الرئيسية ضيف البديل في خضم الجائحة (331): مهندسة_ذات_تصميم_عجيب كتب: عبد المنعم شوقي

في خضم الجائحة (331): مهندسة_ذات_تصميم_عجيب كتب: عبد المنعم شوقي

كتبه كتب في 1 أبريل 2021 - 3:04 ص
كتب: عبد المنعم شوقي- جريدة البديل السياسي :
لاشك أيها الأحبة أننا جميعا نُقَدر الشرفاء والنزهاء أينما كانوا ومهما كانت وظائفهم ومسؤولياتهم.. ولاشك أيضا أننا نعترف بكون بلادنا، والحمد لله، تتوفر على عدد من ذوي الضمائر الحية الذين يقومون بواجباتهم على الوجه الأكمل في مختلف المجالات.
وإذا كنا ننوه بأمثال هؤلاء، ونعتبرهم قدوة في المواطنة والمصداقية والاجتهاد، فإننا من جهة أخرى لا نود السكوت عمن يستغلون مناصبهم لخدمة مصالحهم الشخصية أو لضرب مصالح الآخرين.. ولهذا السبب، فإننا في هذا الركن المتواضع، نحاول مرارا وتكرارا أن نخوض في مختلف المواضيع التي تهم الساكنة والمدينة والوطن.. كما نحاول أيضا أن نكتب في كل ما نراه أمرا سلبيا يعود بالضرر والخسارة على المواطنين.
اليوم أيها الأحبة، جاءني صديق حاملا في يده ملفا يتعلق بقطعة أرضية يمتلكها داخل مدينتنا.. لقد أراد هذا الصديق أن يستشيرني في قضيته، فبسط أمامي كل الوثائق التي أتى بها. وفعلا، تصفحتها الواحدة بعد الأخرى لأتمكن من الإحاطة بكل جوانب قضيته.
ولا أخفيكم أيها الأصدقاء أنني اندهشت أيّما اندهاش بعد قراءتي لوثيقة أصدرتها مهندسة طبوغرافية بالناظور.. هذه الوثيقة العجيبة التي هي عبارة عن تصميم طبوغرافي موقع باسمها حملت العديد من الأخطاء الفظيعة والمغالطات الجسيمة.. أولاها مثلا أن المساحة التي تحدثت عنها المهندسة في تصميمها تخالف تلك الموجودة في مطلب التحفيظ الخاص بنفس البقعة.. وثانيها أنها لم تشر في تصميمها الطبوغرافي إلى المراجع العقارية (مطلب.. رسم عقاري) سواء فيما يتعلق بقطعة طالب الوثيقة أو بمن يجاورها حسب القانون.. وثالثها أنها في سابقة غريبة عملت على دمج بنايتين في مكان واحد رغم أن كل بناية تحمل رسما عقاريا خاصا بها… ولازالت المغالطات لم تنته بعد أيها الأصدقاء، فرابعها أنها قامت بإخفاء شارع في التصميم رغم أنه متواجد على أرض الواقع، بل وحامل ايضا للوحة تشويرية تابعة الجماعة.. وهو نفس الشارع الذي نص عليه تصميم التهيئة الحالي كما هو صادر عن الجهات المركزية المختصة.. وخامسا، فرغم أن طالب الوثيقة يعرف مسبقا بأن بنايته تتوفر على مطلب تحفيظ وكذا على تصميم تحديدي لها صادر عن مصلحة المسح الطبوغرافي بالمحافظة العقارية بالناظور، (وهو التصميم الذي حدد المساحة بدقة)، فإن السيدة المهندسة لم تلتزم بهذا، بل أشارت في وثيقتها إلى مساحة أخرى تفوق بكثير ما وصلت إليه مصلحة المسح الطبوغرافي.
كل هذه الأكاذيب واردة في تصميم واحد أصدرته السيدة المهندسة مما يجعلنا كرأي عام نتساءل: كيف أمكن لهذه السيدة أن ترتكب كل هذه الحماقات؟؟ هل أصدرت وثيقتها هذه رغبة في تلقي أجرتها فحسب، أم أنها أرادت المزيد من السخاء؟؟ هل فعلها هذا يدخل في إطار “المعروف والإحسان” أم أنه تواطؤ من أجل أهداف معينة؟؟..
هذه التساؤلات نطرحها لأننا نود معرفة الحقيقة خصوصا وأن هذه الوثيقة متواجدة الآن بين يدي القضاء، مما يعني أنها قد تكون مصدر ضرر وظلم للآخرين.. فأي ضمير مهني يسمح لمهندسة بارتكاب هذا الفعل الشنيع!! وأي قلب يساورها لتتجرأ على مثل هذا العبث!!..
نسأل الله تعالى أيها الأحبة أن يجعل كفة النزهاء والشرفاء هي الغالبة.. فقد اختلط علينا البياض والسواد حتى كِدنا لا نعرف السبيل..

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .