الرئيسية اجتمــاعيات أستاذتي وفقيدتي العزيزة:عشت صابرة وقضيت محتسبة

أستاذتي وفقيدتي العزيزة:عشت صابرة وقضيت محتسبة

كتبه كتب في 30 يوليو 2021 - 5:20 م
كتب :عبد المنعم شوقي – جريدة البديل السياسي :
“وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”صدق الله العظيم.
بماذا سأبدأ هذا الرثاء ونحن نودعك أيتها العالمة والأستاذة الجليلة بحزن وأسى عميقين وأنت سيدتي من كانت تدخل الدفء على فتياتنا وكل نساء الإقليم…
ولأن من أجل الأشياء وأحسنها أن نذكر فضل أهل الفضل علينا والأجمل والأروع أن نتذكرهم حتى بعد رحيلهم عنا “اذكروا محاسن موتاكم”، فكان لزاما علي أن أشارك ساكنة الناظور في حزنها على فراقك أستاذتي الجليلة الحاجة فاطنة دعنون ،كيف لا وأنا من تعرفت عليك عن قرب قبل أربعة وأربعين سنة من اليوم ،وأنت حينئذ عضوة نشيطة داخل المجلس البلدي للناظور وتترافعين عن قضايا المدينة وساكنتها بصوت قوي وبأسلوب مقنع كنا نستفيد به ….
فقيدتنا العزيزة وأستاذتنا الجليلة ،حق لك أن تسعدي بالمحبة ،بالاحترام والتقدير الذي ظل المجتمع الناظوري وكل الوطن يكنه لك وهو يلمس فيك فقيدتنا الغالية سماحة الخلق،والتحلي بالأدب الجم الرفيع
وأحسن الحالات حال امرئ
تطيب بعد الموت أخباره
يفنى ويبقى ذكره بعده
إذا خلت من شخصه داره
يصعب علي في هذه العجالة أن أستحضر مختلف جوانب حياتك أيتها العزيزة وأنت التي وهبك سبحانه وتعالى رحابة صدر،وأسلوب مقنع وجذاب ،ويكفيني فخرا أنني استضفتك في ركن “وجه من الناظور” في الحلقة 34 والتي سنعيد نشرها من جديد احتراما لما قدمت من جليل الأعمال لإقليمك ووطنك ،وقد قيل “قيمة كل امرئ ما يحسنه”….عشت عقودا من الزمن محبوبة في مجتمعك،ووسط كل نساء وأطياف المجتمع الناظوري،ولن ننسى لك مواقفك الوطنية تجاه وطننا،ولن ننسى لك أيتها الفقيدة العزيزة تحركاتك ومبادراتك في مجال البر والإحسان للضعفاء والمحتاجين ،وما كنا نسمعه منك أيتها الراحلة من حث على تقوى الله وقوة الترابط والتآلف فيما بين الجميع.
أستاذتي الجليلة ،أعرف جيدا أن فريق العمل الذي كان يشتغل بجانبكن،وذلك الكم الهائل من النساء من مختلف الأعمار اللواتي يترددن يوميا على دار الأم ،حين سيدخلنها هذه المرة ،وقد خلا منها مكانك سيرددن جميعا هذا البيت الشعري:
يعز علي حين أدير عيني
أفتش في مكانك لا أراك
وداعا أيتها العالمة الجليلة الفاضلة والمربية والمكونة للأجيال، يا من خدمت منطقتها ووطنها بكل تفان وإخلاص ،وعلمت للنساء محبة الله ومحبة الوطن ،وغرست فينا جميعا حب الطموح والمثابرة وأنت الأم القديرة كما قالت لي الأستاذة الكريمة سلوى اليعقوبي وهي تعبر عن حزنها برحيلك… وكنت سيدتي وفقيدتنا العزيزة قمة في الإيجابية والتواصل وتقديم النصح والتكوين لنساء الإقليم،فأحبك كل من عرفك …
وجاء رحيلك وانتقالك إلى دار البقاء وإلى جنة الله في الآخرة بإذنه تعالى.
رحمك الله وأسبغ عليك شآبيب رحمته وأسكنك فسيح جناته ورزق الأهل والجميع جميل الصبر والسلوان .
عشت صابرة وقضيت محتسبة.
إنا لله وإنا إليه راجعون

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .