الرئيسية كتاب وآراء  كلمة وجيزة بمناسبة  اليوم العالمي للمرأة العزيزة … بقلم ذ . محمادي راسي

 كلمة وجيزة بمناسبة  اليوم العالمي للمرأة العزيزة … بقلم ذ . محمادي راسي

كتبه كتب في 8 مارس 2020 - 8:58 م

 

  جريدة البديل السياسي–  بقلم ذ  . محمادي راسي:

 

         كلمة وجيزة بمناسبة  اليوم العالمي للمرأة العزيزة .

&&&&&&&&&

                  لا عدل بدون مساواة ، ندوات كثيرة ،حملات تحسيسية كثيفة ، لقاءات إعلامية في الإذاعة ، برامج واستطلاعات في التلفزة ،مقالات في الصحف والمجلات الأدبية والعلمية والسياسية ،تنكب وتنصب وتتحدث عن المرأة ودورها في المجتمع ،لكن فعاليتها ضئيلة ،تبقى حبرا على ورق ،أو أشرطة ذات صور مأخوذة من هنا وهناك وهنالك ، أو كلاما يذهب مع أدراج الرياح هباء منثورا ،  لا أريد أن أتحدث عن التعريفات التي منحت للمرأة ،ومكانتها في المجتمع الإسلامي والمجتمعات الأخرى …في ذلك كتب كثيرة من بينها "المرأة في حياة العظماء " على سبيل المثال لا الحصر ……وكذلك انقسام المفكرين من مؤيد ومعارض وبين / بين في مسألة السفور والحجاب والحرية والعمل خارج المنزل وو…. ؟؟؟اااا.         

                لا نريد الاحتفال بعيد المرأة بالزغاريد والرقصات ،وأكل ما لذ وطاب من الحلويات ،وتقديم عروض وورود وزهور وشهادات ، واستعراض آراء ومواقف المفكرين والفلاسفة والموسوعيين …إن ما نريده هو الوقوف بالأماكن الوعرة النائية التي  تعيش فيها المرأة في محنة وشقاء وعناء ،وتعاني من صعوبة الطقس والحرمان من ضروريات العيش ،أجل نريد الوقوف ؛لأجل تحسين الأوضاع وفك العزلة ،ومحاربة الهشاشة والتهميش والإقصاء، فهناك ملايين من النساء في إفريقيا وآسيا وغيرهما يعشن في فقر مدقع ،يأوين إلى  أكواخ من طين وتبن ووحل وأشجار، يتعرضن للعنف والاغتصاب وسوء المعاملة .         

             ما هي وضعية المرأة في البادية ؟ ،لا بد من توجيه الأسئلة للبحث عن الأدواء لإيجاد الأدوية،و"لكل داء دواء "،

وضعية المرأة الاجتماعية من حث العيش الكريم والسكن اللائق ……تختلف باختلاف مناخ وجغرافية البوادي ،هناك بون واسع ،وفرق شاسع ، بين المرأة القاطنة بالمدينة ،والمرأة الساكنة بالبادية ، إنها أي البدوية ، تشتغل بجانب الرجل لسد حاجيات البيت ،متمسكة بلباسها التقليدي ، بعيدة عن التبختر والتبرج والغندرة ، توقظ الرجل في الفجر للقيام بعمل ما في الحقل إن كان فلاحا ، وللذهاب إلى البحر إن كان صيادا ، تسرح المواشي صباحا ،وتريحها إلى المراح مساء ، تجمع الحطب ، تجلب الماء ، ترتب الأدوات المنزلية ، تعتني بأولادها ،توقد الموقد في الليل للطبخ ،وفي نفس الوقت لدحر   البرد القارس ، تشعل الفتيلة أو القنديل لمقاومة الظلام الدامس ، تتفقد سطح المنزل قبل نزول الأمطار لدرء القطارة ،أما الأرامل من النساء فكدحهن أكبر مما ذكر ، وما خفي أعظم ، ومع ذلك فهن متواضعات قانعات قانتات حامدات شاكرات … على الجمعيات الخيرية والمؤسسات الحكومية أن تتفقد وضعية البادية ، وتعمل على تحسين بنيتها المعقدة ،وتزويدها بالماء الشروب والإنارة ،وإنشاء مدارس ومؤسسات ومستوصفات ،وتعبيد الطرق وغيرها مما يضمن العيش الكريم ،ويدخل البهجة والطمأنينة والسكينة والشعور بالراحة على ساكنة البادية بمختلف شرائحها ، فالبادية هي أسبق من المدينة ،وهي أيضا تمدها بالمنتوجات  الفلاحية ، هذا ما يلزم القيام به كلما حل اليوم العالمي للمرأة ، لتشعر البدوية بوجودها إلى جانب المرأة القاطنة بالمدينة …

           الاهتمام بالمرأة في القرية أمر لا مفر منه ، لتستريح من جلب الماء ،وإشعال الفتيلة ، واحتطاب الحطب وغيرها من الأعمال الشاقة المضنية ،ولا بد من مساعدة النساء الأرامل والمطلقات قصد التغلب على شظف العيش والضنك  ،وتخصيص مدارس للتثقيف والتهذيب والقراءة والكتابة ، لترقى المرأة إلى مكانة شقيقتها في المدينة ، ولتتلو سورا أخرى في صلواتها بعد الفاتحة ،لأنها نصف المجتمع ، وليس كما وصفها شوبنهاور الفيلسوف المتشائم بقوله :"المرأة شعرها طويل وأفكارها ناقصة " ، بل هي المدرسة الأولى في التربية ،وخير شاهد ساطع ،ودليل قاطع ؛قول  أمير الشعراء أحمد شوقي :

وإذا النساء نشأن في أمية  &رضع الرجال جهالة وخمولا 

 

وشاعر النيل حافظ إبراهيم يراها مدرسة وأستاذة :

 

الأم مدرسة إذا أعددتها & أعددت شعبا طيب الأعراق 

الأم أستاذ الأساتذة الألى & شغلت مآثرهم مدى الآفاق 

       عود على بدء؛ الاهتمام بالمرأة بصفة عامة أمر ضروري كالماء والهواء مهما  اختلفت جنسيتها وهويتها ونشأتها ولون بشرتها ، فلا بد من احترامها وتقديريها  ومساعدتها ،وفي كل ما ذكر واجب أخلاقي إنساني اجتماعي تربوي حضاري ،وعلى المسؤولين في جميع ربوع المملكة الاهتمام بالمرأة وفي البادية أكثر ،لتكون صورتنا حسنة في عيون  الزائرين والسياح ،وليسجلوا انطباعات سارة ،وارتسامات حميدة ، للرجوع ثانية إلى بوادينا الزاخرة بالمناظر الخلابة ، والسياحة عنصر مهم في ازدهار اقتصاد البلاد ، وأن يكونوا ؛ــــ أخص المسؤولين ـــ كأم فرشت فنامت ، والأدب مال واستعماله كمال  ، واختم بما قاله جميل الزهاوي وهو مسك الختام ؛

إنما المرأة والمرأ سواء في الجدارة 

علموا المرأة فالمرأة عنوان الحضارة

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .