كتب: عبد المنعم شوقي:
قطرات قليلة من المطر شهدتها مدينتنا زوال هذا اليوم.. هذه الزخات الخفيفة كانت كافية لتعري مرة أخرى عن الواقع البئيس لبنياتنا التحتية..
ففي جولة لي مساء هذا اليوم، لاحظت بأم عيني كيف اندفعت مياه الواد الحار إلى الخارج على طول شارع محمد الخامس و محمد الزرقطوني وبكل تلك المنطقة القريبة للنادي البحري و مقر عمالة الإقليم.. مياه ملوثة مائلة إلى السواد، روائح كريهة تزكم الأنوف و مواطنون متذمرون يلعنون القائمين على مثل هذه الشؤون..
الغريب في الأمر أيها الأحبة أنني عاينت شاحنة تنظيف واحدة اجتهدت فقط لإزالة هذه الفوضى من محيط مقر القنصل الاسباني بالناظور، لتترك باقي الأماكن تعيش مأساتها لوحدها.. فهل أصبحت كرامتنا في هذه الدرجة من الحضيض حتى يعمد القائمون على أمورنا إلى تنظيف محيط سكن الأجانب و إهمال كل ما يتعلق بأبناء هذه المدينة؟؟..
لقد وصلنا إلى القاع أيها الأصدقاء، ويبدو أننا أصبحنا مجرد حثالة في مدينة تتأثر أنابيبها بقطرات مطرية معدودة، ثم يخرج إلينا بعد كل هذا مجلس جماعتنا “الموقر” ليخبرنا أنه حقق والحمد لله فائضا في ميزانيتنا لهذه السنة.. فهل من عاقل يصدق أن مدينة تعيش الخصاص في كل شيء، و تعاني الفساد في كل شيء سوف تحقق فائضا في ميزانيتها؟!.. إنه العبث بعينه.. عبث بالمسؤولية و الساكنة و الوطن.. عبث يحتاج لمساءلة و محاسبة دون أن يمر مرور الكرام…
تعليقات الزوار ( 0 )