الرئيسية كاريكاتور البديل السياسي المجالس المنتخبة المحسوبية والزبونية والوعود الكاذبة

المجالس المنتخبة المحسوبية والزبونية والوعود الكاذبة

كتبه كتب في 25 أكتوبر 2021 - 12:52 ص

مريم العطاف – جريدة البديل السياسي :

تنتظر ساكنة إقليم  الناظور من المجالس المنتخبة تنفيذ  لمختلف برامجها الانتخابية ووعودها التي وزعتها طيلة الحملة الانتخابية وقبلها، رغم أن عددا منها اعتمدت منطق شراء الذمم، بشتى الوسائل مع المصوتين وبالتالي فالوعود ستبقى وعود كاذبة ، المنتخب يكذب والناخب يصدق رغم علمه المسبقة بأن تلك الوعود مجرد سراب في سراب ورغم ذلك لازالت (الساكنة) تنتظر تحرك المجالس المنتخبة من أجل الإقلاع بالتنمية المحلية في إطار تحالفاتها التي من المفروض أن تظهر بمظهر المسؤول الصالح في زمن قل فيه الرجال وكثر الذكور.

ففي كل دورة تتفنن المجالس المنتخبة بمختلف الجماعات الترابية بإقليم الناظور في صياغة جداول  وصبغة الجدران بالوان قوس قزح أعمال تظهر للبعض وازنة وذات جدوى وتظهر للبعض الآخر فارغة المحتوى أو مجرد جعجعة بلا طحين، خصوصا إذا علمنا أنه مهما صوتت ذات المجالس بالإجماع لن تصبح سارية المفعول إلا بتأشير السلطات الإقليمية على مضمونها، وهذا إن سلمنا بأمر إنها من إبداع المجالس نفسها بعيدا عن تدخل السلطات المحلية والإقليمية، وعيا منها بقصر نظر جل المنتخبين وبعدهم عن تدبير الشأن المحلي، في وقت تجمع فيه المصالح الخارجية خيرة الموظفين والأطر القادرة على تسيير شؤون المواطنين سواء بشكل واضح ومباشر أو من خلف ستار.

وبالنظر إلى أرض الواقع، يبقى دور مختلف المجالس المنتخبة هو التدبير اليومي للمرفق، وفق إمكانياتها طبعا، بعيدا عن خطة عمل أو وفق برنامج عمل جماعي تحدد فيه الأولويات وقابل للتنزيل على المدى القريب والمتوسط والبعيد، فجل أحياء المدينة وجل مداشر ودواوير  وقرى العالم القروي لاتزال على ما هي عليه، لم تلمس ساكنتها بعد الفرق بين المجالس المنتخبة المتعاقبة على تسيير شأنها، اللهم بعض المبادرات المحتشمة هنا وهناك، لا تعبر عن تطلعات الساكنة ولا تتماشى ومجموع الوعود التي تم توزيعها باحترافية وحسب متطلبات هذه الساكنة أو تلك، ولم يوازيها تنزيل البرامج الانتخابية المنسوخة أصلا.

فجل مجالس الجماعات المكونة لإقليم الناظور ، حصلت في إطار تحالفاتها على أغلبية مريحة إلا أنها تبقى عددية فقط، وبجلها معارضة هشة، لا ترقى إلى أن تكون على الأقل قوة اقتراحية، فبالأحرى فرض نقطها بجدول أعمال دورات المجالس.

فبالنظر إلى جماعة اركمان  مثلا فهي تعيش على وقع السياسة الانتقامية على حد قول المعارضة الغير الموجودة تماما  ، أما بجماعة راس الماء تبقى مضرب مثل في التناقضات دون التطرق إلى باقي التفاصيل ذات الارتباط بمحطة السابع من أكتوبر الانتخابية، وبجماعة سلوان  حيث تختلف الأغلبية في طريقة تدبير الشأن المحلي مع رئيسها وتتمنى المعارضة حدوث ما وقع  – ، حيث تختفي المعارضة، ولا يتعدى زمن الدورات بها أكثر من نصف ساعة على الأكثر، إلى درجة أنها أصبحت تعرف بأن (العضو هاز صبعو من الدار) كناية عن الموالاة والموافقة المسبقة، فيما يتم تقسيم الأدوار بجماعة الناظور  بين أطراف التحالف لتمرير جميع نقط جدول الأعمال في ظل معارضة سلبية لا تكلف نفسها عناء تقديم البديل وفرض واقع الأمر خصوصا إذا علمنا أن أعضاءها عاشوا تجربة تسيير فاشلة ولهم من الأخطاء ما يجعلهم منكمشين، أما باقي الجماعات فهي لا تختلف عن بعضها وعن الأخريات في العمل على إرضاء السلطات المحلية والإقليمية في وقت تفتقر جل، حتى لا نقل الكل، مجالسها على الأطر والكفاءات القادرة على تقديم أدنى قيمة مضافة، ولا تتوفر على روح المبادرة والابداع والابتكار، كما تكاد تخلو من الروح أصلا.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .