الرئيسية ضيف البديل في خضم الجائحة (324):دروس_من_حالة_الطفلة_مروى…كتب: عبد المنعم شوقي

في خضم الجائحة (324):دروس_من_حالة_الطفلة_مروى…كتب: عبد المنعم شوقي

كتبه كتب في 25 مارس 2021 - 3:11 ص
كتب: عبد المنعم شوقي -جريدة البديل السياسي :
مروى أو تلك الطفلة الصغيرة التي حكمت عليها الظروف بضرورة إجراء عملية جراحية عاجلة وباهضة الثمن بإسبانيا.. ابنة مدينة أزغنغان المجاهدة والبالغة 7 سنوات تحتاج للتنقل صوب إحدى مصحات اسبانيا قصد إزالة ورم سرطاني بدماغها. وطبعا، فالأمر يحتاج لتكاليف كبيرة جدا تناهز 100 مليون سنتيم. فكيف السبيل إلى هذا المبلغ الضخم في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها أسرتها؟؟..
حسنا أيها الأحبة.. فالجميل في القضية هو التضامن المنقطع النظير الذي أبدته جاليتنا بالخارج بما فيها من جمعيات ومنظمات وأفراد. فبعد التعريف بقضية الطفلة مروى عبد وسائل التواصل الاجتماعي، تم والحمد لله توفير المبلغ كاملا في ظرف أقل من أسبوع!!.. نعم.. إنها شهامة أبناء جاليتنا بالخارج الذين لا يتوانون عن التدخل والمساعدة كلما فرضت الظروف ذلك. هم حقا من طينة الشرفاء الذين يكشفون دوما عن معدنهم النفيس، ويُظهِرون ما يتصفون به من قيم الأخلاق والتضامن والانسانية والمواطنة. ومهما قلنا، فإن كلمات الثناء لا تكفي للتعبير عن جميل صنيعهم وحميد عملهم.
وإذا كنا أيها الأحبة سعداء بما تعلمناه من درس التكافل والتعاضد في هذه القضية، فإننا تعلمنا أيضا من خلالها درسا آخر من طينة أخرى. فلقد رأينا كيف أراد بعض الخبثاء استغلال هذه الحالة الانسانية لمحاولة توظيفها سياسيا وكسب تعاطف الناخبين قبيل الاستحقاقات القادمة.. خبثاء أرادوا الركوب على آلام هذه الطفلة وعلى معاناة أسرتها عبر ادعام المساهمة بمبالغ كبيرة بينما هم في الواقع لم يحركوا ساكنا ولم يقدموا دعما.. فكيف يسمح ضمير هؤلاء بالكذب في مثل الحالات لاستمالة تعاطف المواطنين؟؟ هل ماتت الرحمة في قلوبهم إلى درجة اعتبار حياة طفلة بريئة مجرد خدعة ووسيلة ليحصدوا بها المزيد من المناصب والكراسي؟؟ ماهذا الجهل والخبث والطمع؟؟ أي أمل ورجاء في أمثال هؤلاء الذين ابتليت بهم مدينتنا؟؟..
عموما أيها الأحبة، فالبريئة مروى ستجري عمليتها بإذن الله.. وستتشافى بحول الواحد الأحد.. فأما الذين ساعدوها وكانوا إلى جانبها، فالله تعالى لن ينسى خيرهم وفضلهم.. وأما الذين كذبوا وحاولوا استغلال سقمها.. فالله تعالى أيضا لن ينسى خبثهم ومكرهم..
طوبى للأنقياء، وبئسا للتعساء.. وحفظكِ الله أيتها الصغيرة العزيزة..

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .