الرئيسية كتاب وآراء من أوراق مهملة فوق الرفوف / كي لا ننسى أيــــــــن؟ وأخواتها…

من أوراق مهملة فوق الرفوف / كي لا ننسى أيــــــــن؟ وأخواتها…

كتبه كتب في 22 أغسطس 2020 - 3:55 م

بقلم ذ.محمادي راسي:

هذه البلدة دائمة الاخضرار والافترار، ومن فرط الوسن والوداعة والوجوم والافترار ،أصبحت كبقرة حلوب ،الكل يحلب لأنهم يعجبهم الخبيط ،وهي ما زالت قادرة على الحبو والترجل تارة، والتعثر مرارا وتكرارا ، رغم تلعثمها وعيّها عن الإفصاح والبيان عما يدور في خلدها وحيزومها من كمدة وغمة  ،وخرسها عما يصيبها من الخبس الذي نخر جسمها كالمرض المزمن ، فقد تركوها عليلة كليلة ماحلة ،كالذي تبرع بالدم فأصابه الوهن والوهي …..ثم يسيرون في الأرض مرحا وزهوا وتيها  وهلم جرا وغنجا وميدا وميسا…… 

                   هذه البلدة التي وشجت بها الهموم واشتبكت ،يسق وطاوط العقل ومنعدمو الضمير ما يلفونه أمامهم دون ميز أو حياء، يتوحجون إلى ارتكاب الموبقات ،ويتوشزون لفعل الشر ،ويبطون من قدرها وشرفها حتى تركوها كالوصيدة ، يظنون أن سماءها تمطر ذهبا وفضة خلافا للمأثورة ،وأرضها تنبت سينتيمات ودراهم ، فساروا في هذا المنحى الخابل القاتل لها منذ حين من الدهر ،ظانين أن أوديتها أنهار دائمة الجريان تحمل كل خير .. فحذاريكم من فيضانها ….ولكنها نضبت وجفت لم تعد ترحمهم ،أراهم اليوم يوجلون ويتقهقرون من جراء الاحتجاجات التي حصلت في الصيف الماضي ،وفي شهر رمضان المعظم ،وزادتهم المواقع الإلكترونية ارتخاشا وارتهاشا ورهقا ، بسبب تظافر الساكنة في ترصد حركاتهم وسكناتهم ،وتماسكها كالرواهص ، وبفضل المراهصة الدائمة أصبح المتهورون اليوم في لعبة تومي وجيري ،وبين الإقدام والإحجام؛ يقدمون رجلا   ويؤخرون أخرى .

 

                                                                                كتابتنا ستكون عبارة عن صيغ الندبة والاستغاثة والاستفهام ،

إننا دائما نندب ونتوجع ونتفجع وننادي وابني انصاراه ….ا،

ونستغيث لطلب مساعدة أو دفع مصيبة قبل الوقوع فيها : ياللمسؤولين "بفتح اللام"للمواطنين… وأحيانا التغلب على المستغاث له وإضعاف أمره : ياللمواطنين  من الظالمين الطاغين .

            دائما نسأل ونتساءل ونستفهم عن أشياء واقعية لا فلسفية ميتافيزقية أوسفسطائية ،فالله سبحان وتعالى نهانا عن السؤال عن أشياء فيها سوء  قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم "صدق الله العظيم

              إن أسئلتنا بسيطة ،لا إشكال فيها ، ولا غبار عليها ،لا نسأل عن الروح أو الساعة أو الغيب ،فذلك من علم الله ،وإنما نسأل متى ستكون بني انصار مدينة ؟ ،ونسأل عن المرافق والميزانية ومدى تطبيق ترشيد النفقات ،والصرف الصحي وهل عم جميع الأحياء ؟،  وأين الملعب البلدي ؟ ،وأين المركب الثقافي ؟ .

        لا نريد لما ينجز أن يشوبه غش ،لأننا نقوم بالترقيع ،فترانا نبني ونهدم وهكذا دواليك ،  وهلم جرا وترقيعا وهدما وبناء ،كأننا نقوم بعمل سيزيفي ، أضنانا السؤال والاستفهام والاستفسار حتى أصبحنا نكرر ونعيد نفس الكلام والأسلوب والأسطوانة " ، ونقول كيت وفعلنا ذيت …..وأين كذا ؟،

ومتى  وكيف وأنى وهل وكم ومن  ومن ذا وما وماذا وأي وأيان  ثم الهمزة ..؟؟..إننا سنموت وفي أنفسنا شيء من أين وباقي أدوات الاستفهام…"

              أين دار الشباب التي كانت بجانب البلدية ؟، لقد نسيناها ،ولم نسأل عنها قط ،ولم نتحدث عنها أبدا ،بينما هي عنصر مهم في تنشيط الناشئة جسميا وعقليا واستكشافا ، اليوم لا نسأل عنها وإنما نطلب بناءها من جديد ، أو بناء مركب ثقافي جامع لجميع الأنشطة التي سيقبل عليها شبابنا وتلامذتنا وكيف لا ؟ ، وبلدية بني انصارــــ فرخانة  فيها ثانويتان تأهيليتان ،وثانويتان إعداديتان ،ومجموعة عديدة من المدارس الابتدائية مع فرعياتها ،ففي المركب الثقافي خير متنفس للشباب والتلاميذ ،لاستثمار وتنمية مواهبهم الفنية في المسرح والموسيقى والفن والإبداع ،أن نعلمهم الخلق والابتكار،  وتصريف الوقت الثالث في ما هو أفيد وأنجع ،لا التقليد والتقاعس والجمود والتحجر والوجوم .

                     إن دار الشباب عليها أن تخلق فرقا في الشطرنج الذي هو مهم في الدول المتقدمة ،ففيه فوائد تربوية ونفسية وتثقيفية وصحية ،لأنه يبعث على التركيز والتروي قبل الإقدام على فعل شيء ،أو تحريك قطعة من قطع الشطرنج أثناء المباراة، ويحارب  شيخوخة المخ ،ويقضي على الخرف والزهايمير ، وحتى الكلمات المتقاطعة لها نفس الدور، بالإضافة إلى كسب ثروة لغوية تبقى عالقة بالذهن ، وكذلك السودوكو في تنمية الذكاء وسرعة البديهة والفطنة والحذق، وشحن الذاكرة بما يفيدها ويجعلها دائمة التذكر والتركيز والانتباه ،وبعض الدول المتقدمة طبقت قولة ؛العقل السليم في الجسم السليم ،فخلقت ما يسمى ajedrez—boxeo لاستخدام العقل والجسم ، ونرجو من وزارة التربية الوطنية إدخال الشطرنج /كمادة تدرس/ بالمدارس لما له من قيمة فكرية ومتعة للمخ والعقل ، ويصرف الشباب في الوقت الثالث عن تناول المضرات ، ثم إنه يقرب الشعوب بواسطة المقابلات الدولية ،هو أفضل من الانترنيت وهذا الأخير له سلبيات وإيجابيات ،وقد قال الكاتب البريطاني سايمون جينيكنز: "لست من أعداء التكنولوجيا، فالإنترنيت يعد أكبر مكافأة مبتكرة في حياة الإنسان …..ولكنه يخسرنا فرصة القدرة على قراءة جمل طويلة أو التعامل مع المعلومات المعقدة للغاية …….فالكثير من التحديق في الشاشات تكون سيئة للعينين وللظهر ".

              الرئيس الأمريكي بعيدا عن الرئاسة هو رجل قانون وثقافة جامعية عالية ، ينصح ابنتيه بالابتعاد عن الانترنيت ،وينصحهما بالقراءة ثم القراءة ، وفي مقالة سابقة تحت عنوان "أزمة القراءة " أشرت فيها إلى قيمة القراءة ودورها .في حياة الإنسان بصفة عامة …

                 أين المكتبة العامة للقراءة ؟ ،أين دار الشباب للقيام بمسابقات في الشطرنج ؟، أين المسرح للتمثيل ؟ ،هل سنمثل في الهواء الطلق ؟ ،أو سنكون كالمشائين أتباع الفيلسوف أرسطو الذين كانوا  يتلقون الدروس وهم يمشون في الطبيعة ….

            أين الملعب البلدي لتكوين الصغار في كرة القدم ؟ ،أين المتحف لنحافظ على تراثنا ؟ ، أين المستشفى الجامع لمختلف التخصصات ؟ ،أين المعهد للموسيقى ؟ ،والفيلسوف نيتشيه صاحب إرادة القوة قال "إن الحياة بدون موسيقى ستكون غلطة " ،وأونوراتو دي بلزاك لا يفهمها ، أين المعهد للرسم والنحت ؟ ،والرسم شعر صامت ومن الفنون التي لا يفهمها كبار المفكرين ،أين الحديقة بمفهومها الحضاري ؟ ،أين نصيب الشوارع الأخرى من الزفت والقير ؟،أين أهل الشأن المحلي ؟ …..وغيرها من أدوات الاستفهام …كمتى وكيف ولماذا …هذه الاستفهامات بدون أجوبة … بتاتا ….. إننا نعاني نفسيا وفنيا ورياضيا وصحيا وعقليا …ونغرق في الأوحال كلما هطلت الأمطار مدرارا .

                  أختم هذه المقالة المليئة بالمساءلة ،راجيا الأجوبة الشافية ، لمحاولة احتواء مشاكلنا المزمنة ،علنا نجد الحلول الكافية ، بقولة أحد علماء الأمريكان : "إذا لم نكن واعين فسيذكرنا التاريخ على أساس أننا الجيل الذي رفع إنسانا إلى القمر بينما هو غائص إلى ركبتية في أوحال الأمراض النفسية والعقلية "

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .