الرئيسية كتاب وآراء جمعيات تارودانت…بين مطرقة الإقصاء وسندان التهميش

جمعيات تارودانت…بين مطرقة الإقصاء وسندان التهميش

كتبه كتب في 26 مارس 2021 - 12:07 ص

 بقلم: م.م محمد هلال

لقد أصبحت ظاهرة الإقصاء في المجتمع الروداني من أهم الملامح الذي طبعت ومازالت تطبعه منذ أمد طويل كما أن الهوة الواسعة بين مكونات المجتمع المدني والسلطة أضحت تتسع يوما بعد يوم رغم التوجيهات الملكية الحكيمة والتي دعت إلى نشر وتبني منظور جديد للسلطة سطر له صاحب الجلالة الملك محمد السادس- نصره الله وأيده- مبادئ إنسانية مبنية بكل دقة وشمولية تحترم فيها حقوق الإنسان وحرياته وتضع روح التضامن والمشاركة كحجرة أساس لا يمكن إغفالها أو التغاضي عنها لأي سبب من الأسباب.

لكن المجتمع المدني الروداني والذي من مكوناته جمعيات تختلف أنشطتها وتوجهاتها أصبحت تئن وتندب حظها العاثر لتوالي سدة السلطة بمدينتهم من ذوي النفوس المنغلقة على نفسها والحبيسة وراء مكاتبها، والمحرمة لأي تنسيق مع هذه الجمعيات أو التشاور معها كأن وجودها بمثابة حبر على ورق فأصبحت تعاني من الإقصاء المدبر حتى في أمور تهمها وتشغل بالها في حين كان نصيب بعض الجمعيات المحسوبة والنخبوية كل خير رغم المعرفة المسبقة عن نواياها وشعارات المزيفة والتجميلية. فحاليا اندثرت عدة جمعيات بسبب تضييق الخناق عليها وعدم وجود تعاطف معها لفقدانها لأسماء وازنة في مجال المال والأعمال وكذا السلطة تدافع عنها وتدرأ عنها البيروقراطية المتفشية في هذه الجهة المنكوبة. فأصبح العمل الجمعوي مند سنوات بتارودانت يعرف تراجعا على مستوى الفعالية الجمعوية وأضحى الجميع في هذه المنطقة النائية من مغربنا العزيز يتفرج ويتتبع ما سماه بالمدينة ‹‹باحتضار›› هذه الممارسة في غياب المشاريع الجمعوية من ملتقيات – ندوات ولقاءات فكرية وتكوينية وغيرها مقارنة مع المناطق الأخرى.

وعزت شريحة من الجمعيات أن هذا الاحتضار يتسبب فيه أصحاب السلطة والمسئولين المهتمين بدفعه وخاصة أنهم أصبحوا يقومون بعكسه أي عرقلة جميع المشاريع الجمعوية على مستوى الدعم المادي والمعنوي.

كما أن هناك أسباب أخرى مرتبطة ببنية الجمعيات نفسها والتي توجد بعضها على الورق وأخرى مدعومة من لدن أحزاب فضلا عن وجود جمعيات نخبوية تلتهم كل شيء فضلا عن عمل متجرد من الأداة الحزبية والذاتية على خلفية تطوير الفكر الإنساني ووعيه إضافة إلى غياب أنشطة تهتم بالطفولة وتؤطرها وغياب مبدأ التطوع والإطارات الجمعوية الاحترافية مما خلق فراغا كبيرا في الساحة الجمعوية بالمدينة

ويعود هذا الاحتباس الجمعوي إلى أفول مجموعة من الفعاليات والأفكار والمشاريع والمبادرات على مستوى فعاليات المجتمع المدني من جهة ولكون الإطارات الجمعوية المحلية فارغة من التصور والاستراتيجيات في حين هم محسوبين على العمل الجمعوي من جهة أخرى.

بالإضافة إلى واقع الحريات العامة عبر الحصار والمضايقة للجمعيات وكذا التعقيدات الإدارية والبنية التحتية الهشة مما أدى إلى نفور مجموعة من الشباب من الممارسة الجمعوية فضلا عن غياب مبدأ العمل الجمعوي كممارسة تطوعية وخدمة عمومية تؤدى للمواطنين.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .