الرئيسية منوعات أحمد دحمون يكتب قراءة نقدية في قصيدة ” لماذا يبكون “من ديوان ” آهات ” للشاعر محمد الرضاوي

أحمد دحمون يكتب قراءة نقدية في قصيدة ” لماذا يبكون “من ديوان ” آهات ” للشاعر محمد الرضاوي

كتبه كتب في 1 أبريل 2021 - 4:12 ص

إذا انطلقنا من فرضية نقدية مفادها أن موضوع الغربة تمثل إطارا مرجيا لقراءة نصوص الشاعر سنحكم على النصوص من خلال المصادرة على المطلوب وسنجعل من السياق الأوتوبيوغرافي مؤولا للنص وماسحا لتجربته الجمالية والوجودية خصوصا وأن معظم شعراء الحداثة استوحوا تجربة الغربة من القصيدة الغربية بعد ترجمة الغصن الذهبي لفرايزر والأرض الخراب لاليوث .  اعتقد أن للغربة عند الشاعر محمد الرضاوي،  نسغ خاص تستجليه البنى الأسلوبية والتركيبية للنصوص كما هو في القصيدة،  حيث التحول من الغربة إلى التشضي والانشطار بين الرفض والقبول بين الأنا المتكسرة والآخر المعثم،  فمن أصل أربعة وعشرين سطرا متماهيا إيقاعيا عبر تفعلة فعولن وتركيبيا عبر الفعل المضارع المقيد بالجمل الرابطية تحضر سبعة أسطر عبر جمل منفية رابطية هي:

لا أدري

لا احسن

لا أبكي

لا أقتل

لا أدفن

لا أنفق

لا أحمل.

هذه الجمل محصورة بين المعلق الدامج الدال على النفي

والفعل المضارع ، سلسلة أفعال تتبرأ منها الأنا لتثبت براءتها وخلاصها من عقدة الإحساس بالذنب وهي على شكل اعترافات  لممارسة التطهير  وتحضر بالمقابل أفعال افتراضية بصيغة التمني عبر لو لطلب تحقيق شيء يصعب أو يستحيل تحققه إنه الرؤية والدراية وتكررت يدرون تلاث مرات لأن الدراية فهم وتوجس غنوصي أقوى من الحواس.

وتتأطر الجمل الكبسولية المكثفة في النص ضمن تلاث سياقات مؤسسة للرؤية الشعرية هي ، الاستفهام الإنكاري كهزة شعورية تعيشها الذات الرافضة لابتذال الواقع المحكومة بالتوثر والتوقع والتعجب كدهشة بانية للرفض بالقوة واستغراب للمواقف السمجة الهشة التي تقوم تجربة الذات من خلال البكاء كسلوك سلبي ينعي ويؤبن دون أن يتفاعل أو ينتج رؤية وجودية مشرقة قائمة على جدل الحوار الإيجابي والبناء، وهذا موقف متجاوز في الشعر الجاهلي وهو الوقوف والبكاء والاستبكاء الانا الشاعر ترفض هذا التفاعل المرضي الذي يستبطن سيكولوجية عربية مرضية وعاجزة .

والسياق التالث هو النفي طراز لإتبات الحضور وتأكيد صوت الشاعر الذي هو صوت الوجود والمتأرجح بين جدلية افتراضية مانوية هي:  إذا عشت  ،  إذا مت  ،

فالتأرجح بين الموت والحياة هو تحول من الصمت والقبول إلى الكلام والرفض ،هذا التوزع الأسلوبي بين تلاث تلوينات ومقامات تخاطبية يصور تلاث حالات شعورية تحكم بنية القصيدة ونفسها الإيقاعي هي القبول والرفض والحيرة  كما تؤكد ذالك علامات الترقيم  الاستفهام  التعجب ونقط الحذف  التي تخلق كما يقول عبد الله راجع للعين بهجتها .

وختاما أقول أن النص يغري بالقراءة وما قمت به هو مجرد خربشات على جدران القصيدة .

لماذا يبكون…؟

أنا لاأدري

لماذا يسمع أهلي

أنيني ويبكون طويلا

أنا لا أحسن قيلا…

أنا لا أبكي عويلا…

أنا لا أقتل جيلا…

أنا لا أدفن جيلا

أنا لاأنفق حتى جزء ما..

أحمل حزنا أو عذابا مستطيلا .

يا إلاهي..!!

ما الذي

يبكيهم عني..

إذا ،عشت بخيلا..؟؟

ما الذي يبكيهم عني

إذا مِتُّ مريضا…؟

أه لو يدرون

قد آن الرحيلا….؟

اه لو يدرون أن النفس تستدني البديلا…!!!

آه لو يرون أني……

آه لو يدرون أني

آه لو يدرون أني

بث لا أحمل

إلا المستحيلا…..!!!!

*  قصيدة من ديوان آهات للشاعر محمد الرضاوي.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .