الرئيسية كتاب وآراء “ما هي الأحزاب السياسية التي ستفوز بخمسة مقاعد بمجلس النواب على مستوى طنجة-أصلية؟”

“ما هي الأحزاب السياسية التي ستفوز بخمسة مقاعد بمجلس النواب على مستوى طنجة-أصلية؟”

كتبه كتب في 1 سبتمبر 2021 - 12:08 ص

بقلم: “البشير الحداد الكبير “

كما هو معلوم أن تنظيم الإستحقاقات الإنتخابية هذه السنة سيمر في ظروف إستثنائية مع جائحة كورونا ومع ذلك كما أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطاب ثورة الملك والشعب 2021 أن تنظيم الإستحقاقات هذه السنة يؤكد على عمق الديمقراطية المغربية والنضج السياسي،وسنسلط الضوء على طنجة-أصيلة التي تتنافس فيها 23 لائحة على 5 مقاعد بمجلس النواب، وبقراءة مسبقة يتضح لنا أن الأحزاب السياسية التي ستفوز، نجد حزب العدالة والتنمية الذي يقود جماعة طنجة لمدة 6 سنوات والذي سيفوز بمقعد نظرا لأن هذا الحزب يتوفر على قاعدة انتخابية قوية من خلال اشتغاله على آلية المجتمع المدني والتي تؤثر بشكل مباشر وذلك عبر توزيع المساعدات في الأعياد دون أن ننسى استخدامه للخطاب الإيديولوجي الديني ، أما أربعة مقاعد المتبقية، فستكون من نصيب كل من حزب التجمع الوطني للأحرار وذلك بفضل الدينامية الجديدة التي يعتمدها الحزب والتي أعطت ثمارها من خلال نتائج إنتخابات الغرف المهنية فمدينة طنجة نجد أن السيد عمر مورو طور من دينامية الحزب إقليميا إذ بالإضافة إلى تطوير لغة التواصل السياسي نجد أن الحزب استقطب نخبا عديدة من مختلف شرائح المجتمع المغربي(المهندسين، العمال، الفلاحين… إلخ) ثم حزب الإتحاد الدستوري عبر مرشحه السيد الزموري والذي يتواجد بالبرلمان منذ 1997 رغم ضعف المردودية المقدمة من طرفه من خلال اقتصاره فقط على سؤالين طيلة مسيرته  بالبرلمان إلا أنه يملك قاعدة جماهرية تؤيده معتمدا على نفس أسلوب حزب العدالة والتنمية أي توزيع المساعدات للأسر الفقيرة والمعوزة، بالإضافة إلى حزب الإستقلال عبر مرشحه السيد الحمامي الذي هو في الأصل من حزب الأصالة والمعاصرة إلا أنه مع كامل الأسف نجد ظاهرة الترحال السياسي تنتشر بكثرة في موسم الإنتخابات وهذا يدل على ضعف الولاء الإيديولوجي وتغليب منطق المصلحة، فهذا المرشح سيفوز لأنه كذلك يملك قاعدة جماهرية قوية إذ بالرجوع لسنة 2015 نجده قد حصل فقط في مقاطعة بني مكادة على 6089 صوت، دون أن ننسى أن حزب الإستقلال قد نال حظه في انتخابات الغرف المهنية و إن كان البعض يعتبر انه ليس هناك علاقة بين الإنتخابات التشريعية وانتخابات الغرف المهنية إلا أنه في نظرنا هناك علاقة وطيدة، وأخيرا حزب الأصالة والمعاصرة الذي كان له كذلك الحظ الأوفر في انتخابات الغرف المهنية،فهذا الحزب سيظفر كذلك بمقعد في طنجة أصيلة ،فقد استقطب وافدا جديدا ألا وهو السيد بنعيسى الذي يملك قاعدة انتخابية قوية بمدينة أصيلة والتي ستؤثر إيجابا على الحزب، أما بخصوص أحزاب اليسار لاسيما حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية فلن يفوز ولن يخلق المفاجأة خصوصا ما رأيناه وما نشاهده حاليا من صراعات داخلية داخل الحزب الذي يعيش أزمة حقيقية إذ نلاحظ أنه تمت تزكية السيد عبد القادر بن طاهر الذي لا علاقة له بهذا الحزب ولا يعد من مناضليه القدماء بل سبق له أن كان بحزب العدالة والتنمية وحزب الإتحاد الدستوري مما يطرح علامة استفهام حول طريقة منح التزكية والتي كانت سببا مباشرا في الصراع مع الكاتب الأول للحزب والكتابة الإقليمية للحزب بطنجة وبالتالي نلاحظ أن هذا الحزب قد يفوز بمقاعد في المقاطعات أو الجماعات الترابية لكن من الصعب أن يفوز بمقعد طنجة أصيلة في الإنتخابات التشريعية، فالصراعات الداخلية ستؤثر سلبا على صورة الحزب الذي ولد من رحم الحركة الوطنية، أما باقي الأحزاب السياسية اليسارية الأخرى فلن يكون لها أي مقعد لأنها تعاني من ضعف التسويق السياسي ولازالت متشبتة بخطابات إيديولوجية أكل عليها الدهر ولا تواكب القرن الحادي والعشرين، وبخصوص الأحزاب السياسية الجديدة فلن تنال حظها في الإنتخابات التشريعية لأنها لا تملك أي رصيد تاريخي ولا تملك قاعدة جماهرية قوية مقارنة مع الأحزاب الوطنية، وإن كانت ستفوز فقط بالعضوية في مجالس المقاطعات والجماعات الترابية ليس لأنها تتوفر على برامج إنتخابية قوية وإنما ستحصل على الدعم من طرف المتعاطفين من قبيل الطلبة الجامعيين وبعض فئات من المجتمع المغربي.

وفي الأخير نفتح قوس وجب محاربة الترحال السياسي لاسيما في أوقات الإنتخابات عبر سن قانون يفرض منع ترشح الشخص الذي لم يقضي سنة على الأقل في الحزب الذي سيترشح بإسمه تفاديا لهذه الظاهرة التي تميع المشهد السياسي إذ نلاحظ أن المرشحين يمكن تشبيهم بلاعبين كرة القدم الذين ينتقلون في الموسم الصيفي من نادي لنادي آخر، كما أنه مع كامل الأسف أن أغلب المواطنات والمواطنين سيصوتون على الأشخاص دون التركيز على البرامج الإنتخابية.

لقد حاولت المؤسسة الملكية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده الدفع بالأحزاب السياسية إلى الأمام ولكي تكون في المستوى المطلوب وخير دليل على ذلك القوانين التنظيمية المعدلة والمتتمة،التي صدرت هذه السنة والمتعلقة بالإنتخابات والأحزاب السياسية ،جاءت بإرادة ملكية سامية هدفها واضح تخليق الحياة السياسية بالمغرب ، فالمؤسسة الملكية تريد أحزاب سياسية قوية وكما أكد جلالة الملك أعزه الله في خطاب ثورة الملك والشعب 2021 أن الهدف من الإنتخابات هو تقوية مؤسسات الدولة، لكن مع كامل الأسف المشهد السياسي الحزبي تميع إذ نلاحظ التراشق الإنتخابي عبر وسائل التواصل الإجتماعي والصراعات بين الأحزاب في الشارع أثناء الحملات الانتخابية، بل أكثر من ذلك حتى الجمل المستعملة في البرامج الإنتخابية مستهلكة ومتشابهة، كل هذا سيؤدي إلى زيادة العزوف السياسي، فجل خطابات النخب السياسية متآكلة.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .