الرئيسية كتاب وآراء الإعلام أرهب قوة في العالم

الإعلام أرهب قوة في العالم

كتبه كتب في 4 يونيو 2020 - 1:14 ص

محمد قشتو – جريدة البديل السياسي:

عجبت أشد العجاب لمن يصدق الإعلام الغربي خاصة، والإعلام العالمي عامة حينما يبث أرقاما خيالية لأرواح بني آدم على أنها تحصد في اليوم الواحد بسبب كورونا، لاسيما حينما كان الوباء بإيطاليا.. فعشرات المنصات الإعلامية تبث نفس الخبر لكي تؤكد لك أن الخبر صادق، ولا تدع لك مجالا للشك في ذلك حتى تصدقه، ومثل ذلك كمثل نقطة ماء دائمة تلقي بنفسها على صخرة حتى تصير فيها موضعا بينا واضحا..

فأصبح الناس بذلك في العالم يتملكهم ذعر وخوف وفزع الله وحده أعلم به. وصار أغلب الناس ليس شغله الشاغل إلا متابعة الأرقام وبثها على جدران صفحاته على مختلق مواقع التواصل الإجتماعي.. في الحين الذي يجب علينا جميعا أن نفتح البصائر ونجتهد في فهم الواقع فهما عميقا، لكن إستسلمنا للأمر ولا نرى الإعلام إلا أصدق الصادقين . وما كان لي أن أكتب هذا إلا لأن هذا الإعلام الغربي لهو أشد الأسلحة فتكا على الأمة الإسلامية جمعآء، فمقارنة بـ (كورونا) تعالوا معي نرجع قليلا إلى السنوات الفائتة، وبالضبط في السنة التي شاعت فيها أخبار (أنفلوانزا الطيور) فشاعت الأخبار وأذاع الإعلام الغربي على مختلف منابره أن المرض سيقتل حوالي مائة وخمسين مليون إنسانا حول العالم، وحينما توفيت أول حالة أذاعتها تلك المنابر بشكل أرعن وبضخامة كبيرة..

فتملك الناس الرعب والفزع ولا حول ولا قوة إلا بالله؟ وأنا أسأل الآن: منذ ظهور (أنفلوانزا الطيور) إلى يومنا هذا كم من إنسان مات بسبب ذات المرض ؟ فهل تدركون إذا كيف يريد الغرب الفاجر بإعلامه الماجن السيطرة على العالم ليحوله إلى قرية صغيرة تمارس فيه الثقافة التي يريدها والعقيدة التي يتبناها بل الفكر الذي يحقق له أهدافه والهوية التي يريدها هو . وبعيدا عن نموذج الأنفلوانزا الطيور..

فلنرجع إلى الوراء قليلا مرة أخرى حينما احتلت أمريكا دولة العراق بسنة واحدة (٢٠٠٤) ولننظر كيف أنشأت أمريكا قناة عربية (الحرة) لتنشر من خلالها الفكر الذي يبسط نفوذها على الأراضي العراقية من خلال بث برامج تستهجن بالمقاومة العراقية وتعتبرها ألذ أعداء الإنسانية وذلك لأجل أن تقلل قيمتها ودورها داخل المجتمع العراقي..

وبرامج أخرى للإشادة بمواقف الخونة والعملاء باعتبارهم جسر تبادل الثقافات وغير ذلك.. ناهيك عن المسلسلات التي تنتج بجودة عالية تحمل بين طياتها مبادئ العلمانية الموبقة والفكر اللبيرالي المتطرف، وما تشاهدونه حاليا هو نتيجة ذلك؟ ولا ننس مساهمة هذا الإعلام أيضا في نجاح الإنقلاب الأخير بدولة مصر.. وكيف بث أرقاما خيالية على منصاته على أنها أعداد الحشود التي تطالب برحيل الرئيس محمد مرسي..

فإذا كانت ماهية الإعلام الغربي تكمن في السيطرة على العالم من خلال فرض توحيد فكرهم وهويتهم وثقافتهم وعقيدتهم فلا يخل الإعلام المحلي من خدمة أجندة العلمانية ذاتها ببث سما قاتلا يضرب في عقيدة الإسلام والمسلمين وثقافتهم وقيمهم ومبادئهم وتغليفه بما يسمى بالفن.. ووالله لا يزداد الأمر على مر السنوات إلا خطورة.. فعلى حد قول د. راتب النابلسي : (كان يستعملون القوة المسلحة بينما الآن يستعملون القوة الناعمة) فهذه القوة الناعمة تتمثل في الإعلام الذي ينشر أهدافه بطريقة فعالة وتقنيات ذات جودة عالية تجلب نسب المشاهدة الخيالية لتتسرب بذلك الأفكار والمبادئ إلى عقول البشرية مع مر السنوات..

فيصبح المشاهد المتابع بعدها يتبنى أفكارهم وثقافتهم ويصبح واحدا منهم. فعلى الإنسان داخل بيته وأسرته ومحيطه ومجتمعه أن يكون على قدر من الوعي والفهم العميق يميز فيه بين ما يصدقه وما لا يصدقه، وبين ما يستهدفه وما لا يستهدفه.. وبين إعلام ماجن يريد أن يحط من هويته وفكره وعقيدته وثقافته -وهو الأكثر- وبين إعلام هادف صادق يحمل رسالة نبيلة يتقاتل من أجل أن تصل -وهو الأقل إن لم نقل معدود على رؤوس الأصابع.

وإذا كان القراء على مر التاريخ يوصون باختيار أحسن ما تتناوله بالقراءة بدل قراءة كل كتاب يقع بين يديك خوفا من تسرب أفكار خطيرة وشنيعة إلى فكرك.. فكذلك يجب عليك أن تختار أصدق اختيار ما تشاهده وما يشاهده أهل بيتك لكيلا تطعن المبادئ السمحة والقيم النبيلة في نفوسهم، لاسيما إذا كنت مسؤولا عنهم. ولا أخفيكم سرا أنه مذ تعرض مرض العصر (كوفيد) للتضخم الإعلامي على مستوى العالم حتى أفرغته من فكري منصرفا عنه، فلا يضيرني بعدها حتى ولو قالوا أن أمريكا مات فيها عشرات الملايين، لأنه حتما ستأتي لحظة يخرج فيها الأمريكان فجأة بدون كمامة ولا لثام.. وهي التي تشاهدونها هذه الأيام وهم يتناطحون فيم بينهم جندا وشعبا بدون أدنى وقاية . #محمد_قشتو

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .