الرئيسية ضيف البديل في خضم الجائحة (351): #مندوبية_الصحة_بدون_صحة كتب: عبد المنعم شوقي

في خضم الجائحة (351): #مندوبية_الصحة_بدون_صحة كتب: عبد المنعم شوقي

كتبه كتب في 23 أبريل 2021 - 1:26 ص
كتب: عبد المنعم شوقي -جريدة البديل السياسي :
اليوم تأكدت أيها الأحبة أنني لم أظلم مندوبية وزارة الصحة بالناظور حين كتبتُ مرارا وتكرارا عن الفساد الذي ينخر جل مكوناتها، وعن المحسوبية التي تطال توزبع المناصب داخلها، وعن الاستهتار الذي تتعامل به مع أغلب المرضى والمرتفقين.
لقد صادفتُ اليوم أحد أصدقائي المعروف بصدقه وصراحته.. وروى لي ما حدث له اليوم داخل المستشفى الحسني.. وإليكم تفاصيل القصة التي تيقنتُ منها على لسان صديقي:
(اصطحبتُ اليوم ابنتي إلى مستعجلات المستشفى الحسني بعدما أحست بآلام شديدة لا تريد مفارقتها.. وصلنا على أمل أن نجد من يفحص ويعالج فلذة كبدي على عجل.. فهي لم تتوقف عن الأنين لشدة الألم. أول من استوقفنا عند المدخل هو أحد حراس الأمن الخاص، والذي علمتُ فيما بعد أن اسمه هو “سفيان”. أوضحتُ له حاجتنا الملحة لأحد الأطباء قصد إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكنه أصر أننا مجبرون بدايةً على استصدار ورقة التطبيب من إحدى الشبابيك.. لم أُرِد أن أتزايد معه في الكلام رغم أن المنطق يفرض علاجا مستعجلا لابنتي قبل التحدث عن أي وثائق.
قصدتُ المكتب المسؤول كما طلب مني حارس الأمن الخاص.. دفعت الواجب المالي، واستخلصت الوثيقة اللازمة، ثم عدتُ إلى المستعجلات. ولأمر لا أعرفه، تمادى الحارس “سفيان” مرة أخرى، وراح يقوم بتسويفنا وتعطيلنا، بل وبمخاطبتنا بصوت مرتفع ومستفز أثر على نفسية المريضة حتى زادها ألما على ألم. غادرنا في اتجاه الطبيبة التي كانت تتواجد هناك.. همس في أذنها بكلام لم نسمعه، فقامت هذه الأخيرة بإغلاق بابها وكأنها تطردنا دون أن تنطق بكلمة واحدة.
تعجبتُ للأمر، وأخذتُ هاتفي محاولا الاتصال بمديرة المستشفى علّها تتدخل لإحقاق الحق وعلاج ابنتي. لكن يبدو أن المديرة نفسها كانت منشغلة بأمور أخرى.. هكذا بقيت فلذة كبدي وحيدة تتجرع مرارة الوجع والألم دون أن تجد لها سميعا أو مجيبا. لم أجد أمامي من حل سوى أخذ ابنتي والخروج بها بأقصى سرعة ممكنة في اتجاه عيادة للطب الخاص..)
تلكم أيها الأحبة هي الرواية من أولها لآخرها.. فأين مندوبة الصحة مما يحدث داخل قطاع الصحة؟؟ وأين مديرة المستشفى التي يظهر جليا أنها منشغلة بزيارة المصانع والمعامل التي أبرمت معها اتفاقيات “خاصة” سنعود إليها لاحقا؟؟ أهكذا يتم استقبال المرضى؟؟ أهكذا تتم معالجتهم ومساعدتهم؟؟..
إنه الخبث بعينه.. فنحن هنا لا نتحدث عن شوارع محفرة أو أحياء مهمشة.. إننا نتحدث عن حياة الناس وسلامتهم من الموت والمرض..
خسِئتم ولن تفلتوا من عدالة السماء…

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .