دبلوماسية اللقاحات بإفريقيا في مكافحة جائحة كورونا: الأبعاد والآفاق

محمد البغدادي: باحث في مركز الدكتوراه تخصص القانون الخاص كلية الحقوق بطنجة:

انسجاما مع  المتغيرات الدولية  الجيو السياسية والجيو الاقتصادية والتحولات الجارية في النظام الدولي وتعزيزا لإعادة التموقع والبحث عن المد والتوسع الاستراتيجي والنفوذ السياسي و تكريسا للحضور

الاقتصادي والتجاري للقوى الكبرى في ظل سباق وتصارع الكبير على القارة الإفريقية سواء تعلق الأمر بالولايات المتحدة الأمريكية والصين و فرنسا أو روسيا، وتداعيات السلبية لأزمة كوفيد 19 على الجوانب النفسية والصحية والاقتصادية والاجتماعية، فإن القارة الإفريقية تعيش اليوم دبلوماسية اللقاحات غير مسبوقة بفعل التحرك الدولي  والاهتمام المشترك للدول الكبرى  لمحاصرة هذا الوباء داخل إفريقيا.

كما أن الصين تعهدت بنصف مليار جرعة لقاح ضد فيروس كورونا لأكثر من 45 دولة نحو 20 منه توجد في القارة الإفريقية، هذا فضلا عن المساعدات المالية التي تخطت 200 مليون دولار،  حيث نجحت الصين إلى تقديم 10 ملايين جرعة لقاح لدول نامية من خلال برنامج كوفكس التابع لمنظمة الصحة العالمية، هذا بالإضافة إلى أن روسيا قدمت 300 مائة مليون جرعة لقاح للدول الإفريقية بحسب الاتحاد الإفريقي.

وبخصوص الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الرئيس الأمريكي السيد جوبايدن  توعد بإرسال 20 مليون جرعة لقاح إضافية في الأسابيع المقبلة ليصل بذلك إجمالي التزام أمريكي دولي إلى 80  في المائة مليون. .

كما أن فرنسا استضافت يوم الثلاثاء 13 ماي 2021 قمة لدعم الاقتصاد الإفريقي الذي تأثر جراء تداعيات فيروس كورونا والتي حضرها عشرات رؤساء والمسؤولين الأفارقة والأوربيين والمديرين لعدد من المؤسسات المالية الدولية، حيث تعهد المانحون بتقديم 100 مليون دولار دعما للاقتصاد الإفريقي، خاصة وأن هذه القمة تحاول قدر الإمكان إرساء موارد مالية من شأنها إنعاش اقتصاد هذه القارة التي لم تسجّل سوى 130 ألف وفاة من جراء الإصابات بكوفيد-19 حسبما تشير الأرقام الرسمية، لكن يتوقع أن يشهد ناتجها المحلي الإجمالي في 2021 أول ركود له منذ 25 عاما، مع انخفاض بنسبة 2,1%..