الرئيسية البديل الثقافي السعودية .. قمة مجموعة الـ 20 والتفاؤل بتجاوز تداعيات فيروس “كورونا “وتحقيق التعافي الاقتصادي عالميا

السعودية .. قمة مجموعة الـ 20 والتفاؤل بتجاوز تداعيات فيروس “كورونا “وتحقيق التعافي الاقتصادي عالميا

كتبه كتب في 24 ديسمبر 2020 - 4:29 م

جريدة البديل السياسي – و م ع:

شكلت قمة دول مجموعة العشرين، التي انعقدت بشكل افتراضي شهر نونبر الماضي ، برئاسة السعودية حدثا بارزا طبع سنة 2020 بالنظر الى القضايا التي طرحها والتفاؤل السائد برفع تحديات جائحة ” كورونا ” الاقتصادية والاجتماعية والصحية وبالتالي تحقيق التعافي الاقتصادي الذي تنشده دول العالم.

فقد مثلت السعودية طيلة يومي 21 و22 نونبر الماضي قبلة توجهت اليها أنظار العالم لكونها استضافت الدورة ال 15 لاجتماعات قمة قادة دول المجموعة التي تعد أكبر منتدى للتعاون الاقتصادي الدولي، وتضم قادة من جميع القارات، وتشكل دولها الأعضاء ما يقارب 80 بالمائة من الناتج الاقتصادي العالمي وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية.

لقد اجتمع ممثلو دول المجموعة برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال هذه الدورة في ظروف استثنائية جراء وباء فيروس كورونا الذي اجتاح العالم منذ مطلع العام الجاري، لمناقشة قضايا مالية واقتصادية واجتماعية ملحة فرضت نفسها على المجموعة ان لم يكن على بلدان المعمور وفي مقدمتها مكافحة جائحة كورونا، والمساعدة في حماية الأرواح واعتماد خطط مدروسة تساعد على تعافي اقتصادات الدول جراء تداعيات الإغلاق.

وتزامن لقاء زعماء العالم مع تكثف الجهود العالمية لإنجاز وتوزيع لقاحات ضد كوفيد-19 على نطاق واسع في أعقاب تجارب ناجحة جرت مؤخرا فيما تتوالى الدعوات لدول مجموعة العشرين لسد العجز في صندوق خاص بتمويل هذه الجهود.

وفي هذا الصدد ،تعهّد قادة المجموعة في ختام القمة التي تعد الأولى من نوعها تستضيفها المنطقة العربية ،ببذل كل الجهود لضمان وصول لقاحات فيروس كورونا المستجد إلى الجميع بطريقة عادلة و”بتكلفة ميسورة”، وتلبية “الاحتياجات التمويلية المتبقية” بشأن هذه اللقاحات.

ويقول المنظمون إن دول مجموعة العشرين ساهمت بأكثر من 21 مليار دولار لمكافحة الوباء. بعد يومين من الاجتماعات عبر الشاشات ومع مواصلة تفشي وباء كورونا ،وفي ظل بوادر التفاؤل التي ظهرت على الأسواق في العالم، خصوصا في قطاع الطاقة ، اعتمدت أغنى دول العالم لهجة موحدة، واعدة بمساعدة الدول الفقيرة على مواجهة الفيروس.

وأقر البيان الختامي للقمة التي عرفت مشاركة عدد من قادة الدول، ومنظمات دولية وإقليمية في هذا السياق ،مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين حتى يونيو 2021، والتي سيستفيد منها أكثر من مليار إنسان في الدول المدينة.

كما عملت المجموعة على ضخ 11 تريليون دولار “لحماية” الاقتصاد العالمي ووضع دعائم التعافي الاقتصادي. أما المجال الآخر الذي ألقي عليه الضوء خلال القمة من طرف المشاركين، فتمثل في موضوع تغير المناخ ،حيث أكد رئيس الوزراء الإيطالي جيوسيبي كونتي الذي تسلمت بلاده رئاسة المجموعة برسم الدورة المقبلة للعام 2021 ، أن جهود المجموعة يتعين أن تنصب على انتقال سريع إلى مستقبل خالي من الكربون ودعم الاقتصاد المستدام ، فيما أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن بلاده ستسعى إلى استخدام منتجات نظيفة ومنخفضة الكربون، والاستخدام الآمن والفعال للطاقة، إلى جانب تسريع نمو الطاقة الجديدة والصناعات الخضراء، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية الأكثر مراعاة للبيئة.

بالمقابل عزا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ لكونها “غير عادلة” و”متحيزة”، وذلك لحماية العمال الأميركيين غير أنه أشار ايضا الى ان الولايات المتحدة عملت خلال الاربع سنوات الماضية على تخفيض نسبة انبعاثات الكربون وذلك “لضمان أن تكون الولايات المتحدة من بين أنظف هواء وأنظف مياه على هذا الكوكب” ويرى مراقبون أن القمة الاخيرة لمجموعة العشرين تعد قمة استثنائية بمخرجات والتزامات استثنائية ايضا، توجت جهود السعودية على مدار عام كامل في رئاسة المجموعة وتمخضت عنها سلسلة من التوصيات الهادفة لتحفيز الاقتصاد العالمي وحماية البيئة والإنسان ، فضلا عن دعم المبادرات العالمية المتعلقة بالحد من فيروس كورونا وتداعياته الشديدة على العالم، لا سيما الدول الأكثر فقرا.

وبالإضافة الى هذه المخرجات ،يمكن القول ان استضافة السعودية لهذه القمة ساهمت أيضا في جعل منطقة الشرق الأوسط محط أنظار العالم علاوة على طرح مجموعة من القضايا والتحديات الملحة التي تهم دول المنطقة من قبيل التنمية المستدامة وتنويع الاقتصاد الذي يعتمد في كثير من هذه الدول على عائدات النفط والمعادن.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .