الرئيسية ضيف البديل موسم_الهجرة_بين_الأحزاب … كتب: عبد المنعم شوقي

موسم_الهجرة_بين_الأحزاب … كتب: عبد المنعم شوقي

كتبه كتب في 23 يناير 2021 - 2:50 ص
كتب: عبد المنعم شوقي – جريدة البديل السياسي :
في خضم الجائحة (266):
كتب الأستاذ عبد القادر طلحة قيدوم مناضلي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تدوينة على حائطه الفايسبوكي يستفسر من خلالها كتابتهم الإقليمية حول صحة خبر إقدام أحد أو بعض أعضاء حزبه على الانتقال إلى حزب آخر..
هذا التساؤل الصادر عن أستاذنا يعيد إلى الأذهان مرة أخرى ظاهرة هجرة المنتخَبين من حزب لآخر خصوصا مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.. ويبقى ذلك طبعا بهدف تحقيق مصالح ذاتية و مكاسب شخصية أكثر..
لقد تعودنا أيها الأحبة أن نشهد هذه الحركة الانتقالية بين أحزابنا طمعا من المترشحين في تبوؤ مراكز الصدارة على رأس اللوائح الانتخابية.. وبالتأكيد، فإن هؤلاء المعنيين بالأمر يبادرون إلى تغيير جلودهم دون أدنى اعتبار لما يُسمى ب”مبادئ الحزب” و توجهاته و قناعاته الفكرية والمرجعية..
بل إن الأهم لديهم هو تعبيد الطريق نحو كراسي المسؤولية وتدبير الشأن العام.. أما أحزابنا مع الأسف، فهي أيضا لازالت تؤمن وترحب بمناضلي “آخر ساعة” لتمنحهم تزكياتها على ظهر المخلصين و الأوفياء لقيم الحزب..
فأحزابنا أيضا، لا يعنيها سوى ربح المزيد من المقاعد لتستطيع نيل حصتها من كعكة توزيع المسؤوليات..
الغريب هنا أيها الأحبة أن الأسماء التي تشارك في هذه الحركة الانتقالية هي نفس الأسماء التي سبق لها أن تقلدت مناصب تدبير جماعاتنا، وهي في غالبيتها أيضا نفس الأسماء التي صنعت لنا هذا الواقع البئيس الذي نعيش فيه، وهذا التشاؤم الذي أصاب الساكنة.. فكيف تصبح لها كل هذه الجرأة لترغب في مواصلة مشوارها الفاشل؟؟ وكيف يسمح لها ضميرها بالاستمرار في تسيير الشأن العام رغم ما راكمته من خيبات و ويلات و انتكاسات؟؟..
هل ستعود إذن نفس الوجوه لتعطي نفس النتائج؟؟ هل سيكون قدرنا هو البقاء تحت رحمة هؤلاء دون بروز أسماء جديدة قد تعيد الدماء إلى شرايين مدينتنا؟؟..
إننا معنيون جميعا أيها الأحبة بالعمل من أجل التطهير و التغيير و التجديد..
و أصواتنا التي لا نعيرها اهتماما هي التي تصنع أمثال هؤلاء، وهي التي من شأنها الإصلاح أو التدمير..
وتحضرني هنا إحدى الطرائف الواقعية حين توجه أحد المصلين إلى خطيب المسجد يلومه حول إكثاره من الحديث عن السنن والفرائض، و حول عدم تطرقه للحديث عن آفة الفقر التي تعاني منها أغلبية الساكنة.. فما كان من الخطيب إلا أن يجيب السائل بكل حزم: (أنا هنا خطيب مسجد.. ولست رئيسا أو منتخَبا.. أما الفقر الذي تتحدث عنه، فهو مسؤوليتك أنت ومن معك من الذين باعوا أصواتهم ب200 درهم)..
هكذا إذن هي أحوالنا أيها الأحبة.. فهل سنشهد عهدا جديدا أم أن حليمة ستعود لعادتها القديمة؟؟…

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .