الرئيسية البديل الاقتصادي “فيروس كورونا والتداعيات السياسية والإقتصادية”

“فيروس كورونا والتداعيات السياسية والإقتصادية”

كتبه كتب في 30 مارس 2020 - 2:08 ص

"وسيم الشابي"، طالب باحث في الإدارة والمالية – جريدة البديل السياسي:
منذ اندلاع الحرب التجارية الصينية الأمريكية خلال العام الماضي، توقع المحللون الإقتصاديون انجرار الإقتصاد العالمي نحو أزمة قوية قد يكون تأثيرها طويل الأمد على الصين بالدرجة الأولى، ثم على أمريكا و بقية الدول. و خلافا لكل التوقعات، ظهر فيروس كورونا المستجد في توقيت جد حاسم، بعد أن أعدت كل الدول قوانين المالية للعام 2020 بناء ا على توقعات لم يكن لفيروس كورونا موطئ قدم فيها، و هذا أول تحد يواجه الإقتصاد الرأسمالي خصوصا في الربعين الأولين من السنة الجارية. الأكثر خطورة من ذلك هي المخاوف من استمرار تسبب الوباء في ركود اقتصادي طويل الأمد قد يمتد خلال الربعين الأخيرين من العام، و هو الأمر الذي لا تحمد عقباه. نسبة النمو لإقتصادات الدول الكبرى و العالم كنتيجة حتمية لا مفر منها سوف تكون أمام تحد ربما أكبر من ذلك الذي طرحته أزمة سوق الريبو 
لعام 2008.
فعند حدوث أي حدث تاريخي بارز على الصعيد العالمي تطرح رؤى جديدة تبشر بتغيير العالم اقتصاديا وسياسيا وايديولوجيا . وهذا ماحدث بالفعل ، فأثناء حدوث الازمة الاقتصادية العالمية التي بدأت شرارتها عندما طرحت بورصة نيويورك ملايين الاسهم للبيع ولم يوجد من يشتريها، وقد نتج عنها افلاس الكثير من البنوك والمصانع واغلاق ابوابها وحدوث بطالة بشكل مرتغع جدا .
لقد ادت الازمة المالية الى بروز النازية في المانياوالفاشية في ايطاليا واندلاع الحرب العالمية الثانية التي سببت مقتل حوالي خمسين مليون انسان من العسكريين والمدنيين وخسائر مادية وعمرانية هائلة . وبعد انتهاء الحرب واندحار النازية والفاشية على الجيش السوفييتي نشأت أنظمة موالية للاتحاد السوفييتي في دول اوروبا الشرقية 
ودخول العالم في حرب باردة انتهت بتفكك الاتحاد السوفييتي وزوال الانظمة الشيوعية في الدول التي كانت تتكون منها الاتحاد السوفييتي . وانفراط عقد حلف وارسو وتوجه معظم دولها نحو الاتحاد الاوروبي واضمام بعضها الى الحلف الاطلسي.
وباء كورونا اللعين دفع البعض الى القول أن فترة مابعد وباء كورونا لن يكون مثل فترة ماقبله ، وان الفترة القادمة ستتمخض عنها خارطة سياسية جديدة او مايسميها البعض بظهور دول عظمى جديدة .
هناك من يقول ان الصين وروسيا سيكون لهما شأن كبير في الخارطة السياسية الحديدة في فترة مابعد القضاء على وباء كورونا ، ويبقى الأمر مجرد توقعات ، لكن بالتأكيد أن الدولة التي تكبد اقل الخسائر المادية والبشرية وكذلك الجهة التي تتمكن من انتاج اللقاح المضاد لفيروس كورنا ستلعب دورا ما في عهد مابعد القضاء على فيروس كورونا .
فى النهاية ومن جانب اخر وعلى المستوى الاقتصادي، كشف الفايروس ان الاقتصادات الليبرالية باتت بحاجة لتدخل الدولة لدعم بعض القطاعات وفي مقدمتها قطاع الصحة وكذلك سيتطلب الاقتصاد دعم قطاع الانتاج وهو ما بدأ تطبيقه فعلا بدرجات متفاوتة حسب الإمكانيات الإقتصادية للدول، وهذا يعني ضرورة ان يكون دور اكبر للدولة في الاقتصاد، ولكن بشكل رأسمالى "كينزى" وليس لحساب المواطن والجماهير الفقيرة.. أيضا هناك تغيرات لا تقل أهمية على المستوى الإجتماعي، للفرد والأسرة والمجتمع، لكن سنفرد لهذا الموضوع مقالا منفصلا.. السلام عليكم.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .