتفاقية رامسار منذ 2005م ،وتعتبر ثاني أكبر البحيرات في شمال إفريقيا ،  2ـــ  البحر الأبيض المتوسط ذو الصوت الموسيقي السرمدي ، بين الصخب والفتور،وأحيانا يهيج ويفيض ،كما فاض في مساء سادس نوفمبر من هذا الشهر، ونحن في فصل الخريف ، بسبب عاصفة “بلاس” التي مرت بسرعة ، وقد اخترق الحواجز الرملية ، ولولا الجسور الصغيرة التي أنشأتها وكالة مارتشيك في الطريق   الجديد ،لاستوت مياه البحر مع مياه البحيرة ، ولعادت المياه إلى سيرتها الأولى ، ونرجو من الله أن يحفظنا ووطننا من كل شر ومكروه ،ويحفظ أيضا بوقانا هذه الجزيرة التي يحبها الكل في فصل الصيف ،والشاطئ الرملي الجميل المتنفس الوحيد لأهل بني انصار.

على أسكـوفة الحفــــل

أقيمت مظلة كبيرة في الباحة الشاسعة التابعة للمؤسسة للاستظلال ،لأن الشمس كانت حارة ، وكانت  الساحة حافلة بأمهات وآباء التلاميذ والضيوف المدعوين الوافدين من بني انصار ومن جهات أخرى ، والممثلين  لمختلف المصالح التربوية  والمؤسسات الأخرى ،وبعض مدراء المؤسسات  التعليمية ببني انصار ، قبل بدء الحفل قدم التمر والحليب للضيوف ،سلوك ثقافي  حضاري ، وعادة  حسنة مستحسنة  ترمز إلى حسن الاستقبال والتقدير والضيافة الجميلة الكريمة  ، وبعد ذلك تناولت السيدة مديرة  المؤسسة كلمة قيمة  ترحيبية ، شكرت فيها الحاضرين والأطر التربوية مشيدة بنشاط المؤسسة في الدراسة والتحصيل والأنشطة الموازية ، وحصولها على اللواء الأخضر الدولي  كباقي المدارس الإيكولوجية .

افتتح  الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم ، من تلاوة التلميذة الصغيرة ؛خديجة أحكان ذات صوت جميل جهوريّ ،ونتمنى لها النجاح  في حياتها الدراسية ، والوصول إلى المراتب العالية في تجويد القرآن مستقبلا  ، أما برنامج الحفل ،فكان مسيرا من طرف الطفلة الصغيرة أيضا؛ حفصة قيشوح ، بتوجيه وإشراف من الطاقم الإداري والتربوي ،كانت شجاعة في صوتها ووقفتها وثبوتها ،واثقة من نفسها وهي أمام الجمهور، كخطيب مفوّه  ، وهذا ما نريده لتلامذتنا، ولا يتحقق هذا إلا بإدخال المسرح كمادة تدرس في المدارس إلى جانب مادة الموسيقى ،وقد قال فريدريك نيتشه ؛”الحياة بدون موسيقى ستكون غلطة ” ، وقال الإمام الغزالي أو الغزّالي الملقب بحجة الإسلام وهو إمام المتكلمين ؛” من لم يحركه الربيع وأزهاره والعود وأوتاره فهو فاسد المزاج ليس له علاج ” 275/2  ،   وبعد النشيد الوطني ، أدت براعيم المؤسسة أغنيات جماعية تعبيرية باللغة العربية والأمازيغية والإسبانية  مصحوبة بالموسيقى ،رسمت تلك البراعيم إن لم أقل الكتاكيت  لوحة جميلة مزركشة  متحركة ،فوق أرضية مدخل المدرسة  التي كانت عبارة عن منصة طبيعية عالية شيئا ما عن الساحة ،كل الأغاني والأناشيد كانت  تصب في قضايا وطنية ؛حول الصحراء والمسيرة الخضراء  والاستقلال والاهتمام بالبيئة واحترامها ، دون أن ننسى المسرحية القصيرة جدا، تدور  حول محاكمة “الإنسان المسرف” ، من أداء أيضا تلميذات صغيرات ،وهي مسرحية هادفة تربوية ، تعبر عن الواقع وعن  معاملاتنا السلبية  التي لا ننتبه إليها من حيث الإسراف في كل شيء ،فالاقتصاد نصف المعيشة ،وهو صفة محمودة ، ويلزم الاعتدال  في المشي والجلوس والكلام واللباس ، وخير الأمور الوسط ،أو أواسطها ،وقيل خير الأمور الوسط    // وحب التناهي شطط  ، أما البخل فهو صفة مشينة ، وكان الحفل منظما متزنا ،بين آونة وأخرى  تتخلل البرنامج وصلات موسيقية كلاسيكية تهز مشاعر الحاضرين ،وقد وصل صدى الحفل وأصوات التلاميذ المشاركين إلى منازل أحياء بوقانا ، بل أوقفت الساكنين ،والمارين الراكبين والراجلين المتجهين إلى ترعة بوقانا …  وأثناء الحفل حضرت السيدة المديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالناظور والوفد المرافق لها ،فاستقبلت   والوفد   بترحاب كبير وبالنشيد الوطني ، ثم بعد ذلك  ألقت كلمة قيمة وجيزة مع مراعاة المقام ،ولكل مقام مقال ، شكرت فيها  مجهودات الطاقم الإداري والتربوي ، ودعت بالنجاح  للتلاميذ في دراستهم  ،وحثتهم على  المزيد من الاجتهاد والفوز بالجوائز الأخرى مستقبلا ، وختمت كلمتها  بالعودة مرة أخرى لزيارة المؤسسة بحول الله .

بعد مراسيم رفع اللواء الأخضر الدولي تحت إشراف السيدة المديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالناظور، وبحضور الوفد المرافق لها، وحضور السادة مديري المدارس؛ مدرسة الأذكياء، ومدرسة كم. وهدانة ،ومدرسة كم .أولاد العربي وغيرهم من الأطر والحاضرين  ،والصحفيين الشباب من أجل البيئة  ، قدمت السيدة المديرة الإقليمية  لوزارة التربية الوطنية الجوائز للمستحقين .

بعد توزيع الجوائز دعت السيدة مديرة مدرسة كم. بوقانا  الجميع إلى تناول الشاي  وأكل الحلويات، وكان ذلك ختام الحفل الذي مر في جو من الفرح والبهجة ، والأجمل كان مشاركة التلاميذ والتلميذات البراعيم  ،وجلهم صغار وكلهم براءة وحماسة .

خــــاتمـــــة ؛

استنتاجات وارتسامات وانطباعات .

1  ـــ يلزم الاهتمام بالتلاميذ وتوجيههم توجيها حسنا، لأنهم ينفتحون عن العالم الخارجي وهو المجتمع، والمدرسة بدورها  مجتمع صغير ،فبعض من  الشباب  يقبلون على تناول  السموم الفتاكة التي تفضي بهم إلى المستشفى والسجن .

2ـــ الإكثار من الأنشطة الموازية التربوية لتنمية المواهب وصقلها .

3ــــ المسرح يجب أن يدرس في المدارس لتكوين التلميذ من الناحية الشخصية والثقافية، وليكتسب الشجاعة الأدبية وهو فوق المنصة ،ثم طلاقة اللسان أثناء  الارتجال ، و لا بد من الإكثار من المطالعة فالقراءة  ثم القراءة  .ااا

4ــ ساحة المؤسسة شاسعة يلزم إنشاء ملاعب صغيرة في كرة القدم أو كرة السلة أو الكرة الطائرة .

5ــ يلزم ألا نحرم المؤسسة من الماء ،ومن بين شعارات جميع المؤسسات ؛”النظافة من الإيمان والوسخ من الشيطان”، والآية القرآنية ؛ “وجعلنا من الماء كل شيء حي “، وغيرها من الشعارات التربوية  التي تدعو إلى العلم والمعرفة والأخلاق والإيمان والمعاملة الحسنة والسلوك الحسن .

6ــ أوجه الشكر إلى جميع العاملين بالمؤسسة وعلى رأسهم السيدة المديرة ،لأنني سمعت ورأيت ما يثلج الصدر ،وما يبعث على الارتياح .

7ـــ  لا بد من إنشاء ثانوية إعدادية مستقبلا  لأن هذه المدرسة خرّجت أطرا ، وهناك تلاميذ  حاليا يدرسون في الجامعة وخصوصا التلميذات .

8ـــ من خلال الحفل رأيت مواهب يلزم صقلها وتنميتها ،وفي هذه المواهب التي عهدتها في المؤسسات  سابقا حينما كنت أزاول التدريس  ثم الإدارة ، أردد دائما هذا البيت وبافتخار ؛

مواهب فذة أجواؤها فكر /// يحار في صنعها الجن والبشر .

9ــــ كان الحفل ناجحا ،لقد تفتحت تلك البراعيم بدون تخفّر  وخجل ووجل في هذا الحفل ،وانفتحت على الفضاء الخارجي حيث الحاضرون الذين تفاعلوا معها بالتصفيقات الحارة ، والتشجيعات المحفزة ،والتقاط الصور بالهواتف النقالة ،لنقل تلك المشاهد العجيبة التي سحرت العين وأطربت الأذن ،وأيقظت مشاعر الحاضرين .

10ـــ لابد من احترام بيئة بوقانا ؛برها /بحرها / بحيرتها /نحيرتها  ، وتربتها السجسجية التي هي من الأماكن الرطبة ،يلزم المحافظة عليها وعلى طيورها المهاجرة أو القواطع أو الرواجع ، وخصوصا النحام الذاهب الغائب ، يعود في فصل الشتاء ،يعشق البحيرة الصغيرة ،لأنه يقانيه فضاؤهاوهدوؤها ومناخها ، ثم الروامس ،والأوابد الدائمة .

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

 

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .