الرئيسية ضيف البديل في خضم الجائحة (350): #نضالات_ذهبت_أدراج_الرياح كتب: عبد المنعم شوقي

في خضم الجائحة (350): #نضالات_ذهبت_أدراج_الرياح كتب: عبد المنعم شوقي

كتبه كتب في 22 أبريل 2021 - 3:05 ص
كتب: عبد المنعم شوقي – جريدة البديل السياسي :
في الحلقة 348 التي حملت عنوان “كوّر وَعطي لعوَر”، استوقفني تعليق للفاضل العزيز الأستاذ عبد القادر طلحة، والذي أستغل الفرصة بدايةً لأنوِّه بمساره التربوي والسياسي والاجتماعي كواحد من أبرز المخلصين الأوفياء الذين جادت بهم منطقتنا.
خلاصةُ ما أورده أستاذنا في تعليقه هي أن الناظور في زمن مضى كان زاخرا بالمناضلين الشرفاء والسياسيين الحكماء.. وكانت هاته الفئة تضحي بكل ما أوتيت من جهد في سبيل بناء ناظور صالح شامخ قوي.. و لأجل ذلك، فإن عددا كبيرا منهم دفع ثمن نضاله غاليا.. فمنهم من قضى نحبه مكافحا، ومنهم من ولج غياهب السجون، ومنهم من خسر وظيفته وقوت يومه، وغيرهم ممن آثروا الوقوف في وجه كل مظاهر العبث والفساد. لقد كان أمل هؤلاء أيها الأحبة هو زرع بذور التصحيح والإصلاح من أجل سعادة ورخاء الأجيال الموالية.
لكن الكعكة الانتخابية كما سماها أستاذنا لم تكن منصفة في نتائجها.. فهي تذهب دوما لأولائك الجبناء الذين لم يحترفوا سوى الاختفاء وراء أسيادهم المخلصين والمكافحين والمناضلين.. نعم، هذه الكعكة التي تبقى دوما من نصيب زمرة من (الشلاهبية) الذين لا تاريخ لهم ولا مجد لهم ولا رصيد لهم.. بل إن أقصى ما يملكون هو أموالهم المشكوك في مصدرها وتفاهتهم الدنيئة وجهلهم العويص.. فما الفائدة إذن من عظيم التضحيات التي قدمها السابقون إن كانت نتائجها هي ما نعيشه اليوم من ظلم وعبث وفساد؟؟ ما الجدوى من نضالات المخلصين والشرفاء إن هي أفرزت اليوم هذا الواقع البئيس الذي يحيط بنا من كل جانب؟؟.. لقد ذهبت كل جهود سلفنا الصالح أدراج الرياح.. وها هي مدينتنا تنتج مجالس يُندى لها الجبين، ونستحي حتى من ذكر أسماء ممثليها لافتقارهم إلى أدنى حس وطني وأضعف وازع أخلاقي.
قمة العيب والعار أن تحتفظ ذاكرتنا بأسماء هؤلاء الانتهازيين الذين تعاقبوا على تدبير شؤوننا بينما لم ننصف من قدموا حياتهم ثمنا لننعم بالحرية والكرامة.
لقد اختلط الحابل بالنابل أيها الأحبة، وقضى السواد اللعين على كل البياض الذي نشره سابقونا من ذوي الضمائر الحية والقلوب الطاهرة والعقول النيّرة.. وها نحن نعيش وسط بركة آسنة فاقت كل الأوصاف..

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .