الرئيسية ضيف البديل في خضم الجائحة (242):#كفى_استهتارا_بالمواطنين…كتب: عبد المنعم شوقي

في خضم الجائحة (242):#كفى_استهتارا_بالمواطنين…كتب: عبد المنعم شوقي

كتبه كتب في 29 ديسمبر 2020 - 2:49 ص
كتب: عبد المنعم شوقي- جريدة البديل السياسي :
عاينتُ اليوم منظرا مستفزا حدث بإحدى إداراتنا العمومية أين كنتُ متواجدا لقضاء غرض شخصي. توزع المرتفقون إلى صفين طويلين، و كنتُ كالبقية أنتظر إلى أن يحين دوري. و في فترة الانتظار هذه، رمقت عيني شخصا مسنا يتواجد في الصف المقابل.. لقد تذكرته جيدا، فقد كان رجل أمن شهما و نبيلا.. تذكرت كيف كان مخلصا في عمله وهو يصول و يجول في مختلف شوارع و أحياء الناظور قبل أن يلتحق للعمل داخل مقر المنطقة الأمنية بالناظور. لاحظتُ أن ملامح وجهه توحي بأنه تقاعد، و بأن التعب و الكِبرَ قد تملكا منه. و بالفعل، فبعد لحظات قليلة، باغته دُوار كاد أن يسقطه أرضا.. فهرول نحو كرسي كان فارغا بجانبه، فجلس عليه ليأخذ قسطا من الراحة حتى يستعيد عافيته. و في هذه الأثناء، تدخل بكل وقاحة فرد تابع للأمن الخاص المشتغل بتلك الإدارة، و أمر المسن المنهَك بالقيام و المغادرة إلى الخارج… و هو الأمر الذي امتثل له المعني بالأمر دون تردد بينما بدت السعادة و النشوة ظاهرتين على رجل الأمن الخاص وكأنه يتباهى بكونه حقق إنجازا خارقا للعادة.
تألمتُ كثيرا لبشاعة المنظر: رجل أمن خاص غبي و بليد يطرد شخصا مسنا أفنى حياته في خدمة بلده و في السهر على راحتنا و أماننا و طمأنينتنا.. قصدتُ رئيس المصلحة بتلك الإدارة، و أخبرته بالواقعة.. فوعدني بأنه لن يتهاون مع من تسبب في هذه الفعلة الحقيرة.
هذه الحادثة التي عاينتها أيها الأحبة تُحيلنا على ظاهرة سلبية بدأت تتفاقم و تأخذ أوضاعا أكثر خطورة.. و هي ظاهرة استغلال النفوذ و استعمال الشطط من طرف العديد من أفراد الأمن الخاص الموزعين على العديد من إداراتنا و مؤسساتنا. طبعا لا أريد التعميم لأن فيهم من يملك حسن السلوك و أدب التواصل و طيب التعامل.. و لكن غالبيتهم تخلو منهم صفات اللباقة و الاحترام و الحوار.. و شخصيا، أستغرب كيف تقوم الشركات المسؤولة باختيار مثل هؤلاء الأغبياء لتولي مهام نشر الأمن و فرض النظام.. لقد كان حريا بها أن تنتقي طواقمها بناءا على درجة الوعي و أدبيات التعامل و فن التواصل.
كفى استخفافا و استهتارا بالمواطنين.. و كفى من موظفين فاسدين و مستخدمين فاسدين يزرعون اليأس و الفشل في نفوس المرتفقين حتى صارت أغلب إداراتنا رمزا لسوء التدبير و التنظيم و التسيير… إلى متى ستظل هذه الممارسات الشنيعة طاغية رغم أن صاحب الجلالة نصره الله يدعو مرارا و تكرارا إلى إصلاح الإدارة المغربية و يدعو المسؤولين إلى احترام و مراعاة شؤون المواطنين!!..

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .