الرئيسية الأنشطة الملكية الحسن الثاني: لم تقلقني موارد الجزائر البترولية لأنها لا تحسن المعاملات التجارية

الحسن الثاني: لم تقلقني موارد الجزائر البترولية لأنها لا تحسن المعاملات التجارية

كتبه كتب في 9 يناير 2021 - 8:07 م

جريدة البديل السياسي :

في كتاب “ذاكرة ملك” يتحدث الملك الراحل الحسن الثاني، عن علاقة المغرب بالجزائر والدول المجاورة وكذا علاقته بدول أجنبية.

 الكتاب الذي صدر في الأصل باللغة الفرنسية، وهو حوار مطول مع الصحفي الفرنسي إيريك لوران، يحتوي على أفكار تخترق مسافات زمنية وتعرض وقائع مكثفة مرتكزة على حقائق معاشة.

 – هل كان يقلقكم تنامي قوة الجزائر في أوساط السبعينيات ؟

بكل صراحة، لا، ولو طرحتهم هذا السؤال على المغاربة من كل الفئات الاجتماعية والاتجاهات السياسية، فسيكون جوابهم أن الشخص الذي كان أكثر هدوءا إزاء ما كان يجري في الجزائر هو جلالة الملك، ومع ذلك فإن المغاربة أصبحوا منذ أحداث 1963 حذرين للغاية من جارهم.

 – ألم يكونوا قلقين من الموارد الهامة التي كان يدرها البترول ؟

إن ما جعلني أطمئن هو طريقة استعمالهم لتلك الموارد

 – لماذا ؟

لأنهم في الوقت الذي كانوا يستغلون فيه البترول، كنت أنا أشيد السدود، وأعرف أن المسؤولين الجزائريين كانوا يتهامسون عني آنذاك بسخرية ويقولون : “إنه يغرس الطماطم في الوقت الذي نحفر فيه نحن آبار البترول”، وها هي الأحداث شاهدة على ما أقول في قرارة نفسي، والتاريخ والحمد لله، ليس كتلك السيدة التي تحتاج إلى تجميل لتبدو أكثر جمالا، فالتاريخ يبقى دوما هو التاريخ، وهو يظهر سة الاقتصاد الموجه بصرامة كما يجب ومتى يجب وأين يجب.

 – متى بدأتم تعتقدون أن الاختيارات الاقتصادية للجزائر قد تؤدي إلى الطريق المسدود؟ وما هي الدروس التي استخلصتم من ذلك بالنسبة للمغرب ؟

كان ذلك بعد السنة الثالثة أو الرابعة من اعتلائي العرش، وقد خلصت إلى استنتاج لا جدال فيه، وهو أن الدولة لا تحسن المعاملات التجارية، أولا لأنها لا تعرف كيف تبيع وتشتري، وثانيا لأن لها مهام أخرى. ومنذ ذلك الحين أصبحت من أنصار المبادرة الخاصة، شأني في ذلك شأن ذلك البحار الذي يتمسك بصاري السفينة وهو يخوض الأخطار ويجابه العاصفة. إلا أن الأمر لم يكن يتعلق بموقف متطرف. ذلك أنني أعتبر أن الليبرالية العمياء، مثلها مثل سياسة الاقتصاد الموجه بصرامة، تعد قاتلة. وقد أكدت الأحداث التي شهدتها لوس أنجلس مؤخرا أنه يتعين على المسؤولين الأمريكيين اعتماد تدخل الدولة، بعض الشيء، في سياستهم الاقتصادية. فمنذ 1964 إذن، وأنا أعرف أن الدولة برهنت على أنها تاجر فاشل، إلا أن كل مشكلتي كانت تكمن في كيفية النجاح في اعتماد الليبرالية، إذ لم يكن هناك ادخار وطني. وكنا نجد في مختلف جهات المملكة بعض العائلات الغنية، إلا أن ثرواتها لم تكن تمثل حتى عشر الثروات التي كانت تملكها بعض العائلات الأوروبية، ولتأسيس نظام ليبرالي يتعين امتلاك ثروة وطنية مرتكزة على الادخار، ولم يكن أحد آنذاك بقادر على ذلك. وبالتالي فكان لا بد من الارتجال والعيش دون تخطيط. وفي مثل هذه الحالة تكون “البرغماتية” أحيانا سبيلا للخلاص.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .