الرئيسية كتاب وآراء من أوراق مهملة فوق الرفوف: “الانتــــــــــــخابــــــات”..بقلم ذ.محمادي راسي

من أوراق مهملة فوق الرفوف: “الانتــــــــــــخابــــــات”..بقلم ذ.محمادي راسي

كتبه كتب في 5 مارس 2021 - 7:33 م

من أوراق مهملة فوق الرفوف

“”””””””””””””””””””””””

من وحي الحي “الحومات والمداشر” 16/21

“”””””””””””””””””””””””””””””””””””

الانتــــــــــــخابــــــات

 

تمهيـــــــــد

ــــــــــــــــــــ

انتخب الشيء انتزعه /اختاره  / استصفاه واصطفاه /أخذ نخبته / نخب الصقر الصيد :نزع قلبه / أنخب الرجل (ضد) جاء بولد جبان / جاء بولد شجاع …..المنخاب الضعيف لا خير فيه / الينخوب الجبان الذاهب العقل ….،والنخبة ؛المنتخبون من الناس ،  والناخب والمنتخب الذي له حق الاشتراك والتصويت في الانتخاب .انتخاب ؛إعلان /عقل / أسبوع / مطالعات / منصب انتخابي ؛حملة / هناك تعاريف ومصطلحات انتخابية كثيرة ، وكلمة الانتخابية هي مصدر صناعي ،ولها مصطلحات عديدة ؛المعركة الانتخابية ، الفترة الانتخابية ، القائمة الانتخابية ،الهيئة الانتخابية ، تحالف انتخابي ، تزوير انتخابي ، دعوة انتخابية ،   الانتخابات الأولية المباشرة ، الانتخابات المحلية ،الانتخابات التشريعية ، والانتخاب أو الاختيار الطبيعي ؛نظرية داروين صاحب نظرية التطور في الأجناس الحية ، وقال إن ذلك نتيجة اختيار طبيعي لصالح الأجناس الأكثر أهلية للبقاء… والبقاء للأنواع الحيوانية والنباتية ،مكتوب لأفضلها تكيفا مع البيئة ومنها تنازع البقاء ، ومنها المقولة ؛البقاء للأصلح …وبالنسبة للانتخابات لابد من اختيار الأفضل والأصلح والنزيه والعفيف ، للمشاركة في تسيير الشأن المحلي والجهوي والوطني .

قبـــــــــــــــــل ؛

ــــــــــــــــــــــــــــ

كلما اقتربت  الانتخابات المحلية والتشريعية ،إلا واقترب المترشحون من ساكنة القرية بحوماتها ومداشرها ،والمدينة بأحيائها ومقاطعاتها وشوارعها ،واقتربوا من المواطنين في الأعراس والمآتم ، وعادوا المرضى والمعوزين في المنازل ، وبحثوا وسألوا عن حالة  الساكنين وطريقة معيشتهم ، واستمعوا إلى انتظاراتهم وانشغالاتهم واهتماماتهم ،واطلعوا على وضعية مداشرهم وحوماتهم وأحيائهم من حيث ؛النظافة والعمل والسكن والإنارة والماء الشروب والطرق والصحة والتعليم والإدارة والمواصلات والأمن ..ثم ينصرفون ويعدون بأنهم سينجزون كل شيء ،وسيغيرون فورا وحالا حالة الحومات  والمداشر المزرية التي بقيت على حالها منذ الاستحقاقات السابقة ، كأنهم يملكون خاتم سيدنا سليمان ، هذا بهتان وكذب ،والسياسة هي فن الكذب ،والساكن يثق في كل ما يقولون …وبعد ذلك لا يطبقون ما قالوا وما صرحوا وما وعدوا به وما عاهدوا عليه…

أثناء خوض غمار الانتخابات والمشاركة في حملاتها ، يعدّون صفوفا من السيارات، لتطوف في المداشر والحومات والمدينة ،بترديد شعارات  لا علاقة لها بانتظارات واهتمامات وانشغالات الساكنين ، وبدون  تقديم برامج تهم الساكنة ، وإنما ما يجري ويدور دائما وأصبح عادة ؛  هو افتخار وذكر عيوب المشاركين الآخرين ،لأجل كسب الأصوات بطرق غير نزيهة وديمقراطية ،وتسخير الأطفال والشباب الأبرياء الذين يحلو لهم  الطواف وركوب  السيارات  المخصصة للدعاية ، وهمهم تجزية الوقت ،ما داموا في حالة فراغ وشرود وركود وجمود ،كأن السيارات  في سباق “رالي “، وترديد أغاني وأهازيج  كأنهم في “أورار” أو في عرس أو في مهرجان ، تعمه الفوضى ويغيب فيه النظام والانضباط، وترديد شعارات معادية فيها حقد وغل ،كأنهم  في مشاجرة عنيفة ،وخصومة قديمة ،لتصفية حسابات عتيقة ، وكأن بينهم  حزازات  تبقى   عبر مرور السنين،وتتحول أحيانا إلى الثأر الذي هو ضعف في الشخصية كقول الشاعر :

قد ينبت المرعى على دمن الثرى // وتبقى حزازت النفوس كما هي

حزازت ناتجة عن غياب الوعي والثقافة السياسية ، بدلا من النظر في انتظارات الساكنة وما تحتاج إليه ، وما يمكن انجازه وإصلاحه ، فلا أنجاز ولا إصلاح …؛لأنه  كلام فارغ هواء ، ولغو ولغب ولوق ،وقول مجوف منمق مزوق ، وشعارات مدونة على وريقات يلعب بها الأطفال ،تعجبهم الصور والألوان ، وأحيانا تبعثرها الرياح، فترسلها تارة إلى الجبال، وتارة أخرى إلى البحار، وتارة يعلق بها  شوك العوسج والسدرة في الوهاد والنجاد ، وتارة أخرى تلعب بها القطط والكلاب في الحدائق والشوارع ……وتارة أخرى تستعمل  في لف حب  نوار  الشمس ،وحب اليقطين والبندق والنبق … وتارة أخرى في أشياء ومآرب أخرى ….وقد كلفت هذه الأوراق ملايين من السنتيمات  المرمية في الشوارع والأزقة  والحدائق والساحات والباحات ، كافية لإنشاء مكتبة أو مدرسة أو إصلاح الحديقة التي يلقون فيها الخطب السياسية ، وهم يرون ويعاينون وضعيتها البئيسة الفقيرة ، ومنظرها القاحل الماحل ….والمليئة بالأدران والأزبال،  وعظام وجماجم الحيوانات  التي تأتي بها الكلاب المتهارشة المتعاظلة ، يتناقضون في أقوالهم ،ويتلكؤون عن أفعالهم وأمورهم ، ووضعية المدينة والحومات والمداشر شاهدة على تناقضاتهم وتصرفاتهم الحربائية المتسمة بالفرارية والفشل والاحتضار والاندحار ….

 

بــــعـــــد؛

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور خمسة عشر يوما من الحملات التي كانت عبارة عن حفلات ومهرجانات وأعراس ، وضجيج وصخب ،وطواف ودوران ب “المداشر والحومات “على متن السيارات عبر الشوارع والطرقات المعبدة ،دون الولوج إلى قلب الحومات والمداشر بالترجل  عبر طرق لزبة ، لا تصلح حتى للدواب ،مليئة بالأحجار والأحراش والغبار، للتقرب من الساكنين واستفسارهم عن حالتهم ومعيشتهم ،وهم  بدون إنارة وماء وطرق لفك العزلة عليهم ،وإنقاذهم من الظلام ، والتعب والعياء  كل يوم في البحث عن الماء، وسقيه من السقاية البعيدة …كما في بوقانا وسيدي موسى والقرمود وإمكدارن …وغيرها من الحومات والمداشر والأحياء التي  تعيش في عزلة وظلام …. وبعد الإعلان عن النتائج ، أصبحت  المداشر والحومات الشوارع هادئة ،والمقاهي خاوية  من أولئك الذين كانوا يعمرون الشوارع  و”الحومات والمداشر” ، ويرددون الشعارات الجوفاء خاوية من مضامين البرامج المسطرة للحزب ، ويرقصون مع أنغام القطع الموسيقية والأغاني الشعبية ، ويقولون :”أفران أذبعذ ،أفران أدكعذ “،أسطوانة قديمة ، أصبحت مشروخة متجاوزة ، لا تسمن ولا تغني من جوع ،بعيدة عن أخلاق الانتخابات ومبادئ الديمقراطية ،فيها عنصرية واغتياب، وكلام مؤلم مقرف مجحف ..، وغيرها من الشعارات التي يندى لها الجبين ، علاوة على الضجيج والفوضى ، هذا اليوم؛ ثامن أكتوبر أي  بعد يوم الاقتراع ؛ لا أثر لهم ولا ذكر ولا نشر ، والبعض يقطن في أماكن بعيدة عن بني انصار ، ولا يقطن بها ليشم رائحة الأزبال المزكمة للأنوف ، والتي تشمئز منها القلوب ، ويختنق بها الجهاز التنفسي ،بالإضافة إلى قرصات ولسعات الناموس والذي انتشر بكثرة في هذه الأيام .

انتهت “السكيتشات “والسيناريوهات ” والأكليتشيهات “والشكليات   والمسرحيات والأعراس  والأقراص …،  والساكنة تنتظر التغيير الفوري، والإصلاح والرقي ،والرفع من مدينة بني انصار وجعلها جنة ،كما قيل وكرر ويكرر  في الخطب الرنانة ، وما ردد ويردد من الشعارات المعهودة المجترة المبتذلة ذات المضامين الخاوية فوق المنصات المنمقة …..لا شيء من هذا ،ولا من ذاك ، ولا من ذلك ، وقد غاب الجميع للبحث عن تشكيلات أخرى للظفر بالمقعد والجلوس لمدة زمن الولاية ، ولا يظهرون  إلا عند اقتراب استحقاقات أخرى ، ليكرروا  نفس الأسطوانة  المشروخة بعيدين عن هموم “الحومات والمداشر” والقرى والمدينة ، سيهتم  البعض بأمور أخرى ، سيفكرون  في الامتيازات والسيارات الفارهة ، والجلسات في المقاهي الراقية ،والمطاعم الغالية، والحانات والملاهي الصاخبة ،بين الرقص والبم والبض ، ناسين هموم فطوش ومنوش وقدور وزعطوط ، وسينسون  حتى الذين كانوا يرددون تلك الشعارات  في زمن الحملة الانتخابية لصالحهم   من أجل الظفر بذلك المقعد العزيز بالبرلمان … ،وليعيش بعضهم  بحوالة تضمن لهم الحياة في سعادة وأمان، وحتى التقاعد رغم أنهم لم يقدموا  أي شيء من الخدمة: كالأستاذ والممرض والموظف والعامل والمنظف وو…، فما يقدمونه هو رفع الشعارات في الحملات ….، ثم الجلوس على الكراسي، وأحيانا تتحول الكراسي إلى أسرة للنوم العميق ، دون الاستماع إلى المداخلات والمناقشات …  فماذا  تنتظر من قرملة ..؟؟ ، أما الذين كانوا يناصرونهم لأجل الفوز، فلا يستطيعون اليوم ؛الكلام والجهر بالحق ، والاحتجاج لأسباب يعرفونها جيدا ، والمدينة و”الحومات والمداشر” ستبقى مهمشة معزولة محرومة من أبسط الحقوق ،والعيش الكريم والكرامة والإصلاح والتنمية ، إنها مسرحيات قديمة من تمثيل وإخراج السماسرة والانتهازيين ومرتقبي الفرص والطماعين ، لذلك بقيت مدينة بني انصار الوحيدة  ـــ كما قال بعض الغيورين ــ بدون إشارات ضوئية  فيما يخص المرور ،وكما أشار إلى ذلك معشر الكتاب بهذه المدينة ، وبدون الضروريات ، كالمستشفى بعدة تخصصات ،  ومركز للقصور الكلوي ، وقسم للولادة ، والمستعجلات ،لأن كثيرا من الحوادث تقع ولا يمكن نقل المصاب على وجه السرعة لتلقي الإسعافات ، لأن مدينة الناظور بعيدة عن بني انصار بعشرة كيلومترات ، ولا بد من إنشاء مركز لرجال المطافئ  ، وإنشاء  مصالح عمومية لتقريب الإدارة من الساكنين، وكل ما يخدم مصلحتهم  .

خــــــــــــــاتمــــة

ـــــــــــــــــــــــــــ

أختم بما نشرته في الثلاثين من  شهر  شتمبر على صفحة الفيسبوك ؛ليست الحكمة في “الشظيح والرديح”والرقص والموسيقى الصاخبة والصياح ،ودق “الطعريجة “والطبل والبندير ونقر الدف ، والنفخ في المزمار والبوق والصور و”الدقة المراكشية ” ور قصة “الكدرة ” و”أحيدوس ” و”أقلوز “و”البوجا “….بدون هدف ومغزى ،لأنها من التراث الإنساني ،ولها مقامها ومناسبتها ونظامها وقواعدها ، ولأنها من الفنون الشعبية ،ولها دورها الاجتماعي والترفيهي والترويحي …وليست الحكمة في الصراخ والفوضى والهرج والمرج ،وترديد شعارات جوفاء مشينة تنم عن الهمجية ، ولا تنم عن الوعي السياسي والمعرفة والثقافة والتجربة والحكمة والحنكة ، ولا تنص على ما ينوي الحزب القيام به في السنوات القادمة ….أثناء القيام بالحملات الانتخابية في الشوارع والأزقة ، وإلقاء الخطب فوق المنصة لبيان البرنامج وخطة العمل … إنه هرج ومرج وصخب ولجب وصراخ وصياح ، لكسب الأصوات والفوز والظفر بالمقاعد فقط ….وإنما الحكمة هي في إصلاح هذه المدينة وإنقاذها من الفساد والتقهقر والتهور واللعب ،”ليل نهار”، والفشل الذريع الذي نخرها لضعفها في تحمل المسؤولية والعجز عن تسيير شؤونها وعدم توفير مناصب الشغل لشبابها الموعودين بوعود عرقوبية حربائية تمويهية أثناء الحملات …إذا أسندت الأمور إلى غير أهلها فانتظر الساعة ….إن سياسة التهريج و”التخرويض والتخربيق والتشرفيح والتشفطيط”لا تفيدنا في شيء ، لا تفيد هذه المدينة المنسية المهمشة في جميع الميادين …وتفضي بنا إلى التأخر والاستغلال ،وقضاء المصلحة “العامة “بطرق معروفة منذ أزيد من نصف قرن ، وسنستمر على هذه الوضعية باستمرار سياسة الطبل ،وشراء الذمم والتهريج ، ونقر الدف ، ودق الطبل والبندير، والنفخ في البوق والمزمار كلما قربت الانتخابات ، والمدينة تموت وهي حية يوما بعد يوم ، وشهرا بعد شهر ، وعاما بعد عام ،بل سنوات ….كأنها أصابها الجدب والقحط والمحل والقحل والجهل والعجف والرعن ….اااا.

وأخيرا بمناسبة اليوم الوطني للمرأة الذي يصادف عاشر أكتوبر من كل سنة ، وبعد الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية  النهائية في ثامن أكتوبر ،وقد  رأى بعض الملاحظين أن نسبة فوز المرأة في الانتخابات عشرون في المائة ، لذا لا بد من تشجيع المرأة التي هي عنصر فعال حيوي ،وهي نصف المجتمع ،وأم حنون وهي التي تربي الأجيال  في البيت قبل المدرسة، وهي المدرسة الأولى في  تكوين أولادها تكوينا سليما وفق مكارم الأخلاق والقيم النبيلة ،وقد قيل وراء كل رجل عظيم امرأة ، وقال فيها الزهاوي :

إنما المرأة والمرء سواء في الجدارة

علموا المرأة فالمرأة عنوان الحضارة

وقال أمير الشعراء أحمد شوقي  :

وإذا النساء نشأن في أمية /// رضع الرجال جهالة وخمولا

وعلى المنتخبين جميعا ذكورا ونساء  ،أن يبتعدوا عن السلوك القديم الفاشل المتمثل في التبجح والأبهة والفرار ، والفرح بالظفر  بالكرسي في البرلمان بغرفتيه وفي المجلس البلدي والقروي ، وإنما اليوم هو النزول من البرج العالي ، والابتعاد عن العيش في الخيال والهيام والتيهان ،والتفكير في المشاريع الخاصة ….، أجل النزول  إلى أرض الواقع ، والسير  والتجوال في “الحومات والمداشر” والأحياء  والقرى والمدن والشوارع  بالتقرب من المواطنين ، والاستفسار عن  حالتهم  ؛ صحيا وتعليميا وماديا ومعنويا وشغلا .. ،ولرؤية ما يدور فيها ،وما تفتقر إليه؛ من ماء شروب وسكن  وبنية   تحتية وإنارة ومدارس ومستشفيات ومصالح وخدمات، ومؤسسات عمومية ، وملاعب لكرة القدم ،ومركبات ثقافية ورياضية ….وعلى البرلمانيين أن يفتحوا مكاتبهم  في الأماكن التي فازوا فيها للاتصال بالساكنين ، لتلقي  شكايات  الساكنة وتفقد حاجياتها ،  والاطلاع على أحوالها ، و ما تعانيه من حيف ضيم وإقصاء وتهميش وحرمان من الضروريات والعيش الكريم والكرامة والأمن والطمأنينة ، هذا ما يريده المواطنون جميعا ، على المسؤول أن يكون في خدمة  الوطن والمواطن  والمدينة والحي و”المدشر والحومة “والقرية  ، وألا يكون المواطنون في خدمة المسؤول ، ومكتبه أن يكون/ دائما أبدا / أثناء العمل مفتوحا على مصراعيه ،  لا في خدمة مشاريعه ، ورعاية أهله ، وخدمة ذويه  ففي هذا ميز وعنصرية وأنانية  وتهميش وإقصاء ،وعلاوة على هذا الغياب والذهاب إلى المقاهي للتفاوض وو…. ويلاحظ أن بعض المسؤولين يستخدمون سيارات الدولة  والمصلحة في التنزه  في يوم السبت والأحد ،وخارج أوقات العمل ، للتبجح والافتخار … وفي هذا استنزاف لميزانية الدولة ،في غياب المراقبة والمحاسبة والحكامة وترشيد النفقات ….؟؟اا.

 

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .